أفكر بعقلية المؤامرة، والمواقف والأحداث تؤيّدني أراها في هذا الاتجاه، وإلا ماذا يعني شقّ الصف العربي، والصف الفلسطيني بالدرجة الأساس؟ بل ماذا يعني أن ينشأ هذا الكيان «الملقّط والمجمّع كجهاز كمبيوتر آسيوي»؟! في أحداث 48 كانت أرض الميعاد فكرة يهودية صادرة عن حلم ليلة صيف أو خريف لافرق تقوم على فكرة أن الله من سمائه وعد اليهود بفلسطين، ما هو الدليل على ذلك؟ الجواب هو رؤيا بعض الحاخامات المتطرفة التي تستقي أفكارها ولاتقول ديانتها من «توراة محرفة»،كتبت بعد موت سيدنا موسى نبي اليهود بخمسمائة عام. احتل اليهود أرض فلسطين، قتلوا وشردوا أهلها، ولايزال قتل الفلسطينيين وطردهم من أرضهم وحرق زرعهم ونسف بيوتهم على رؤوسهم حتى اليوم، ولما كان هناك فلسطينيون لهم غيرة على عرضهم وأرضهم، رأوا أن الجهاد هو الطريق الوحيد لاسترداد الأرض وحفظ العرض وصيانه المقدسات وعلى رأسها الأقصى وقبة الصخرة. استطاع اليهود بمالهم من تاريخ طويل عريض في إشاعة الفتن و بذر الخلاف بين الأمم أن يقتحموا الصف الفلسطيني، ويغرسوا لدى بعض العرب الخوف والذعر من بعض المجاهدين الفلسطينيين باعتبارهم امتداداً للإخوان المسلمين، بينما تغرس عند هؤلاء المجاهدين قناعات تؤيد فكرة بيع فلسطين لليهود عند الطرف الآخر. الفلسطينيون الآن فيما هم مختلفون وعندما تنصح أمريكا أو بعض دول أوروبا الصديقة اسرائيل أن تتفاهم مع الفلسطينيين لإحلال السلام في المنطقة، يجيب زعماء الكيان الاسرائيلي بالآتي: مع من تتفاوض ؟ أليس من الأجدى أن يتفق الفلسطينيون أن يتفقوا أولاً ؟ مع اسرائيل حق.