الذين ينظرون للمستقبل من زاوية مايعتمل في عواطفهم وأمزجتهم المهووسة من الانفصالات الانتقامية مهما تظاهروا بأوصاف النمور لكنهم في الحقيقة نُمر من ورق آيلة للسقوط كما تتساقط أوراق الخريف تحت ضربات الصقيع والبرد المحتوم من كل عام بحكم مالديهم من الأطماع ومن الاحقاد المهيمنة على حياتهم وعلى مالديهم من العقول الفارغة والقلوب الحاقدة المستكينة تحت كابوس مالديهم من جنون الرغبات اللامعقولة واللامقبولة على الاطلاق لأنهم يتحركون تلقائياً وعفوياً دون وعي بما يترتب على جنونهم من الأضرار الجسيمة والفاحشة بحق ابناء الشعب الذين يفتخرون بما لديهم من المثل ومن المبادئ والمصالح السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية التي ناضل من أجلها الآباء والأجداد في ماضيهم جيلاً بعد جيل وما توجبه على الأبناء والأحفاد من الصمود والتواصل في حاضرهم مع المستقبل الواعد بالكثير من الخيرات والطاقات والممكنات المحققة حتماً بكل ما لديهم من الاحلام والتطلعات والطموحات الحضارية المشروعة.. أقول ذلك وأقصد به أولئك المحبطين من اليائسين الانفصاليين في الجنوب والإماميين في الشمال بما يرتدون خداعاً من جلود النمارة واطلقوا زئير الأسود زيفاً مثلهم مثل أوراق الخريف سوف يسيرون حتماً نحو التساقط ولو بعد حين بحكم إدارة ظهروهم للمستقبل ووجوههم للماضي لإعادة عجلة التاريخ من الأمام إلى الخلف، من التقدم إلى التخلف، ومن الجمهورية إلى الإمامة ومن الوحدة إلى التجزئة لإعادة انتاج تلك الأوضاع الظلامية والرجعية التي لانتذكر منها سوى الثالثوث الرهيب للفقر والجهل والمرض، وما أضيف إليه من الصراعات والحروب الدامية والمدمرة للحياة والحرية والتنمية بحكم حلاوة ما اعتاد عليه الشعب من نعيم وما يعتمل في الفضاءات اليمنية من الحقوق والحريات السياسية المتزامنة مع سلسلة من السياسات والخطط والبرامج الاقتصادية والاجتماعية الهادفة إلى تحقيق الحياة الحضارية المستقرة والآمنة المفعمة بالسعادة الكفيلة بتعويض ماتراكم بالأمس عبر الأعوام من معاناة لاحاجة بنا إلى إعادتها مرة ثانية على الاطلاق. وانه لمن دواعي الأسف الشديد أن يتسبب هؤلاء اليائسون الخونة الذين فقدوا روح المبادرة المحفزة للإبداع والانتاج عن طريق حسن استخدام مالديهم من الطاقات والإمكانات المتاحة والممكنة في نفسهم وفي وطنهم حتى يؤكدوا لمن حولهم من أبناء الشعب انهم جزء مما يحتاجونه من الحلول العلمية والعملية القادرة على ركوب الاخطار وتحدي الاخطار بدلاً من أن يسوقوا أنفسهم لهذا الشعب الصامد والصابر بوجه التحديات بأنهم جزء لايتجزأ من المشكلات والمعضلات التي توسع دائرة الهموم والمعاناة بما تفرزه من السموم والاحقاد التي لاينتج عنها سوى التحالف مع الشر وكأنهم يمدون ايديهم للاعداء قائلين بأصوات عالية وبلغة دامية عنيفة بأن الإمامة افضل من الجمهورية وبأن الانفصال والشطرية افضل من الوحدة وبأن الحرب والقتل والتخريب والتدمير والفقر أفضل من الأمن والاستقرار والتنمية الحياتية والحضارية والسلام الاجتماعي والرخاء، ومعنى ذلك انهم يسيئون لهذا الشعب ويأبون إلا التمثيل به والنيل من مكانته العالية ووضعه بصلف في مكانة هابطة وصغيرة لاتليق بما لديه من الامجاد التاريخية الشامخة. ان