فرحة العيد.. عيد الأضحى المبارك ليس لها مثيل، فالكل مبتهج وسعيد خصوصاً مع تكبيرات العيد التي تسبق وتعقب صلاة العيد والتي تهل بها كل المساجد في أنحاء الوطن العربي والإسلامي، وما أجمل هذه التكبيرات إذا كانت من أعظم مسجد ألا وهو المسجد الحرام. إنها أجمل عبارة وأعظم كلمات تردد في كل المساجد، لها وقع آخر على القلوب والأسماع فأجمل شيء في هذا العيد التكبيرات التي تهتف وتنادي بها الألسن وتلفظها القلوب المؤمنة الخاشعة الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر لا إله إلا الله.. الله أكبر.. الله أكبر ولله الحمد.. الله أكبر كبيراً وسبحان الله بكرة وأصيلا.. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. يأتي موسم الحج هذا العام والأمة العربية والإسلامية تمر بمرحلة عصيبة يشهد فيها العالم أحداثاً ذات أبعاد خطيرة على المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية والحملة على الإرهاب الذي رمي به المسلمون دون تمييز والهجوم الإعلامي المتواصل على الإسلام والدول العربية والإسلامية تجعل من حج هذا العام فرصة مواتية للتأكيد على وحدة المسلمين والعرب ككيان واحد يمثل سكان المعمورة لهم الحق الرباني في ممارسة دينهم وشعائرهم منذ أن حج الرسول صلى الله عليه وسلم في العام العاشر للهجرة النبوية المباركة وبيت الله الحرام يشهد دون انقطاع أفواجاً متتابعة من الحجاج والمعتمرين يأتون من كل فج عميق. وبقي الحج عبر تلك السنين منارة يأوي إليها أنصار الإسلام والمسلمين وتهفو إليها أفئدتهم طمعاً في مغفرته التي وعد بها عباده وتأييده ونصرهم له. وكانت حجة الوداع تتويجاً لجهود الرسول صلى الله عليه وسلم في تعليم الناس دينهم وبناء دولة الإسلام في جزيرة العرب، حيث تقف مقدسات الإسلام الخالدة شاهدة على عظمة هذا الدين، وكان عن ذكره صلى الله عليه وسلم لربه تعالى وهو على الصفاء والمروة أثناء سعيه قوله: لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده. رأى الرسول صلى الله عليه وسلم بعينيه تحقيق وعد الله تبارك وتعالى بنصر عباده وإعزاز جنده وهزيمة الأحزاب، هؤلاء الأحزاب الذين أرادوا رمي هذا الدين عن قوس واحدة علهم يستأصلون شأفته وهو مازال فتياً، ولكن الثبات على الدين والاعتماد على الله تعالى وحده كما تعلمها الصحابة رضوان الله عليهم. فالرسول صلى الله عليه وسلم كان مبشراً بتحقيق وعد الله بنصره وهو سبحانه القائل: «إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم» صدق الله العظيم. فهل تصدق الأمة وتنصر الله وحتى ينصرها في خضم الأحداث المتلاطمة والاستهدافات المقصودة لإضعاف الأمة العربية والإسلامية؟!. وعلى الأمة أن تستفيد من مناسبات الإسلام العظيمة مثل رمضان والحج لاستلهام الصبر وفهم الدروس التي تتجاوز الأداء الآلي لتكون الأعمال خالصة لله وموافقة لسنة نبيه.