لهذا السبب؟ .. شرطة المرور تستثني "الخوذ" من مخالفات الدراجات النارية    الرئيس المشاط يعزّي في وفاة نذير محمد مناع    منع سيارات القات من دخول المكلا والخسائر بالمليارات    مناقشة قضايا حقوق الطفولة باليمن    قوة مصر.. أمرٌ حتمي    تنفيذ حملة ميدانية لضبط الأسعار في أسواق المهرة    الرئيس الزُبيدي يقود معركة إنقاذ الاقتصاد وتحسين قيمة العملة    عشرات الحقوقيين المغاربة يضربون عن الطعام احتجاجاً على التجويع الصهيوني لغزة    تكريمًا لتضحياته.. الرئيس الزُبيدي يزيح الستار عن النصب التذكاري للشهيد القائد منير "أبو اليمامة" بالعاصمة عدن    مليشيا الحوثي تواصل حملة اختطافاتها للتربويين في إب    رئيس الوزراء من وزارة الصناعة بعدن: لن نترك المواطن وحيداً وسنواجه جشع التجار بكل حزم    لاعب المنتخب اليمني حمزة الريمي ينضم لنادي القوة الجوية العراقي    اجتماع بالحديدة يناقش آليات دعم ورش النجارة وتشجيع المنتج المحلي    هيئة مكافحة الفساد تتسلم اقرار نائب وزير التربية والتعليم والبحث العلمي    عدن.. تحسن جديد لقيمة الريال اليمني مقابل العملات الاجنبية    "القسام" تدك تحشيدات العدو الصهيوني جنوب خان يونس    تدشين فعاليات المولد النبوي بمديريات المربع الشمالي في الحديدة    الاتحاد الدولي للمواي تاي يفرض عقوبة على "إسرائيل" بعد إعدامها لاعب فلسطيني    خبير في الطقس: موجة أمطار قادمة من الشرق نحو غرب اليمن    أمواج البحر تجرف سبعة شبان أثناء السباحة في عدن    استشهاد 22 فلسطيني برصاص وقصف الاحتلال أنحاء متفرقة من قطاع غز    سون يعلن الرحيل عن توتنهام    وفاة وإصابة 470 مواطنا جراء حوادث سير متفرقة خلال يوليو المنصرم    تسجيل هزات أرضية من البحر الأحمر    محمد العولقي... النبيل الأخير في زمن السقوط    أمن العاصمة عدن: جاهزون لدعم جهود ضبط الأسعار    ماريت تفاجئ مولي.. وكيت تنتزع ذهبية 200    طفل هندي في الثانية من عمره يعض كوبرا حتى الموت ... ويُبصر العالم بحالة نادرة    بتهمة الاغتصاب.. حكيمي أمام المحكمة الجنائية    لابورتا: برشلونة منفتح على «دورية أمريكا»    وفاة امرأة وأضرار مادية جراء انهيارات صخرية بذمار    الجنوب هو الحل    بيان حلف قبائل حضرموت.. تهديد جديد مستفز صادر من حبريش    الخلفية السياسية في التحسن القياسي لسعر الريال اليمني بالمناطق المحررة.    من تاريخ "الجنوب العربي" القديم: دلائل على أن "حمير" امتدادا وجزء من التاريخ القتباني    هل سيحكم جنوبي في صنعاء    تقرير حكومي يكشف عن فساد وتجاوزات مدير التعليم الفني بتعز "الحوبان"    من يومياتي في أمريكا.. استغاثة بصديق    وعاد الجوع… وعاد الزمان… وضاع الوطن    مأرب.. مسؤول أمني رفيع يختطف تاجراً يمنياً ويخفيه في زنزانة لسنوات بعد نزاع على أموال مشبوهة    ذمار.. سيول جارفة تؤدي لانهيارات صخرية ووفاة امرأة وإصابة آخرين    لاعب السيتي الشاب مصمّم على اختيار روما    أولمو: برشلونة عزز صفوفه بشكل أفضل من ريال مدريد    تعز .. الحصبة تفتك بالاطفال والاصابات تتجاوز 1400 حالة خلال سبعة أشهر    من أين لك هذا المال؟!    كنز صانته النيران ووقف على حراسته كلب وفي!    دراسة تكشف الأصل الحقيقي للسعال المزمن    ما أقبحَ هذا الصمت…    لمن لايعرف ملابسات اغتيال الفنان علي السمه    الأمور مش طيبة    وداعاً زياد الرحباني    تساؤلات............ هل مانعيشه من علامات الساعه؟ وماذا اعددناء لها؟    اكتشاف فصيلة دم جديدة وغير معروفة عالميا لدى امرأة هندية    تحذير طبي: وضع الثلج على الرقبة في الحر قد يكون قاتلاً    7 علامات تدل على نقص معدن مهم في الجسم.. تعرف عليها    تسجيل صهاريج عدن في قائمة التراث العربي    العلامة مفتاح يؤكد أهمية أن يكون الاحتفال بالمولد النبوي هذا العام أكبر من الأعوام السابقة    رسالة نجباء مدرسة حليف القرآن: لن نترك غزة تموت جوعًا وتُباد قتلًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رجل يعمل لمنطقته مالم يعملة مثلة في مناطقهم
نسأل الله ان يجعل عبدالله بقشان من نزلاء جنة الفردوس .
