صعّد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومدير عام منظمة الأغذية والزراعة الدولية جاك ضيوف من حملة التحذيرات التي وصلت إلى ان يمتنعا عن الأكل لمدة يومين تضامناً مع مليار ومائتي مليون جائع في العالم وتسارع الحالات الخطيرة التي تفضي إلى الموت جوعاً في أفريقيا وآسيا وامريكا اللاتينية وفي بعض الدولة الغنية. وقد تزامن تعاطف الرجلين مع الجياع مع انعقاد مؤتمر دولي تحضره أكثر من ستين دولة سمي مؤتمر الجوع في روما العاصمة الايطالية للفت الأنظار إلى الكارثة غير المسبوقة ومع استمرار تداعيات الأزمة المالية والاقتصادية العالمية التي يزعم رئيس الولاياتالمتحدة بأنها بدأت في التعافي وان كانت الأمور لن تعود إلى ماكانت عليه قبل أكثر من عام، حيث إن آخر بنك امريكي أعلن افلاسه قبل حوالي خمسة عشر يوماً خيب آمال المتفائلين والمراهنين على الاقتصاد والإنتاج الصناعي الامريكي وعلى الدولار في خضم الدعوات إلى فك ارتباط عملات كانت تتعامل بالدولار واستبداله باليورو والجنيه الاسترليني والفرنك والمارك وماإلى ذلك من العملات كالين الياباني واليوان الصيني. وهذه الدول الخليجية التي كانت ارتباطاتها بالدولار لايتزعزع حولها شك ولايتوقع ولم يتوقع ان يأتي هذا اليوم الذي تتحدث فيه مثلاً دولة قطر كثاني دولة خليجية بعد الكويت عن ضرورة فتح اعتماداتها وبيع منتجاتها النفطية بعملات أخرى غير الدولار نظراً للهبوط المستمر لقيمة الدولار أمام اليورو والين في الأشهر الأخيرة. والآن وكما جاء في الأنباء برز البنك الاسلامي في الساحة الدولية كمنقذ لبعض الدول الفقيرة التي لاتستطيع الاستثمار في الزراعة بأراضيها الخصبة والمياه الوفيرة معلناً عن طريق البنك الدولي انه سيغطي أكثر من مليار ونصف من الدولارات لمشاريع زراعية في عدد من الدول الافريقية والآسيوية ومثلها قروض لتلك الدول بفوائد زهيدة ولمدة طويلة تقارن بمدة اكتمال المشروعات الخاصة بها في مجال الزراعة والمياه والتعليم والصحة. وقد رحبت الأممالمتحدة ومنظمة الفاو على وجه الخصوص بتوجهات البنك الاسلامي الذي استطاع ان يبدل نظرة الدول الرأسمالية إلى طريقة تعامله في الإقراض والتسهيلات وأصبحت بعض الدول الاوروبية تسمح لبنوكها ومؤسساتها المالية والمصرفية الاقتباس من طريقة تعاملات البنك الاسلامي والدول الاسلامية بعد النجاح الذي حققه أثناء الانهيار المالي والمصرفي العالمي واقبال المواطنين الاوروبيين على البنوك الاسلامية والطريقة التي تدير بها كافة الجوانب التنموية والاقتصادية. ولست أدري ان كان بعض الزعماء سيحذون حذو أمين عام الأممالمتحدة ومدير عام منظمة الأغذية والزراعة الدولية في لفت أنظار كبار الأغنياء حكومات ومؤسسات كبرى من الواقع المرير بإقامة مشروعات زراعية كبرى وتدريبهم على تشغيلها وفق التقنيات الحديثة وفي مقدمة ذلك تقنية توفير المياه وتوزيعها والآلات الزراعية ومدخلاتها.. ام ان الصرخة لن تهز ضمير المستغلين للشعوب الفقيرة وأزماتها المتراكمة والمستجدة.. ؟