من عطَّل الحوار ونقض اليمين المغمّسة بحبر التوقيع على اتفاق فبراير؟! السؤال لايطلب إجابة بقدر مايطلب سؤالاً آخر، على شاكلة:«وانت مادخّلك ليش تحشر نفسك؟» كما علّق أحدهم ذات مقالة في موقع لن أكشف سره! المؤتمر يبدي استعداده التام لاستئناف الحوار مع المشترك «أحزاب البرلمان الموقعة على اتفاق فبراير» وقال عبدالعزيز عبدالغني رئيس مجلس الشورى في لقائه الأخير مع صحيفة«الميثاق»:«نحن على استعداد للجلوس معهم الآن على طاولة الحوار.. ولايمكن أن نكون نحن«المؤتمر» من سعى لتعطيل الحوار». ولكن المشترك لايقبل اتهامه بالمسئولية عن تعطيل الحوار، وإن كان يقبل امتداحه بها أو جعلها فضيلة وليست تهمة، فإن حسن زيد - رئيس المشترك- في لقائه الحواري المتلفز على قناة السعيدة مع الزميل عارف الصرمي - الاثنين- جعلها فضيلة وهو يؤكد بأن المشترك لم يعطل الحوار.. وكل ماهنالك أن أحزاب المشترك رفضت - وركزوا معي جيداً فيما سيأتي- أن تذهب ل«التصوير» أو ل«التقاط صورة» جانبية مع المؤتمر الشعبي العام؟! ويستطرد زيد بأن المشترك لم«يعطل» ولكنه «رفض» حواراً بمقاييس يضعها المؤتمر. وهذا كلام غير دقيق وغير مفهوم كيف يصدر عن رئيس تكتل حزبي يضم فقهاء الإصلاح ومنظري الاشتراكي وخبراء الوحدوي الناصري؟! الصحيح هو أن المؤتمر ليس مخولاً البتة بوضع مقاييس خاصة أو فرضها على الفرقاء، لسبب بسيط وسهل جداً.. ومنطقي بلا توقف، وهو أن مقاييس أو لنقل مواضيع وعناوين وقضايا الحوار كان قد وضعها واتفق عليها ووقع المشترك- ناقص حسن زيد لأنه خارج الحسبة واللعبة والبرلمان- مع المؤتمر الشعبي العام في وثيقة مودعة ببطن الدستور اليمني، وفقاً للتعديل الدستوري في المادة«46» والتي سمحت- بعد إقرار تعديلها- بالتمديد للبرلمان الحالي لمدة عامين، على أن يجرى خلالهما «حوار وطني» لاستكمال الإصلاحات في النظامين السياسي والانتخابي. هذه هي مقاييس وحدود الحوار، ولايستطيع المشترك ولاحسن زيد الهروب منها أو التبرؤ، وكذلك المؤتمر ملزم بها ولايقول شيئاً خارج هذا الإطار. فعن أية مقاييس أو شروط يتحدث رئيس المشترك؟! إلا إذا كان يقصد مقاييس التعطيل لا الحوار! ودعونا- معاً- نستغرب بكثرة«كيف أن رئيس اللقاء المشترك وهو يتحدث عن اتفاق فبراير بصيغة الجماعة المفخّمة«نحن وقعنا.. ونحن لم نعطل ونحن ملتزمون» ، ينسى، أو يحلو له فعل ذلك مع سبق الإصرار والدعممة، بأنه أصلاً غير معني باتفاق فبراير.. لامن قريب ولا من«كضااااك»؟! حسن زيد استبعد من الاتفاق- لأنه أولاً لايمثل كتلة ولو من عضو واحد في البرلمان، والذين وقعوا على الاتفاق كانوا فقط يمثلون أحزاب البرلمان. هذا أولاً، أما تاسعاً فلأن زيد لايمثل حزباً شرعياً وقانونياً في الساحة، بل يمثّل نفسه في عضوية المشترك، والمشترك يصر على منحه شرعية خاصة ضد الشرعية القانونية.. فحزب الحق هو في الواقع حزب منحل والذي طالب بحله هم مؤسسوه وقادته وأمانته العامة، وأودعوا بذلك وثيقة رسمية لدى الوزارة ولجنة شئون الأحزاب. هذه قصة مضت وانتهت منذ سنوات، ولكن حسن زيد يتحدث بالأصالة عن نفسه وبالنيابة عن«نحن» وهو غير معني بالاتفاق والحوار، وربما لهذا السبب ذاته تذرع به بقية المشترك«الموقعون» ليتكفل بالتأويل لسورة التعطيل- لما لدى الرجل من خبرة وشهرة في هذا الباب من كتاب «الدردحة»!! فهل عاد السؤال قائماً الآن:«من عطّل الحوار»؟! لماذ أشعر بالرضا تجاه برنامج عارف الصرمي«في كل اتجاه»؟! هل لأنه كشف لنا اتجاهات غريبة لدى ضيوفه، أم لأن ضيوفه هم- غالباً- يهيمون في كل اتجاه؟! شكراً لأنكم تبتسمون [email protected]