نشر في أوراق برس يوم 26 - 03 - 2013

في تواريخ الأمم وحياة الشعوب تبرز شخصيات متفردة ورموز استثنائية من أفذاذ الرجال والعصاميين تعطي عطاء غير محدود، وتسطع في حياتها مواقف مضيئة تبرز دور الإرادة والتصميم والعمل المتواصل الجاد في صناعة التفوق والنجاحات، ويأتي في طليعة هذه الشخصيات الحضرمية الاستثنائية المسكونة بثقافة التطوع واستزراع التنمية الاجتماعية وحب الخير للبلاد والعباد ومساعدة الضعفاء والمرضى والمحتاجين رجل الأعمال ومحب الخير والإحسان الشيخ الفاضل المهندس عبدالله احمد بقشان "أبوفيصل" – أطال الله عمره -.. الذي طبع بصمته على الحياة الحضرمية في الحاضر وستبقى آثارها على انصع صفحات التاريخ الحضرمي في المستقبل.
أصالة الجذور
وحول تاريخ الحضارم في المهجر جاء ذكر عائلة "آل بقشان" في طليعة الأسر الحضرمية التي لمعت في عالم الاقتصاد والتجارة والمال واشتهرت بالمكانة الاقتصادية والاجتماعية والوطنية في المملكة العربية السعودية . ولهذه العائلة أعلام ورموز لم يخدموا انفسهم وأسرهم وأبناءهم كسائر العوائل في كل مكان، ولكنهم اخلصوا في خدمة الناس عامة وخدمة اهلهم الحضارم بصفة خاصة. ويشهد التاريخ أن رموز العائلة من الرعيل الأول ومنهم الشيخ أحمد سعيد بقشان، وعبدالله سعيد بقشان، وسليمان سعيد بقشان ، كانوا يقفون بشهامة على رصيف ميناء جدة عند وصول السفن لاستقبال أبنائهم وأخوانهم الحضارم ومنحهم الموافقة على كفالتهم وسد احتياجاتهم الأولية من المال والغذاء والسكن حتى يتمكن الحضرمي من الوقوف على قدميه وتستقر أوضاعه العملية ويتمكن من إعالة نفسه بالمهجر وعائلته بحضرموت، كما كانوا يبذلون جهودا مضنية ويسعون رافعي الهامات شامخي الرؤوس إلى الجهات الحكومية في المملكة لحل مشكلات الحضارم مما أثلج صدورهم وبث الارتياح في نفوسهم . فقد كان المهاجرون الحضارمة في مهجرهم يستمدون العزيمة والصمود والقوة في وجه الظروف الصعبة من أولئك العظماء من رجال هذه الأسرة الذين جسدوا سمات التكافل الاجتماعي للأسرة الحضرمية في المهجر في أسمى صوره . أجل إنهم الآباء الحقيقيون للحضارمة، يكفلونهم للحصول على الإقامات ويسعون لحل أزماتهم ويسهلون لهم سبل العيش والحياة الكريمة . ان هذه المآثر العظيمة تأبى إلا ان تطل على الذاكرة ونحن نتحدث عن الشيخ المهندس عبدالله احمد بقشان احد أهم رموز وأعلام الأسرة المعاصرين والعاملين بإصرار على نهج وعصامية وسيرة الآباء والأجداد العطرة .
