يحتفل شعبنا اليوم بمسيرة حافلة من الانجازات والتحولات الوطنية الكبرى السياسية والاقتصادية والديمقراطية والتنمية تحققت له في ظل راية الوحدة المباركة التي نودع عامها ال19 ونستقبل عامها العشرين بروح فرائحية متوهجة بالآمال مفعمة بالتطلعات، ونحن نعيش مباهج عيد اعيادنا الوطنية ال22 مايو العظيم.. الذي بلّغ اليمانيين غايات نضالهم وتضحياتهم ضد الإمامة والاستعمار وماتعنيه من تخلف وطغيان وقهر وعسف وفرقة وتمزق، ماكان يمكن الخلاص والتحرر من ربقهما الا بتوحيد ارادتهم وخوض غمار المواجهة معاً مجسدين واحدية الثورة اليمنية (26سبتمبر و14 اكتوبر) فكان النصر المؤزر على بقايا فلول الكهنوت الإمامي وعلى الاستعمار وعملائه وأذنابه ليكون الاستقلال الناجز والنظام الجمهوري الراسخ.. لتبقى وحدة الوطن القضية الأقدس لشعبنا والهدف الأسمى لنضاله مؤجلة بفعل دسائس ومؤامرات مخلفات الإمامة وعملاء الاستعمار الذين تسللوا الى صفوف الثورة وحاولوا الارتكاس بها عبر تعميق التشطير المقيت بتأجيج الصراعات والحروب للحيلولة دون تحقيق الاستقرار واعاقة عملية التنمية والبناء التي تتطلب موضوعياً اعادة توحيد الوطن اليمني أرضاً وانساناً.. ولكن.. لأن ارادة الشعوب هي المنتصرة دوماً فقد أشرق فجر الوحدة الأغر صبيحة 22 مايو 1990م، مسقطاً كافة الرهانات الخاسرة للمرتزقة والخونة والعملاء الذين بقوا عاجزين عن استيعاب هذه الارادة فأعادوا محاولاتهم، معتقدين ان المتغيرات الاقليمية والدولية في صالحهم، وان القوة التي كانوا يمتلكونها قادرة على اعادة عجلة التاريخ الى الخلف، فافتعلوا الأزمات وحاولوا تأجيج الفتن وصولاً الى اشعال الحرب واعلان الانفصال صيف 1994م، مرة اخرى تسقط رهاناتهم وتنتصر ارادة الشعب الذي يمضي صوب انجاز مهام بناء اليمن الجديد ودولته المؤسسية الموحدة الديمقراطية الحديثة، مواصلاً عملية التنمية والبناء والنهوض الوطني الشامل متجاوزاً كافة النتوءات والمعيقات والصعوبات والتحديات لنشر المشاريع الانمائية والخدمية والاستراتيجية على امتداد مساحة الوطن، مجسدة في آلاف الكيلو مترات من شبكة الطرقات والمدارس والجامعات ومعاهد التدريب المهني والمستشفيات والمراكز الصحية وشبكة الكهرباء والمياه والاتصالات ومئات المشاريع الزراعية وغيرها من المشاريع التي هي اليوم شواهد فاصلة بين عهود التشطير والشمولية والعهد المشرق للوحدة والديمقراطية، والتي في استمراريتها كماً ونوعاً لايمكن لافتراءات واباطيل عناصر الفتنة والعمالة والارتزاق ان تكون بديلة لواقع اليمن اليوم في ظل راية (22 مايو) تلك الاصوات النشاز الناعقة بالخراب التي تطل علينا بين حين وآخر عبر بعض الوسائل الاعلامية متصورة ان بإمكانها التسويق لمشاريعها الصغيرة التي ترتزق عليها لتحافظ على الحياة المترفة التي اعتادتها في بعض العواصم العربية أو الاوروبية على حساب اليمن، وفقد هؤلاء الانتماء اليه بعد ان تنكروا له.. وهذا واضح وجلي في محاولتهم تغييب الانتماء بمفاهيم تنم عن حالة الانحطاط البائسة لتفكيرهم الرث، غير مدركين ان الأوطان كيان تسميته تعبر عن مضمون حضاري سياسي ثقافي تاريخي، يتكثف فيه الوجود الجغرافي والانساني مكتسباً هوية غير قابلة للطمس والتغييب ومشاريعهم الصغيرة الخرقاء قد أسقطها شعبنا منذ أمد بعيد. ان اليمن قوي شامخ عزيز بوحدته الراسخة.. والفتنة والتخريب والفوضى التي يعمل عليها هؤلاء المأجورون، تزيده قوة وترفع وعي ابنائه بالتحديات التي يواجهها وطن 22 مايو العظيم ومسيرة بنائه ورقيه وتقدمه وازدهاره ومثلما أُسقطت مشاريع أخطر سوف تسقط هذه المشاريع الصغيرة في سياق هذه المسيرة الظافرة المنتصرة للوحدة المباركة. ان شعبنا اليمني العظيم يحتفل اليوم بألق الوحدة المتوهج بالانجازات ومسيرة حافلة بالعطاء ومستقبل وضاء يستمد اشراقاته من عطاءات الحاضر وتطلعات ابناء الشعب أصحاب المصلحة الحقيقية في الوحدة