مامن شك بأن لغة المحبة تقابل بمثلها، والأيادي البيضاء التي تحمل المعروف وتزرع الود وتقايض بالخير تقابل هي الأخرى بالوفاء والشكر ومقابلة الإحسان بالإحسان. وقد اتفقت كل الأديان والأمم أن المنكر أو التنكر للأعمال الإنسانية الرائعة أو التقليل من شأنها لا يصدر إلا من مريض مصاب باللؤم أو فاقد لخصائص الكرام وأخلاقهم.. واليمنيون عبر التاريخ عرفوا بالوفاء واتصفوا به، والشكر والامتنان لكل معروف أو خير لامس حياتهم وغير إلى الأفضل واقعهم ومعيشتهم وأعانهم ولم يُعن عليهم. الأمير الإنسان سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد بالمملكة العربية السعودية الشقيقة واحد من منارات المحبة في الجزيرة العربية والخليج، وقد حُفرت له صورة رائعة في ذاكرة اليمنيين باعتباره سلطاناً للخير وداعية للمحبة والمعروف، لما له من أيادٍ بيضاء شاهدة على أن العظماء في تاريخنا يحفرون أسماءهم وسيرهم في ذاكرة الشعوب باعتبارهم جسور محبة وتاريخاً حياً للوفاء. في ذاكرتنا الوطنية حُفرت أسماء يستحيل طمسها أو نسيانها وتجاهلها؛ لأنها ارتبطت بوجدان ومشاعر الإنسان اليمني وحياته اليومية، وغدت بالنسبة للإنسان اليمني من الثوابت والمعالم غير القابلة للاندثار، خاصة إذا ما كانت تلك الأعمال قد لامست الضمير والوجدان، وحركت عجلة الحياة والتنمية، وساعدت على التطور والازدهار الاجتماعي، لم ترتبط يوماً ما تلك الأعمال أو الأسماء أو السير لأولئك الرجال بقلق المجتمع أو فقره أو معاناته أو الصراعات الدائرة في ساحته الوطنية. سلطان الخير يتمتع بحضور شعبي وإنساني في اليمن وله من ألوان المحبة ما يجعل أبناء المدينة الحالمة تعز ولؤلؤة البحر العربي حضرموت وغيرها من المدن اليمنية في شعور أخوي نابض بالمحبة والدعاء للمولى عز وجل بأن يمنح الأمير سلطان بن عبدالعزيز الشفاء والعافية والرعاية الدائمة، فقد عُرف بأنه قبلة المعروف ومنارة محبة وإخاء، واليمنيون على عهد دائم مع هذا الأمير الإنسان؛ لأن مشاريع الخير التي تبناها في بلادنا قد شيدت جسور المحبة وعززت لغة الأخوة والدين معاً. لست هنا في موقف المادح ولامدار المجاملات، فلهذا الفن أهله ورجاله، لكني والإنصاف على موعد وأهل الوفاء هم والكرام رفاق درب، ولهم في تاريخنا أسفار ومراحل لا تنسى، واليمنيون يبادلون الوفاء بالوفاء والمعروف بالشكر والخير والمحبة والود بمثله. المهندس عبدالله بقشان والأستاذ النعمان محبة وطن الدعم السخي الذي قدمه رجل الأعمال اليمني المعروف المهندس الشيخ عبدالله أحمد بقشان لندوة الأستاذ النعمان التي أقامتها جامعة عدن شكل ترجمة عملية وواقعية للشعور الوطني الكبير تجاه النضال والمناضلين وعلى رأسهم الأستاذ النعمان بغض النظر عن مناطقهم وأماكن ميلادهم. وقد كان هذا الدعم وسام محبة للأستاذ النعمان ودفعة قوية لجامعة عدن والباحثين، وقد كان للدكتور عبدالعزيز بن حبتور رئيس جامعة عدن الدور الكبير الذي لا ينكره إلا مريض في هذا العرس الوطني الذي امتد بخارطة الوطن وصنع الجميع لوحة وطنية رائعة.