لقد فرض "أبوفيصل" تأثيره في مجتمعه على معاصريه، وترك آثاره في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والصحية والخيرية والخدمات العامة و...غيرها ناطقة تتحدث عن نفسها للأجيال الحاضرة واللاحقة، مهتديا بأنوار آبائه وأجداده الأجلاء وأصالتهم في العمل وفي الحياة ، فتأسست له في وجدان الحضارمة مكانة عالية وحُفِر اسمه بأحرف من نور في ذاكرة الاجيال وفي صفحات التاريخ الحضرمي المعاصر.
الرمز والرائد
لقد أدرك الشيخ المهندس عبدالله بقشان في وقت مبكر برؤيته الثاقبة أن لا نمو للوطن ولا تطور لحضرموت بدون عمل، وأن لا عمل ولا بناء ولا تشييد ولا إصلاح بدون صحة سليمة وعقل متعلم مستنير، ولإحساسه الشديد بالمسئولية الدينية والوطنية تجاه اهله ولمروءته وشهامته وحبه لهم انكب في حركة دائبة لخدمتهم بداية في الجانبين الصحي والتعليمي، ثم انطلق الى مجالات أخرى، فقد رعى عددا كبيرا من المخيمات الصحية الخيرية بإشراف أطباء اكفاء من المملكة العربية السعودية جلهم ينتمي الى أصول حضرمية استطاع شيخنا أن يحرك فيهم كوامن الحب الصادق ويستحث العزائم و يغرس حب العمل التطوعي لخدمة أهلهم المحتاجين، فسعى إليهم واتصل بهم وقربهم منه وفتح لهم قلبه وعقله وداره فاستجابوا ووصلوا الينا تغمرهم الرغبة والحماس لخدمة الناس. والحقيقة فإن الشيخ عبدالله بقشان بمكانته العالية بين قومه وإرادته القوية وإصراره على العمل لخدمة حضرموت استطاع ان يزرع ثقافة العمل التطوعي في النفوس، وإيقاظها لدى العديد من رجال الأعمال الحضارم الأوفياء والمحبين لأهلهم في المملكة العربية السعودية ليضموا أياديهم الى يده ويلتحقوا بسبيل "قوافل الخير" وذلك بعد ان رأى حاجة الوطن الى تضافر الجهود للمزيد من الإصلاح والبناء للنهوض بالواقع الحضرمي نحو الأفضل ، وقد لبوا مشكورين دعوته ووضعوا أياديهم مع يده، لذلك فهو الرمز الذي أرسى ثقافة التطوع والعمل الخيري الميداني واسع الأفق وأصّله في حضرموت، وهو الرائد بحق الذي استحق أن يكون ، وهو القدوة والمثل الأعلى في صدق الانتماء الحضرمي والاعتزاز به، وهو شاعل جذوة الإصلاح المؤثر في مسيرة التنمية الحضرمية الأهلية الاجتماعية . لذلك ملك قلوب الناس وتعززت مكانته فيها وأضحت الجماهير تبجله وتتابع حركته وأنشطته التنموية والإصلاحية وتشيد به، وتفخر به، وهو عظيم التأثير في الرأي العام الحضرمي .
