بعد فرز حوالي 95%من أوراق الاقتراع مايزال حامد كرزاي يواصل تقدمه على منافسه عبدالله عبدالله في السباق الى كرسي الرئاسة الأفغانية..هذا ماقالته الوكالة الفرنسية السبت الفائت.. من وجهة نظر عادية قد يبدو الأمر طبيعياً لكن الحقيقة كما أتوقع وأرى على مسافة ليست ببعيدة لا تبدو كذلك.. قبل شهور رفض المرشح للرئاسة الإيرانية مير حسين موسوي نتائج الانتخابات التي صعدت احمدي نجاد. دخلت ايران على إثر تلك النتائج في معمعة رافقتها الكثير من التظاهرات والأحداث غير المألوفة في الانتخابات الإيرانية السابقة ما بعد الثورة الإسلامية هناك.. فهل يا ترى ان ثمة علاقة قد تربط هذه بتلك.. إبان التظاهرات الإيرانية التي حشدها الإصلاحيون رفضاً لنتائج الانتخابات الإيرانية وقف الغرب الى جانب الإصلاحيين الذين قدموا برنامجاً يروق للغرب ولا يروق للمتشددين الإيرانيين من نوع التوقف عن دعم الأذرع الإيرانية في الخارج كحزب الله وحماس ودمشق بحسب الوصف الغربي. المساندة الغربية للإصلاحيين في ايران ورطت عدداً من القادة الإصلاحيين هناك الذين اتهمتهم الحكومة بتقديم خدمة للخارج هدفها الإضرار بالداخل الإيراني وهو ما يمكن وصفه ب «اسم الدلع للخيانة» إذا لا تود القيادة الإيرانية كما يبدو تصعيد الأزمة . راهن الغرب على ما يبدو على التمكن من خلال تلك المساندة من احداث خلخلة في الداخل الإيراني تمهد وبشكل ما لمحاولات قادمة للتغيير من الداخل لكن الأمر تحول عكسياً وبشكل ما. رفضت القيادة الإيرانية تسمية الخيانة والعمالة تهماً لمن وصفتهم بالمتورطين في الأحداث لكنها افقدتهم رويداً رويداً زخم الشارع بطريقة منظمة محسوبة جيداً انتهت الأحداث الكبرى في ايران الآن وتم تعميد النتيجة واستمر نجاد رئيساً فماذا بعد.. قد آن الأوان كما يبدو لينقلب السحر على الساحر ولتنقل طهران أزمتها تلك الى حجر واشنطن وحلف الناتو والدول التي وقفت في صف موسوي حرصاً على الديمقراطية كما قالت التصريحات حينها.. بعد الخمسة في المائة الباقية من أوراق الاقتراع سينتهي فرز الأصوات للانتخابات الافغانية وتبدأ المعركة المضادة .. أو هذا ما أتوقعه على الأقل. لن يقبل عبدالله عبدالله بنتائج الاقتراع المعلنة وسيخرج الشارع الافغاني كما خرج الشارع الإيراني لكن هذه المرة دون إمكانية سيطرة على الشارع الذي ستجد في فوضاه طالبان فرصة وغير مستبعد أن تلعب في مساندة المرشح الرافض دوراً ايضاً إذ يقضي برنامج عبدالله اشراك طالبان في الحكم فيما كرزاي لا يستطيع مخالفة برنامجه المعتاد «قلد الله الناتو ..مادخلني». الأوربيون ومن خلال منظمات رقابية أقرت بتلاعبات كبرى في الانتخابات الافغانية. المحاكم الأفغانية أقرت بوجود تزوير وألغت آلافاً من اوراق الاقتراع إن لم يكن عشرات الآلاف منها. سيطالب عبدالله عبدالله كما يبدو أو أتوقع اعادة الانتخابات فماذا سيكون موقف واشنطن والغرب الحريص على الديمقراطية حين تتوفر على التزوير والتلاعب كل تلك الشواهد.. لقد بدأت علامات انقلاب السحر على الساحر كما يبدو والبقية تأتي.. مقطع من بيت للشاعر عبد الله البردوني من ستسقي ازاد لم يبق إلا ... كأسها تحتسيه حتى الصبابة ازاد:امرأة الأسود العنسي