في الوقت الذي كنا ننتظر من حزب الإصلاح وحلفائه المنضوويين في إطار اللقاء المشترك توجيه الدعوة للاصطفاف الوطني لمواجهة التحديات المفروضة على الوطن وفي مقدمتها فتنة التمرد في بعض مناطق صعدة وحرف سفيان والتي تستدعي رص الصفوف والتلاحم بين كافة أبناء الشعب اليمني إذ بنا نتفاجئ بالبيان الختامي الصادر عن الدورة السادسة لمجلس شورى حزب الإصلاح الذي تضمن الكثير من المغالطات والتزييف للحقائق والوقائع. محمد عبده سفيان فبدلاً عن مطالبة عناصر التمرد والتخريب والإرهاب الاستجابة لصوت العقل ودعوة السلام التي وجهتها الدولة لهم حقناً للدماء إذ ببيان شورى حزب الإصلاح يطالب الدولة بوقف الحرب وكأنها هي من أشعلت هذه الحرب المجنونة ولم تُفرض عليها فرضاً بعد أن استنفدت كل الوسائل السلمية وأعطت تلك العناصر الإرهابية الفرصة تلو الأخرى ولخمس مرات متتالية للعودة إلى جادة الصواب والجنوح للسلم، ولكنهم للأسف لم يثوبوا إلى رشدهم واستغلوا تلك الفرص لتجميع عناصرهم وحشد الإمكانات اللازمة من عدة وعتاد والاستعداد لخوض جولة جديدة من أعمال التخريب وزعزعة الأمن والاستقرار والاعتداء على المواطنين وممتلكاتهم وعلى رجال القوات المسلحة والأمن ومواجهة الدولة وهو ما استدعى قيام الدولة بواجباتها الدستورية في مواجهة التمرد والخروج عن الدستور والنظام والقانون، ورغم ذلك فقد وضعت الحكومة خمسة شروط لإيقاف العمليات العسكرية ولكن عناصر التخريب والتمرد رفضوا هذه الشروط وأبوا إلا الاستمرار في أعمالهم الارهابية والتخريبية ومواجهتهم للدولة، متوهمين أن عدم حسم الدولة للحرب في الجولات الخمس السابقة دليل عجز وأن بإمكانهم تحقيق أهدافهم في إعادة الحكم الإمامي الكهنوتي. كان الأحرى بمجلس شورى الإصلاح إدانة تلك العناصر الإرهابية وتمردها وكان الأحرى بقيادة حزب الإصلاح الاستعانة بحلفائهم في أحزاب اللقاء المشترك لإقناع تلك العناصر المتمردة الجنوح للسلم والعمل بقوله تعالى:«وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله».. كان الأحرى بحزب الإصلاح وحلفائه في أحزاب المشترك وضع المصلحة الوطنية العليا فوق كل المصالح الحزبية والشخصية وخصوصاً في هذه المرحلة الاستثنائية التي يعيشها الوطن، وذلك بالعمل على تعزيز التلاحم الوطني والاستجابة لدعوة القيادة السياسية للحوار الوطني تحت سقف الثوابت الوطنية بدلاً عن افتعال الأزمات واختلاق المشكلات والتحريض على استعداء الدولة ودعم الأعمال الخارجة عن الدستور والنظام والقانون وكذلك الدفع بعناصرها لتأسيس ملتقيات وحركات مشبوهة مثل مايسمى بملتقى حميد الأحمر للتشاور «اللاوطني» في صنعاء وحركة سلطان السامعي في تعز وتشجيع ودعم عناصر الحراك الانفصالي في بعض مناطق المحافظات الشرقية والجنوبية. أعتقد أن الموقف الذي عبّر عنه بيان شورى حزب الإصلاح والمواقف المشبوهة لبعض القيادات في الحزب وبقية أحزاب المشترك تتصادم تماماً مع مواقف وقناعات معظم قيادات وكوادر الوقوف ضد كل ما يهدد وحدة الوطن ويمس سيادته وأمنه واستقراره ونظامه الجمهوري ونهجه الديمقراطي. لقد عانى الشعب اليمني الكثير من المآسي والآلام جراء الخلافات والتناحرات والمكايدات السياسية والتي كانت تفضي إلى انقلابات دموية وتصفيات جسدية وتمردات وحروب بين أبناء الوطن الواحد في عهد ما قبل 22مايو 0991م، وللأسف هناك اليوم من المغامرين المعتوهين يراهنون على إعادة شعبنا إلى مربع الاغتيالات والانقلابات والمجازر الدموية وحالة اللا أمن واللا استقرار واللا تنمية وهو ما لا يمكن لشعبنا أن يسمح به ولا بالعودة إلى عهد الامامة والسلاطين والتشطير، وعلى اولئك الواهمين أن يراجعوا حساباتهم ويعودوا إلى جادة الصواب قبل فوات الآوان.