القطاع الصحي ..الرعاية والتطوير
وصلت القوافل الطبية من الأطباء على ضوء تلك الجهود الى المخيمات فقدمت الكشوفات الطبية ومنحت العلاجات للمرضى وأجرت العمليات الجراحية المختلفة دون مقابل، فكم من الفقراء والمساكين والعاطلين عن العمل من الذين لا يملكون قيمة الدواء ولا الكشف الطبي ولا العمليات الجراحية !! ، كم منهم تلقوا العلاج وذهب البأس وغادرهم السقم بهذا الجهد الانساني الرفيع، كما رعى الشيخ المهندس بقشان ماديا ومعنويا حالات الأمراض المستعصية كالسرطان والفشل الكلوي وعمليات القلب المفتوح ومنحها أهمية قصوى في برنامج خدماته الانسانية لأهله فأستورد الأجهزة اللازمة للغسيل الكلوي والأدوية المصاحبة لها وأدوية أخرى يحتاج لها المريض كعلاج يومي وهي باهظة الثمن عالية الكلفة. ويطل بذاكرتي في هذه اللحظة حديث أحد أصدقائي الضعفاء ماديا ممن يعانون الفشل الكلوي ويتعاطون العلاج وكنا في جلسة ضمن كوكبة من الزملاء قال : ان هذه الادوية تعطى لنا على جرعات شهرية وبدون مقابل ، وأضاف : لو كنا نشتري الأدوية لأنفقت راتبي كله لشراء دواء عشرة أيام فقط فكيف أحصل على دواء بقية الشهر ؟ وكيف أحصل على نفقة ومصاريف أهلي وأولادي ؟ ورفع يديه الى السماء لاهجا بالدعاء للشيخ بقشان وأسرته وأهله ومن يساهم معه في هذا العمل الجليل بالصحة والسعادة والخير الوفير . وبهذا المستوى العالي من الدعم رفد شيخنا مرضى السرطان برعايته وكذلك مرضى القلب ممن تحتاج حالاتهم لتدخل جراحي بعمليات القلب المفتوح من الأطفال والشباب والكهول من الجنسين ، وقد اجريت العديد من عمليات القلب المفتوح بمستشفى بقشان بجدة كان الشيخ "أبوفيصل" يحرص على زيارتهم بنفسه والاطمئنان على حالاتهم فردا فردا وتوجيه الاطباء بعمل اللازم تجاه أي طارئ يطرأ على مريض منهم، وهذا يحسب في ميزان حسناته وميزان أخلاقه الرفيعة وتواضعه وحبه لأهله وللناس عامة و"من تواضع لله رفعه" . وفي وقت سابق تجسدت رعاية شيخنا بقشان للحالات التي تتطلب العلاج في الخارج بإرسال تلك الحالات الى الأردن والقاهرة والسعودية حسب نوع المرض وإمكانية العلاج الأفضل للمرض .. وعلى مستوى الداخل في حضرموت قدم الدعم السخي للمستشفيات في مختلف المدن والمناطق الحضرمية بتوفير ما تحتاجه من الأدوية والمعدات والأجهزة التي عسر على المستشفيات توفيرها لتكاليفها الباهظة أو عجز ميزانياتها عن شرائها، وبذلك سد نقص المستشفيات من تلك الاجهزة الضرورية للتشخيص الطبي ..
صروح التعليم ..النهوض والتكريم
وفي مجال التعليم العام، والتعليم العالي الجامعي، والتعليم الفني مد شيخنا الفاضل يده البيضاء لتنمية هذه القطاعات من خلال بناء المدارس الابتدائية والثانوية في المدن والقرى والمناطق الحضرمية التي تحتاج لها وتمويل الطاقم المدرسي الاداري والتعليمي بكل متطلباته ودعم العملية التربوية والتعليمية من خلال رعاية الناجحين والمتفوقين والحرص على لقائهم وتكريمهم للنهوض بهم ودفعهم الى الأمام، والحق ان لهذه اللقاءات التكريمية أهمية بالغة في نفوس التلاميذ المكرمين، تغرس في نفوسهم الحرص على تحقيق النجاحات والتفوق الدائم وتعمق لديهم الاحساس بالرعاية الأبوية لهذا الشيخ النبيل الفاضل . وتمتد الرعاية التربوية والتعليمية الى اهتمام الرائد الشيخ عبدالله بقشان بدعم مسيرة التعليم العالي وتوفير المنح الدراسية واستحقاقاتها المالية والسكنية للتلاميذ والأساتذة المبتعثين الى الخارج، وتكريم المتفوقين منهم لتنشيط جهود التفوق والنجاح وبث حب الاجتهاد والعمل المثمر في وجدان وعقول الدارسين . فكم من شبابنا تلقوا بالأمس ويتلقون اليوم دراساتهم العليا في الجامعات السعودية والأردنية والمصرية والسودانية وغيرها من جامعات الدول العربية وفي ماليزيا وبريطانيا وأمريكا وكندا والهند وغيرها من جامعات دول العالم . وقد منح الشيخ بقشان ايضا اهتمامه بالتعليم الفني الذي يبني المهارات العملية ويؤهل الكوادر للانخراط في الحياة العامة . وفي لقاء ضم مسئولين عن التعليم الفني بالمكلا أعلن الشيخ المهندس بقشان عن المؤسسة الداعمة للتعليم الفني والتدريب المهني وقال :( التعليم الفني اساس التنمية وهذه المؤسسة هي إضافة أخرى للمؤسسات الداعمة للتعليم العام، والتعليم الجامعي، نحن بصدد أعداد دراسة وصفية تهدف إلى انتشال التعليم الفني بوضع إستراتيجية من خلال النزول الميداني للمعاهد وتقييم تجهيزاتها ومناهجها وملاءمتها بسوق العمل، البلد بحاجة إلى فنيين ومهنيين أكثر من حاجتها لمهندسين بغية إحداث نقلة نوعية في عملية التنمية، ولابد من حملة توعية كاملة في المجتمع بشأن التعليم الفني.) . هذه أفكار عملية تطبيقية في كلمات من رجل يحمل في جنباته الإرادة والتصميم على الانجاز والتفوق العلمي، رجل خبر الحياة باجتهاده ونشاطه وحبه للعمل بعد ان ذاق تجاربها واستخلص الدروس والعبر وليست أفكاره هذه إلا رحيق التجربة ، وبهذا الفكر المستنير يزرع الشيخ بقشان خطط التنمية في التربة الحضرمية ويبذل الجهود للتوعية بأهميتها لتستوي على سوقها ويسخر الامكانات والوسائل لتنفيذ تلك الخطط التي تستند الى منهج علمي ورؤية موضوعية واقعية تعطي حصاد ثمارها لصالح الوطن والمواطن .
