الوطن بأرضه وسماه، بمدنه وريفه بجباله ووديانه، ببحوره وشطآنه بصحاريه ورماله، بنهاره وليله، بنوره وظلامه، بحلوه ومره، بماضيه وحاضره ومستقبله يظل هو الأكبر الأغلى الأسمى والمهم والأهم من أي شيء على هذا الكوكب. فالوطن هو الحصن الأمين والبيت الكبير لجميع المواطنين والمقيمين على أرضه بسلام.. الوطن ملك لكل من يحافظ ويساعد في أمنه واستقراره.. الوطن ملك لكل من يحافظ عليه وعلى مكتسباته.. من يبنيه وينميه.. الوطن ملك لكل مخلص ومتفان في عمله.. الوطن ملك لكل من يرفض التطرف والأفكار المتشددة.. الوطن ملك لكل من يحترم دستوره وقوانينه وأنظمته ومواثيقه.. الوطن ملك لكل من يحميه ويصون أراضيه.. ويدافع عنه وقت الشدائد والمحن ويبذل الغالي والنفيس في سبيل نصرته.. تلك هي شروط ومبادئ أحقية المواطنة، وأي إنسان لا تتوافر فيه تلك الشروط لا يستحق لقب المواطن الصالح. والحوثيون بالتأكيد أخلّوا بكل تلك الشروط والمبادئ الوطنية. والآن تعالوا لنعرف سوياً كيف تصور الحوثيون الوطن وكيف تخيلوا مؤسساته الوطنية؟ بسذاجة وبعقلية منغلقة وفكر متحجر قديم لا يمت للواقع بصلة تصور المتمردون الوطن ونظروا إليه وتخيلوه وقيموه وفقاً للآتي: شعر الحوثيون بأنهم كبار وصنفوا أنفسهم بأنهم من علية القوم وتصوروا اليمن على أنها مملكة وأن لديهم حقاً إلهياً في حكم البلاد ونسوا أو تناسوا بأننا نعيش في ظل نظام جمهوري ودولة يعرفها العالم أجمع باسم الجمهورية اليمنية، وصناديق الانتخابات طريق كل من أراد السلطة وحكم البلاد. تصور الحوثيون محافظة صعدة عزبة أوضيعة أو وادياً أو مزرعة من حقهم امتلاكها وبسط نفوذهم فيها وتحديد قوانينها وفرض أفكارهم على أهلها وجباية أموال الزكاة من مواطنيها، هكذا تصور أو تخيل الحوثة المتمردون محافظة صعدة دون أن يحسبوا حسابهم ويروا الواقع المعاش الذي يقول إن صعدة محافظة من محافظات الجمهورية اليمنية وأنها وجميع محافظات اليمن تخضع لنظام واحد ودستور واحد وحكومة واحدة على رأسها فخامة الأخ علي عبدالله صالح الذي انتخبه الشعب رئيساً للجمهورية ويحظى بتأييد شعبي منقطع النظير من كافة أبناء الجمهورية. تخيل الحوثيون الوطن ضعيفاً وأن قواته العسكرية غير مجهزة للدفاع عن الوطن، وبهذه الحسبة يمكنهم أن يفرضوا أنفسهم وقوتهم على الدولة والتأثير على قراراتها، لكن المتمردين ووفقاً لهذا التقدير اقترفوا خطأً كبيراً فقد تأكدوا مؤخراً بأنفسهم مدى ضخامة وقوة المؤسسة العسكرية المجهزة بأحدث المعدات القتالية وفي صفوفها عشرات الآلاف من أبطال القوات المسلحة والأمن مدربين وجاهزين للدفاع عن الوطن وملاحقة كل من تسول له نفسه المساس بأمن الوطن واستقراره والقضاء عليه. يقول الحوثيون بأن تأسيسهم لحزب مسلح في اليمن هو لمواجهة اسرائيل وأمريكا حيث خُيل للحوثيين بأن بلادنا تقع على حدود الكيان الصهيوني الاسرائيلي ، وهنا يتضح مدى جهالة الحوثة بالجغرافيا، فبلادنا تقع في شبه الجزيرة العربية وتبعد آلاف الكيلومترات عن العدو الاسرائيلي ولا وجود لأي قاعدة أو قوة عسكرية أمريكية في اليمن كما أن بلادنا من أوائل الدول المناصرة للقضية الفسلطينية. هكذا تخيل الحوثة الوطن وتصوروه ضعيفاً لن يقدر عليهم ولكنهم الآن استفاقوا من حلمهم بعد أن أدركوا أن الوطن قوي بشعبه وقيادته وقواته المسلحة. أخيراً نتوجه بهذين السؤالين للحوثيين ومن تمرد معهم ومن يدعمهم خفية وعلناً. هل سيقبل أي شعب في العالم ويسمح بوجود حزب مسلح على أرضه الآمنة.؟ هل يوجد حكومة بالعالم تقف متفرجة أمام تمرد مسلح يهددها ويهدد البلاد؟. لذلك نقول للحوثيين حكمِّوا عقولكم وراجعوا أنفسكم وانهوا تمردكم على الوطن واعلموا أن القيادة السياسية تحظى بتأييد داخلي وعربي ودولي في حربها ضدكم ونحن هنا ننصحكم بالجنوح للسلم وقبول مبادرة الحكومة للحل السلمي.. التزموا بالثوابت الوطنية وأعلنوا ولاءكم للوطن وشاركوا في بنائه وإعماره وساهموا في إرساء أمنه واستقراره، مالم فليس امامكم سوى الهلاك. ختاماً ندعو الله تعالى أن يؤمّنا في أوطاننا وينجي بلادنا وسائر بلاد المسلمين من الحروب والفتن.