ما الذي خلفه الاستعمار البريطاني من إنجازات في جنوب الوطن الحبيب؟ نعم.. بعض مدارس زرعت الفرقة بين أبناء الوطن الواحد، فالشمالي «الجبلي» لم يكن بوسعه أن يلحق أولاده في هذه المدارس إلا وفق شروط معقدة، ولم يكن أمام هذا الشمالي أن يتساوى في الحقوق وهي لا تكاد تذكر مع أخ يه العدني. خلّف لنا الاستعمار البريطاني ثقافة عنصرية طائفية انفصالية تغلق نوافذ أي أمل مهما كان صغيراً بمغلاق «عدن للعدنيين» لا لشمالي ولا حتى لجنوبي قدم من حضرموت القاصية أو لحج القريبة أو ردفان وأبين وأية منطقة أخرى. ما يزيد عن قرن ولم يتقدم شعبنا اليمني في جنوب الوطن أي تقدم اللهم إلا في معرفة آداب السير في منطقة محصورة داخل عدن الصغرى وعدن الكبرى، وفن الطوابير الذي أفادته أيما إفادة حكم شمولي غشوم. لم يفد شعبنا اليمني في الجنوب من هذه الحقيقة التاريخية الطويلة العريضة إلا من أقطار عمقت الاختلاف والفرقة وظل شعبنا بعد رحيل الاستعمار يدفع الثمن فواتير من الدماء، فهذا قومي وهذا تحريري، هذا أبيني وهذا يافعي، هذا حضرمي وهذا ردفاني، وأخيراً هذا من الطغمة والآخر من الزمرة. هذا مادي وهذا ماركسي، هذا تحريفي وهذا امبريالي.. ما دخل الاستعمار بلداً إلا وخلف وراءه أسباب الخلاف غير أن اليمن محفوظ بإيمانه ومواطنيه الشرفاء البواسل.