المكانة.. وشيم الكبار
لم تقتصر الحركة التنموية ورعاية الشيخ بقشان على القطاعين الصحي والتعليمي فحسب بل شملت جهوده كافة أنشطة الحياة الاجتماعية، فقد حرص على شق وإصلاح الطرق الرئيسية والفرعية وصيانتها، ودعم مشاريع الكهرباء، وحفر آبار المياه وتوصيلها الى الأرياف والمناطق النائية، كما شجع حالات الزواج الجماعي للشباب والشابات ودعمها بسخاء، وساند الحركة الرياضية وأنشطتها، وخدم التراث الفكري والأدبي والفني الحضرمي . ولا يغرب عن بالنا دعمه السخي لأبناء محافظة عدن والمهرة وجزيرة سقطرة وغيرها من مناطق الجمهورية .
هذا غيض من فيض المشاريع التنموية للمجتمع الحضرمي وقطرة من بحر جهود الرجل وسعيه الدؤوب لمصلحة أهله وبيئته ومجتمعه دون أن يطلب من أحد جزاء ولا شكورا، ولاشك أن هذا الحجم من الأعمال والكم الكبير من المشاريع المختلفة قد رافقتها المصاعب، وجرّت عليه المتاعب والألم في احيان كثيرة، وربما اصطدم بمعاكسات ومشاكسات، ولكنه ترفّع وأعرض عنها، متطلعا بيقظته وبضمير انساني حي لخدمة أهله، فهو يعطي كما تعطي الشمس الضياء والسحب الماء والريحان العبير لكل الناس. ولا يمنح مثل هذا العطاء الكبير إلا من يؤمن بالحياة وسخاء الحياة وقيمها العليا، وهذه القيم من شيم الكبار الذين يدرسون الماضي ليستخلصوا العبر ويصنعوا الحاضر وتنفذ بصيرتهم الى المستقبل، وتبقى أعمالهم شاهدة على هممهم تنبض بالحياة وتتحدى طوفان الزمن لأنهم لا يرضون عما قدموه رغم أهميته وقيمته العليا ويتطلعون دائما الى الأسمى والأرفع ..
ورغم هذا التوسع في الأعمال وزحمة الانشغال التي يتطلبها ذلك التوسع وضرورة "التفرغ" لمتابعة هذه المشاريع وتلك التي تستجد نتيجة لحاجات المجتمع المتزايدة والتي يستجيب لها ويتفاعل معها شيخنا الفاضل .. أجل لقد تفرغ لها رغم زحمة مشاغله وأعماله الخاصة، وعلى الرغم من كل ذلك فقد عرف عنه شدة الانضباط بمواعيده إذ يتعامل مع الزمن كقيمة حضارية ومادية وكضابط أولي للعلاقات والتوجه الشخصي وتلك ميزة نادرة ودليل حي على تفاعله الأصيل مع معطيات عصره. إلا انه لم يغب عن فكر الشيخ ووجدانه قيمه الإسلامية ومبادئه الدينية إذ ان القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة اللذين نهل من ينابيعها الصافية منذ الصغر قد أنارت بصيرته وهذبت فكره وعواطفه يستلهمهما في كل خطوات حياته وفي علاقاته الخاصة والعامة، وهو يدرك بوعيه الاسلامي أن العطاء والإنفاق والصدقات لخدمة الضعفاء ومساعدة المحتاجين تحرق حب المال وتمنح المؤمن قوة ونورا، وتزوده بالطاعة وبالبر الذي حث عليه ديننا الحنيف استنادا لقول المولى جل شأنه { لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون}. وجزاؤه الجنة بإذن الله .
