في هذا العمود وتزامناً مع بدء اعلان النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية الافغانية توقعنا أن تتحول احتجاجات المرشح المنافس الى جولة انتخابات ثانية.. وهذا ماحدث فعلاً.. لم يقبل المرشح المنافس عبدالله عبد الله نتائج تقدم كرزاي المعلنة ومقابل الإصرار والقضايا المرفوعة أمام المحاكم طعناً في اجراءات ومسار الاقتراع وحسابات التزوير المقدمة للجنة المنظمة للانتخابات والمحاكم، وأمام رفض المساومة على المشاركة في حكومة ائتلافية بقيادة كرزاي تمكن المنافس عبدالله من حرمان كرزاي لذة الفوز في جولة واحدة.. كان كرزاي تنفس الصعداء مع الاعلانات المبدئية للنتائج والتي أفادت بتقدمه من ناحية على المنافسين بما فيهم وزير الخارجية السابق عبد الله عبدالله بل وتجاوزه نسبة الخمسين في المائة اللازمة للنجاح من خلال جولة واحدة. لكن آلاف الطعون التي تقدمت والتشديد على عدم القبول بالنتائج وعدم قبول التفاوض في اتجاه مساومات او صفقات مكنت من الغاء 210مراكز انتخابية بسبب التزوير. إلغاء هذا القدر من المراكز الانتخابية جاء بغرض العودة الى ميدان اللعبة بشكل مرضٍ للمرشح المنافس وبالضغط على المرشح الفائز بعد ان أجمع المراقبون على شيوع التزوير في تلك الانتخابات التي تنوعت حصيلتها بين نتائج تزوير وشراء ورشاوى وما شابه. التحالف الدولي مع الحرب على طالبان وليس مع إعادة تثبيت كرزاي بطريقة مفضوحة وسخط طالبان يعني الكثير لقوات الناتو التي اكتشفت بعد 8 سنوات انها ليست جاهزة للحرب كما ينبغي وأن قوة طالبان عادت تتنامى أكثر فأكثر وان عدم القيام بإعادة النظر في الاستراتيجية العسكرية هناك واضافة المزيد من القوات فإن الموازين قد تنقلب باتجاه طالبان ما يعني هزيمة للناتو بحسب جنرالات الناتو الذين بات عليهم المراهنة في اتجاه حرب انتحارية للنصر او ربما شكلا من الحوار غير المعلن والخروج بسيناريو معقول من هذه الحرب وهذه اللعبة لايستطيع كرزاي لعبها كما يبدو بقدر ما يمكن ل عبدالله الذي يحوي برنامجه التقارب مع طالبان وحل المشكلة الافغانية عن طريق مشاركة الاطراف المتناقضة.