أستغرب بشدة كيف تتمسك بعض القوى السياسية والحزبية بفكرة أو «هاجس» احتواء التمرد الإرهابي الحوثي سلمياً، وتحديداً في هذا الوقت بالذات، وقد اقتربت نهاية عناصره ولم يعد أمامهم سوى الاستسلام لقوات الشرعية الدستورية وأجهزة النظام والقانون؟!! ومايضاعف هذا الاستغراب، سعي رموز هذه القوى السياسية والحزبية الحثيث لعقد ماتسميه ب «مؤتمر الانقاذ الوطني» واستعجالها عقد لقاء في الخارج لماتسميه ب «الحوار الوطني الشامل» للتحضير لذلكم المؤتمر مع تحفظي على مفردة «الوطني» لأنه لاينطبق مع دوافع عقده خارج الوطن لانتفاء المبررات القوية لعقده في الخارج ولغياب الاجماع الشعبي، ناهيكم عن اشراكه لقوى التمرد والإرهاب وبعض الرموز التي جاهرت مؤخراً بحقدها على الوطن ووحدته، أقول: استغرب هذا الجنوح السياسي لتلك الرموز وكأنها في سباق مع الزمن لإنقاذ ماتبقى من فلول التمرد الحوثي قبل الحسم النهائي لفتنتهم التخريبية، بدليل تصريح رئيس اللجنة التحضيرية لما يسمى ب «الحوار الشامل» والذي حدد موعد عقده بنهاية أكتوبر الجاري أو مطلع نوفمبر القادم. ومن دون الخوض في تفاصيل تفنيد مرامي هذا «الحوار» ومغبات ذلك «المؤتمر» إذ إن له حديثاً آخر، دعونا نسأل رموز هذه القوى الحزبية والسياسية التي تطرح فكرة «احتواء قضية صعدة سلمياً» عن عدد المرات التي أعلنت فيها قيادتنا السياسية من جانبها وقف المواجهات مع المتمردين خلال خمس حروب بقصد احتواء تمردهم سلمياً؟! وكم عدد الوساطات التي سمحت بها قيادتنا السياسية وآخرها وساطة دولة «قطر» الشقيقة لاحتواء هذه الفتنة سلمياً من دون أن نحقق أية نتيجة تذكر لأن أول من يخرقها هم أولئك المتمردون؟! ناهيكم عن عدد المرات التي دعا فيها فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح حفظه الله هذه الرموز السياسية الحزبية في الداخل لممارسة دورها وتحمل مسئوليتها الوطنية تجاه «الاصطفاف الوطني» لحلحلة هذه الفتنة، ووقف مخرجاتها الإرهابية والإجرامية، وإعادة عناصرها إلى جادة الصواب، إلا أن هذه الرموز كانت تتخذ مواقف مغايرة من هذه الدعوات لغرض في نفس يعقوب. إذن أين كانت هذه القوى الحزبية والسياسية طيلة الخمس سنوات من تمرد وإرهاب وتخريب هذه العناصر المارقة على الدستور والنظام والقانون؟ ولماذا لم يتقدم عقلاؤها بمشروع واحد على الاقل لاحتواء هذه القضية سلمياً مثلما هم يدعون إلى ذلك بعد فوات الأوان؟!! لأنهم استثمروا أصلاً هذه الفتنة كورقة سياسية لابتزاز النظام والحزب الحاكم وحكومته والضغط عليهم للحصول على مآرب ومصالح ذاتية قبل أن تكون حزبية ولايعنيهم بعد ذلك إلى أين تؤدي الأزمات والفتن بهذا الوطن وسيادته وأمن واستقرار أبنائه. إنهم برؤاهم ومشاريعهم ومؤتمراتهم التي يدعون فيها لإنقاذ الوطن من الأزمات والفتن، وفي نفس الوقت لايريدون لهذه الازمات وتلك الفتن أن تنتهي، كمن يراهن ويتعلق بالمثل الشعبي القائل «أريد لحماً من كبشي وأريد كبشي يمشي» وهم يدركون في دواخلهم أن هذا الرهان الخاسر ليس من الاخلاقيات السياسية والحزبية في شيء لأن الخاسر الوحيد في نهاية المطاف هو الوطن ووحدته وسيادته، وعندما نخسره لن يرحمنا الشعب اليمني ولن يغفر لنا التاريخ. فاتقوا الله في هذا الوطن وكفوا أياديكم عنه فقد أذقتموه الأمرّين ولم يعد يتحمل لعبكم السياسية ومشاريعكم الكيدية، ووفروا مؤتمركم لإنقاذ أنفسكم من غضبة الوطن إذا ضاق به الحال من مشاريعكم هذه.