لا يمكن أن أتصور تعز إلا مركز إشعاع وطني..ولا يمكن تصور تعز إلا منارة للتحضر والمدنية. هذه حقيقة، ولأنها حقيقة أثق في أن تعز تتميز عن غيرها بقدراتها الذاتية الطبيعية على رفض الأفكار الجاهلة التي تدعو إلى فتنة أو تصفق لتمرد أو تعبث بأمن الوطن واستقراره ووحدته..ولهذا اعقلوا.. إنها تعز. لا يمكن الحديث عن تعز إلا كمكان مفضل للأفكار الخلاقة وملتقى للفكر الوطني المستنير ولهذه المواصفات ليس غريباً أن تكون تعز صاحبة حضور خاص في قلوب كل الذين يرفضون الجهل ونزعات الارتداد والتخلف. لقد كانت تعز دائماً المتنفس العميق والرئة الواسعة لكل ما هو مدني يعلي من شأنه العقل ويركل الجهالة .. كانت تعز محطة الهاربين من جحيم الكهنوت إلى عدن.. وكانت تعز محطة القادمين من الجنوب لمناصرة الثورة الأم.. تماماً كما أن أبناءها الأكثر انتشاراً في كل ربوع اليمن حيث المثابرة والعرق والعلم والرزق الحلال يكونون. من تعز يجب أن نتعلم نزوع أبنائها إلى اكتساب العلم والمعرفة وتقديس قيمة العمل والتواضع أمام كل الأعمال الشريفة. ولذلك فأبناؤها أكثر إدراكاً لمخاطر عدم الاستقرار وعواقب إذكاء الفتن ومخاطر الإساءة إلى السلم الاجتماعي. ولهذا فإن من الطبيعي أن يخرس كل صوت يهدف لإشعال شرارة فتنة من تعز وعلى رأي أحد الزملاء مساء أمس.. تعز بخير ومحصنة بوعي أبنائها وإدراكهم أن الكل شركاء في الحفاظ على وطن لا يملكون غيره.