الرائد.. وعبق الوفاء
وبكل ماقدمه هذا الرجل في الماضي ومايقدمه في الحاضر وما يتطلع لتقديمه في المستقبل .. أليس من حقه علينا وفاء له ونحن أهل الوفاء، واحتراما وتقديرا وتبجيلا لمقامه العالي بيننا ونحن أهل الاحترام والتقدير والتبجيل والمقام العالي، ان نسبق أسمه بصفة الرائد أو الرمز وهو اهل لذلك وقد فعلته في هذا المقال المتواضع لأنه قامة وقيمة، والحق فإن هذا لمن دواعي فخرنا واعتزازنا بروادنا ورموزنا، ونحن بهذا التكريم المعنوي الذي استحقه بجدارة انما نكرم به أنفسنا ومجتمعنا قبل تكريمنا لشيخنا عبدالله احمد بقشان، رغم علمي ببساطته وتواضعه وبصفات الرجل الذي لا تعنيه الأشكال ولا يهتم بالمظاهر بقدر مايهتم بالمضامين والجواهر .
ان العمل التطوعي الخيري الجماعي متعدد الأطياف وواسع الأهداف مفهوم مبكر نفذت اليه بصيرة الرائد الشيخ عبدالله احمد بقشان فاستطاع أن يضيء درب هذا العمل بوهج نشاطه وشعلة مساعيه وجهوده العملية فأثبت أصالة العقلية الحضرمية صانعة التاريخ وقدرتها على الخلق والإبداع والابتكار في شتى المجالات والتجدد والتطور، وهذه الاتجاهات من العطاء غير المحدود في اعمال الخير والبر والعون والمساعدة الجماعية والفردية عند "أبوفيصل" انما كانت نتيجة طبيعيه لطابع شخصيته ومعالم نفسه ، ولو انه لم يفعل ما فعل لعق فطرته وسجيته، وبجهوده الفكرية والعملية التي يقودها ضميره النابض بالحب لحضرموت أصبح رائدنا جسرا يصل آثار الماضي بمآثر الحاضر ، وبها قفز الشيخ عبدالله أحمد بقشان الى صفوف الكبار الذين لاتصنعهم القابهم ولكنهم هم الذين يصنعونها، الى طلائع الرموز والرواد في التاريخ الحضرمي المعاصر .
ونحسب ان من توفيق الله عز وجل لهذا الرجل وحبه له ان يسر على يديه أبواب الخير وجعله مفتاحا للخير مغلاقا للشر فهداه الى خدمة أهله، وكان ذلك في صدارة غاياته لشغفه بأهله واعتزازه بشرف خدمتهم وأداء واجب مساعدتهم عملا بالقاعدة الفقهية : (الأقربون أولى بالمعروف) . ولاشك ان جهوده التي يبذلها اليوم وخدماته في بناء الانسان والمجتمع فرديا وجماعيا تربويا وفكريا وعلميا وبدنيا وصحيا ستتحول غدا الى بناء أمة قوية متسلحة بالعلم والعمل والعطاء، على مافي هذا العمل الجليل من قضاء لحوائج الناس الفردية وحوائج المجتمع عموما، والتي يجازي بها الله – جل شأنه - المحسنين بأن جعلهم الآمنون يوم الحساب، فقد جاء في الحديث الشريف: (إن لله عبادا اختصهم لقضاء حوائج الناس، حببهم في الخير، وحبب الخير فيهم، هم الآمنون من عذاب الله يوم القيامة)..
وتلك مرتبه عليا من مراتب العمل الصالح لا يبلغها إلا من أحبه الله من المؤمنين وأرشده ووفقه، فقد جاء في الكتاب العزيز قوله تعالى : ( ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا ) ..
نسأل الله جزاء ماقدم من خير وعمل صالح ان يجعل عبدالله احمد بقشان من نزلاء جنة الفردوس .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.