تتواصل احتفالات شعبنا اليمني بأعياد الثورة الخالدة العيد ال47 لثورة ال26 من سبتمبر والعيد ال46 لثورة ال 14 من اكتوبر والعيد ال42 للاستقلال الوطني ال30 من نوفمبر المجيد في ظل راية الوحدة المباركة لليمن الجديد، يمن ال22 من مايو 1990م، وليس هناك ما يعكر صفو أفراح شعبنا بأعياده الوطنية سوى فتنة التمرد للعناصر التخريبية والإرهابية التي يقودها الإرهابيان عبدالملك ويحيى الحوثي في صعدة وحرف سفيان. من المؤسف أنه وبعد 47 عاماً من قيام ثورة 26 سبتمبر 1962م التي حررت شعبنا من عهد العبودية والكهنوت الإمامي لايزال هناك من يحنون إلى ذلك العهد الكهنوتي البائد، ويريدون إعادة عقارب الزمن إلى الوراء، غير مدركين أن الشعب اليمني قد شب عن الطوق، وحطم أسوار ذلك السجن الرهيب الذي فرضه عليهم الحكم الإمامي المتخلف.. ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يقبل بالعودة إلى ذلك السجن ويرتضي بحكم الكهنوت والعودة إلى تقبيل الأيادي والأقدام، فقد أصبح اليوم يحكم نفسه بنفسه، ويختار حكامه بملء إرادته عبر الانتخابات الديمقراطية التنافسية.. كما أنه من المؤسف ان هنالك من يحنون إلى عهد الاستعمار والسلاطين بعد 46 عاماً من عمر ثورة 14 اكتوبر 1963 التي زلزلت الأرض تحت أقدام المستعمر الاجنبي، وأجبرته على الرحيل في ال30 من نوفمبر 1967م، بعد أن كانت قد اسقطت قبل ذلك مشروعه التقسيمي المتمثل بإقامة ما سمي ب"اتحاد الإمارات" ثم اتحاد امارات وسلطنات الجنوب العربي، والتي كان يبلغ عددها 22 سلطنة وإمارة، حيث تمكن ثوار 14 اكتوبر من إسقاط تلك الإمارات الواحدة تلو الأخرى وتوحيدها في كيان واحد.. وهنالك أيضاً من يحنون إلى عهد التشطير بعد ما يقارب من 20 عاماً على إعادة وحدة الوطن اليمني أرضاً وإنساناً في 22 مايو 1990م، وهو ما يعني أن شعبنا اليمني لايزال يواجه الكثير من التحديات والمؤامرات التي تستهدف النيل من وحدته الوطنية وأمنه واستقراره والمكتسبات العظيمة التي تحققت له في ظل راية الثورة والجمهورية والوحدة. ولذلك فإن الضرورة الوطنية تقتضي من كافة أبناء الشعب اليمني وفي مقدمتهم القيادات السياسية والحزبية والمفكرون والمثقفون والعلماء والشخصيات الاجتماعية وقيادات منظمات المجتمع المدني الاستجابة لدعوة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح في تحقيق الاصطفاف الوطني لمواجهة كافة التحديات المفروضة على وطننا وشعبنا والتصدي للمؤامرات التي تحاك ضد وحدتنا وأمننا واستقرارنا. فما يحدث اليوم في مناطق صعدة من تمرد وخروج عن الشرعية الدستورية والنظام والقانون من قبل تلك العناصر الإرهابية الضالة، وما يجري في بعض المناطق من أعمال تخريبية، والدعوة إلى العودة إلى عهد التشطير الأسود يصب في إطار المخطط التآمري ضد وطننا وشعبنا والذي يتم تنفيذه على مراحل وبأشكال وأساليب مختلفة منذ انطلاق الثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 اكتوبر وتحقيق الاستقلال في ال30 من نوفمبر 67م، ثم مرحلة ما بعد إعادة وحدة الوطن في ال22 من مايو 1990م.. فعلى الرغم من تحطم كل تلك المخططات التآمرية على صخرة التلاحم الوطني لجماهير الشعب وصمود وتضحيات أبطال القوات المسلحة والأمن سواء في ملحمة السبعين يوماً التي أسقطت الحصار على العاصمة صنعاء في 8 فبراير 1968م، وأنهت حلم الملكيين بعودة النظام الإمامي الرجعي المتخلف وإلى الأبد؛ أم في ملحمة الدفاع عن الوحدة صيف 1994م التي أسقطت مؤامرة الردة والانفصال وأنهت حلم الانفصاليين الخونة بعودة التشطير من جديد رغم تحطم كل المخططات التآمرية.. ورغم كل تلك الدروس التي لقنها شعبنا وقواته المسلحة والأمن إلى أولئك المتآمرين إلا أنهم لم يستفيدوا منها فلايزالون مصرين على الاستمرار في حبك المؤامرات وإشعال الفتن وإثارة القلاقل والنعرات الطائفية والمذهبية والسلالية والقروية والمناطقية والشطرية، متوهمين أنهم سيتمكنون من تحقيق أهدافهم وأحلامهم الشيطانية في النيل من الثورة والوحدة ومنجزاتهما العظيمة.. غير مدركين أن شعبنا أصبح اليوم أكثر من أي وقت مضى يتمتع بالوعي الكبير، ولن تنطلي عليه تلك الشعارات وما تخفيه وراءها من مؤامرات في إطار المخطط الصهيوني الكبير. وحتماً سيكون مصير كل المتآمرين الحالمين بعودة الإمامة والتشطير هو الهلاك لا محالة، فالنصر على المتمردين في صعدة أصبح قاب قوسين أو أدنى، ولم يعد أمامهم من خيار سوى الاستسلام، فالضربات الموجعة التي يوجهها اليوم أبطال القوات المسلحة والأمن لن تترك لهم خياراً آخر يختارونه بعد هزائمهم المتلاحقة ومصرع العشرات من قياداتهم ومقتل واستسلام واعتقال الكثير من عناصرهم.