يمن الخير والعزة والكرامة والاصالة والمعاصرة لايمكن بأي حال من الاحوال أن تقبل الاستجابة لما تدعو إليه هذه الاصوات النشاز المتشحة بسواد الغربان والناعقة بما تنذر به البوم من تداعيات النواح فوق اطلال حطام الكوارث والنكبات من المآسي القاتلة للتفاؤل والأمل، طالما بقي للقوى الوطنية والثورية والجمهورية من شعاع الارادة المنتصرة والقادرة على تحويل حياتهم إلى سلسلة من الانتكاسات والهزائم غير القادرة على الحركة مرة ثانية. ومعنى ذلك أن دعوة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح للقوى الوطنية بسرعة المبادرة إلى الجلوس على مائدة الحوار البناء تحت سقف ماهو مكتسب من المؤسسات اليمنية الواحدة والمرجعيات الدستورية والقانونية النافذة هو الفيصل الذي سوف يحتم على جميع الوطنيين والاحرار تكوين الاصطفاف الوطني الكبير والقادر على مجابهة هذا النوع من التحديات والمنغصات القادمة من الظلام الساكن من أجل اصلاحات سياسية وانتخابية تزيد من الديمقراطية ولاتنتقص منها وتدفع الجميع إلى الدخول في مسابقات انتخابية مشروعة ومتكافئة في ركاب التداول السلمي للسلطة لأن الشعب اليمني المشدود إلى عالم النور لايمكن أن يقبل بغير الجمهورية والوحدة والديمقراطية والتنمية الدائمة والمستديمة أي بديل من البدائل اللاهوتية القادمة من بحر الظلمات ومن بين دياجير الليل الداعية إلى العودة إلى ماقبل الثورة وما قبل الوحدة لأنه قد شب عن الطوق واصبح مسلحاً بطاقات وعي قلما نجد لها مثيلاً في تاريخ الثورة. إن الحوار صحة ديمقراطية حضارية لايمكن استبداله بلغة المدافع والفوضى وطواحين القتل والخراب والدمار مهما كان بمقدور هؤلاء المعتوهين أن يقدموا بضاعتهم الكاسدة من خلال المعاناة الناتجة عن الكوارث والأزمات العارضة غير القابلة للاستفحال بحكم قابليتها إلى الحلول الممكنة أكثر من عدم قابليتها للاستمرارية المستحيلة. ان الاحتفال بعيد الاضحى وبعيد الاستقلال شاهد على صدق ما نذهب إليه متمثلون في وقفاتنا الباسمة ما يحققه ابناء القوات المسلحة والأمن الأبطال من انتصارات تكشف أن اعداء الثورة والوحدة نمور ولكن من ورق مالبثوا أن اجبروا تحت ضربات هؤلاء المجاهدين الاشاوس أن يتساقطوا كما تتساقط أوراق الخريف. ولنا في هذا المجال اجراء المقارنة المتواضعة بين الحالة المزرية التي وصلت اليها هذه الفلول الإمامية والانفصالية التي تنزع زفرات الموت الأخير وبين مايحدث لأشجار الخريف من تساقط رهيب لما تكتسي به من الأوراق مع فارق أن هذه الفلول تموت كل يوم مرات عديدة مثل ورقتها الأخيرة غير القابلة للانبعاث إلى الحياة المتجددة والمورقة المزهرة مرة ثانية وثالثة ورابعة.. الخ كما هو حال الأشجار التي اجبرها صقيع الخريف وبرودة الاجواء على التساقط وفقدان مالديها من الأوراق لأن هذه الاشجار العارية من الورق والازهار في كل خريف سوف تتماثل إلى الشفاء والانبعاث والحياة الجديدة أمام ماتنتظره من الربيع والصيف واعتدال الاجواء.. لذلك لاغرابة أن يلتقي الجميع تحت سقف الجمهورية والوحدة والديمقراطية للحوار البناء الذي يقف أمام مايعتمل من المشاكل والتحديات باحثاً عن الحلول العلمية والعملية من أجل مستقبل حضاري واعد بالكثير من الخيرات والثمرات النافعة والمفيدة.