«إن الديمقراطية الحق هي تلبية الاحتياجات الأساسية للجماهير، هذا هو فهمي للعدالة الاجتماعية، وهكذا كانت رؤية عبد الناصر لها». هويدي في مقابلة له مع جريدة الأهرام ويكلي الناطقة بالإنجليزية. من أشد المؤمنين بالاشتراكية والقومية العربية كما دعا إليهما الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر. كان عضواً في تنظيم الضباط الأحرار الذين قاموا بثورة يوليو عام 1952 والتي أزاحت الملكية عن حكم مصر ليحل محلها النظام الجمهوري المعمول به الآن . عينه عبد الناصر وزيراً للحربية ورئيساً للمخابرات العامة بعد هزيمة مصر في حرب عام 1967 واحتلال إسرائيل لشبه جزيرة سيناء، وأشرف على حرب الاستنزاف التي شنتها مصر ضد القوات الإسرائيلية في سيناء. ثم في عهد السادات كان من بين 91 شخصا اعتقلوا واتهموا بالخيانة في حملة قام بها السادات لتطهير نظام حكمه من كبار المسؤولين الذين اعتبرهم غير موالين له، فيما أطلق عليه اسم ثورة التصحيح،ليقضي الرجل نحو عشرة أعوام تحت الإقامة الجبرية. تحول بعد الإفراج عنه ، ليصبح محللاً وكاتباً، وظل حتى آخر حياته مدافعاً شرساً عن عبد الناصر ضد اتهامه بالسلطوية. إنه أمين هويدي والذي توفي مطلع الاسبوع الماضي في القاهرة وشيّع بجنازة حربية. كان خروجه من الاقامة الجبرية خروجاً من الحكم في ذات الوقت رفقة آخرين أرادوا إسقاط السادات بقرار ارتجالي مفاجئ حين قدموا استقالاتهم بشكل جماعي وقبلها السادات ليخرج الشعب في تظاهرات مساندة للرئيس، وليتحرك الحرس الخاص لاعتقال رؤوس مراكز القوى ولتبدأ مرحلة مصر السادات دون شركاء. الخبرة السياسية والعسكرية والثقافة اليسارية والقومية التي كانت لدى هويدي صارت هي البديل الذي يمكن استخدامه من قبل رجل أحيل الى المنزل كي لا يغادره لسنوات عشر ثم كان عليه أن يفهم أن مرحلة تدخلاته السياسية انتهت. تحول هويدي الى قارئ للأحداث بطريقة نجحت في صناعة جمهور عريض لكتاباته وتحليلاته وكان ضمن الأصوات الأكثر حضوراً في النقد والاحتجاج على أساليب الادارة السياسية في العالم العربي.