ما أن تهدأ عاصفة العنف حتى تعود مرة أخرى أكثر عنفاً وهمجية وبلون آخر أو في مكان آخر وهي ظاهرة غير صحية وليست جديدة على مجتمعنا العربي والإسلامي بل تنوعت أسماؤها وأساليبها، فتكرار هذه الظاهرة بصورتها وأسلوبها الهمجي التدميري يضع على الجميع مسؤولية عظيمة وعلى مستوى الخارطة الجغرافية الإسلامية والعربية في حماية الأمة وتحصين شبابها من الأفكار التخريبية الهدامة وتوظيف الطاقات الشبابية والبشرية نحو الاسهام في مجالات التنمية الشاملة والابتعاد عن التطرف والغلو. إن التنوع في التعامل مع هذه الظاهرة البالغة الخطورة تستدعي بالضرورة الدراسة الواعية العلمية لأبجديات هذه الظاهرة لإيجاد الحلول الناجعة والبدائل النافعة لاجتثاث جذور هذه الآفة الاجتماعية والاقتصادية وما تلحقه بصورة دائمة باقتصاد بلداننا العربية والإسلامية وهنا يمكن للعلماء والدعاة والمفكرين والمثقفين ورجالات الفكر والثقافة والصحافة والإعلام تكثيف العمل الدعائي والدعوي والإعلامي لمواجهة مخاطر هذا الداء الاجتماعي الخطير عبر اساليب الحوار والتربية والارشاد والتوعية المنظمة على مستوى دور التربية والتعليم والمدارس والجامعات والكليات لما من شأنه الفهم الواقعي لمخاطر وخطورة الغلو والعنف وتعميق ظاهرة الاعتدال والوسطية والتفكير في خلق المواقف الجادة لاجتثاث هذه الظاهرة من جذورها وتنمية ظاهرة الفكر والتفكير والنقد والتقويم في أوساط شبابنا والمواطنين وتعزيز ظاهرة الانتماء والولاء الوطني لمجتمعات أمتنا الإسلامية والعربية وتحمل المسئولية الوطنية تجاه تحقيق الأمن والاستقرار السياسي والمعيشي والتنموي والاستثماري والعناية بالتربية المنظمة والمدروسة في أوساط اجيالنا الناشئة وإبعادهم عن هذه الشرور والأعمال الهدامة لجوهر ومبادئ ديننا وعقيدتنا الإسلامية السمحاء وتهيئة الأرضية الهادئة لأعمال التنمية والبناء والتطوير والتحديث وإبعاد الاجيال الناشئة من الشباب عن مفردات العنف والجريمة المنظمة والغلو والتطرف والاحتكام لمنطق العقل والحكمة ونشر مفاهيم العمل الوطني والإسهام في مشاريع التنمية واللجوء إلى منطق التحاور والحوار الهادف إلى طمس مفردات وابجديات ظاهرة العنف والجريمة المنظمة. إن كامل المسؤولية الوطنية العربية والإسلامية مهمة كل الخيرين من ابناء المعمورة وعلى مستوى الخارطة العربية بما في ذلك العقول النيرة من المفكرين والمثقفين والعلماء والدعاة وخطباء المساجد في تكثيف مهماتهم الدعوية في أوساط حلقات تحفيظ القرآن الكريم والمدارس وفي المجتمعات العامة لإبعادهم عن خطورة العنف والتطرف والغلو والأعمال الشريرة المضرة بقيمنا الإنسانية السمحاء النابعة من أصول ديننا الإسلامي الحنيف بهدف بناء الشخصية الفاعلة والمؤثرة والمحصنة فكرياً وثقافياً من فيروسات العنف والتأثر بفكر العولمة والتغريب والتحديث. إن المدخل الأساسي للقضاء على ظاهرة العنف تستدعي بصورة جماعية ومنظمة وبدون هوادة الإمساك بالخيوط الدقيقة لهذه الظاهرة والقضاء على عوامل نشأتها وجذورها الإرهابية بما يؤدي في المقام الأخير إلى تحقيق الأمن والسكينة العامة وتسخير الطاقات والجهود العربية والإسلامية في سبيل اطلاق النشاط الاقتصادي والتنموي والاستثماري واحتضان الطاقات الشبابية والطلابية للاسهام في عملية البناء والتنمية. إنها مهمة جد عظيمة وتاريخية يتحملها الجميع ونشر ثقافة التسامح والوفاء والصدق والنزاهة والحوار الهادئ والمسئول لرأب الصدع والخلاف وتقارب وجهات النظر وسد الطرق أمام الوجوه الشريرة والأيادي التخريبية والنفوس الحاقدة والتحلي بالصبروالوسطية والابتعاد عن إراقة الدماء والتخريب والعمل بدأب ونشاط وتحليل علمي لمفهوم العنف والإرهاب وخلق الحلول والبدائل الهادفة إلى اشاعة روح التسامح والإخاء والتراحم والغفران.