أما النساء فحجتهن أن يتفرغن في شهر رمضان للطبخ ومتابعة شؤون المطبخ.. كما يتفرغن للنوم والسهر.. بينما حجة الرجال الذين يطلبون إجازاتهم في شهر رمضان إنهم يتفرغون للسهر طوال الليل والنوم معظم أوقات النهار بحجة أنهم في شهر رمضان يشعرون بالخمول فلا يجدون أنفسهم قادرين على تأدية أعمالهم على الوجه الأكمل.. وهل خطر ببال هؤلاء أن الخمول وعدم النشاط سببه مواصلة السهر والإكثار من تناول الطعام فإذا ذهب الإنسان إلى فراشه ومعدته مكتظة بالطعام، فإن التخمة وحدها كافية وكفيلة أن تجعل الإنسان في حال دائم من الكسل والخمول.؟! وينسى الكثيرون من الصائمين أن شهر رمضان يمثل فرصة ثمينة جداً للإنسان أن يتخلص من كثير من الأمراض.. مثل الاضطرابات الهضمية والإمساك.. فالدراسات تشير إلى أن مرضى كثيرين تخلصوا من الاضطرابات الهضمية مثل حرقة المعدة والغازات والانتفاخات المعوية.. وذلك لأنهم التزموا الاعتدال في تعامهم مع الغذاء وكانوا حريصين على أن يحتوي غذاؤهم على العناصر الغذائية الأساسية لنمو الجسم ورفع المناعة فكان غذاؤهم من غير إسراف من السمك والفواكه والخضروات الطازجة.. حتى أولئك الذين يعانون من داء النقرس والسكري استفادوا من الصيام.. فقد اعتمدوا في صيامهم الاعتدال في الطعام واتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم في الإفطار والعشاء والسحور.. فكانوا أسعد حالاً في رمضان منهم في أي شهر آخر. أما أن تؤخذ الإجازة في رمضان من أجل السهر على موائد القيل والقال فإن ذلك مفسدة للنفس والعقل والضمير وضياع مضمون للثواب في شهر انتظر المسلمون قدومه عاماً كاملاً.. من أجل ماذا؟ من أجل أن يقترفوا فيه الذنوب والآثام ؟! كلا.. بل انتظره المسلمون في كل أنحاء الدنيا من أجل أن تصفو فيه نفوسهم وتطهر قلوبهم من أدران عام كامل وتنقى عقولهم وضمائرهم فيخرجون منه وقد حققوا رضا الله وإسخاط الشيطان..