شاهد الصور الأولية من الانفجارات التي هزت مارب.. هجوم بصواريخ باليستية وطيران مسير    "أهل اليمن مايروحون للشّامي والشّام مايقبلون اليمانيه"..شاعر يمني الأصل يثير الجدل بشيلة في منصيتي تيك توك وانستقرام (فيديو)    شاهد: نجم الاتحاد السعودي "محمد نور"يثير اعجاب رواد مواقع التواصل بإجادته للرقص اليمني    مبابي عرض تمثاله الشمعي في باريس    - عاجل لماذا جمد البنك المركزي 2.5 تريليون ريال من ارصدة بنوك صنعاء،منها700مليار لبنك اليمن الدولي. بينما العباسي يؤكد إصابة بنوك صنعاء بشلل تام ويقترح أن تكون عدن هي المقر الرئيسي حتي لايغلق نظام "سويفت" -SWIFT أقرأ التفاصيل    ماذا قال القادة العرب في البيان الختامي للقمة العربية في البحرين بشأن اليمن والوحدة اليمنية؟    عودة الثنائي الذهبي: كانتي ومبابي يقودان فرنسا لحصد لقب يورو 2024    انطلاق دوري "بارنز" السعودي للبادل للمرة الأولى عالمياً    لحج.. محكمة الحوطة الابتدائية تبدأ جلسات محاكمة المتهمين بقتل الشيخ محسن الرشيدي ورفاقه    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    جماعة الحوثي تتوعد ب"خيارات حاسمة وجريئة".. ماذا سيحدث؟    لا صافرة بعد الأذان: أوامر ملكية سعودية تُنظم مباريات كرة القدم وفقاً لأوقات الصلاة    اللجنة العليا للاختبارات بوزارة التربية تناقش إجراءات الاعداد والتهيئة لاختبارات شهادة الثانوية العامة    تاليسكا سيغيب عن نهائي كأس خادم الحرمين    العليمي يؤكد موقف اليمن بشأن القضية الفلسطينية ويحذر من الخطر الإيراني على المنطقة مميز    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    انكماش اقتصاد اليابان في الربع الأول من العام الجاري 2024    تحذيرات أُممية من مخاطر الأعاصير في خليج عدن والبحر العربي خلال الأيام القادمة مميز    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    إصابة مواطن ونجله جراء انفجار مقذوف من مخلفات المليشيات شمال لحج    موقف بطولي.. مواطنون يواجهون قياديًا حوثيًا ومسلحيه خلال محاولته نهب أرضية أحدهم.. ومشرف المليشيات يلوذ بالفرار    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    من يقتل شعب الجنوب اليوم لن يسلمه خارطة طريق غدآ    تغاريد حرة.. عن الانتظار الذي يستنزف الروح    انطلاق أسبوع النزال لبطولة "أبوظبي إكستريم" (ADXC 4) في باريس    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    ترحيل أكثر من 16 ألف مغترب يمني من السعودية    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    انهيار جنوني .. لريال اليمني يصل إلى أدنى مستوى منذ سنوات وقفزة خيالية للدولار والريال السعودي    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    نهاية مأساوية لطبيبة سعودية بعد مناوبة في عملها لمدة 24 ساعة (الاسم والصور)    600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح منذ تكثيف الهجوم الإسرائيلي    ظلام دامس يلف عدن: مشروع الكهرباء التجارية يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت وطأة الأزمة!    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    البريمييرليغ: اليونايتد يتفوق على نيوكاسل    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    اختتام البرنامج التدريبي لبناء قدرات الكوادر الشبابية في الحكومة    بائعات "اللحوح" والمخبوزات في الشارع.. كسرن نظرة العيب لمجابهة تداعيات الفقر والجوع مميز    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    استقرار اسعار الذهب مع ترقب بيانات التضخم الأميركية    وزارة الحج والعمرة السعودية توفر 15 دليلاً توعوياً ب 16 لغة لتسهيل رحلة الحجاج    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 35 ألفا و233 منذ 7 أكتوبر    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    قطع الطريق المؤدي إلى ''يافع''.. ومناشدات بتدخل عاجل    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله.    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    أسرارٌ خفية وراء آية الكرسي قبل النوم تُذهلك!    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رجل يعمل لمنطقته مالم يعملة مثلة في مناطقهم
نسأل الله ان يجعل عبدالله بقشان من نزلاء جنة الفردوس .
نشر في أوراق برس يوم 26 - 03 - 2013

في تواريخ الأمم وحياة الشعوب تبرز شخصيات متفردة ورموز استثنائية من أفذاذ الرجال والعصاميين تعطي عطاء غير محدود، وتسطع في حياتها مواقف مضيئة تبرز دور الإرادة والتصميم والعمل المتواصل الجاد في صناعة التفوق والنجاحات، ويأتي في طليعة هذه الشخصيات الحضرمية الاستثنائية المسكونة بثقافة التطوع واستزراع التنمية الاجتماعية وحب الخير للبلاد والعباد ومساعدة الضعفاء والمرضى والمحتاجين رجل الأعمال ومحب الخير والإحسان الشيخ الفاضل المهندس عبدالله احمد بقشان "أبوفيصل" – أطال الله عمره -.. الذي طبع بصمته على الحياة الحضرمية في الحاضر وستبقى آثارها على انصع صفحات التاريخ الحضرمي في المستقبل.
أصالة الجذور
وحول تاريخ الحضارم في المهجر جاء ذكر عائلة "آل بقشان" في طليعة الأسر الحضرمية التي لمعت في عالم الاقتصاد والتجارة والمال واشتهرت بالمكانة الاقتصادية والاجتماعية والوطنية في المملكة العربية السعودية . ولهذه العائلة أعلام ورموز لم يخدموا انفسهم وأسرهم وأبناءهم كسائر العوائل في كل مكان، ولكنهم اخلصوا في خدمة الناس عامة وخدمة اهلهم الحضارم بصفة خاصة. ويشهد التاريخ أن رموز العائلة من الرعيل الأول ومنهم الشيخ أحمد سعيد بقشان، وعبدالله سعيد بقشان، وسليمان سعيد بقشان ، كانوا يقفون بشهامة على رصيف ميناء جدة عند وصول السفن لاستقبال أبنائهم وأخوانهم الحضارم ومنحهم الموافقة على كفالتهم وسد احتياجاتهم الأولية من المال والغذاء والسكن حتى يتمكن الحضرمي من الوقوف على قدميه وتستقر أوضاعه العملية ويتمكن من إعالة نفسه بالمهجر وعائلته بحضرموت، كما كانوا يبذلون جهودا مضنية ويسعون رافعي الهامات شامخي الرؤوس إلى الجهات الحكومية في المملكة لحل مشكلات الحضارم مما أثلج صدورهم وبث الارتياح في نفوسهم . فقد كان المهاجرون الحضارمة في مهجرهم يستمدون العزيمة والصمود والقوة في وجه الظروف الصعبة من أولئك العظماء من رجال هذه الأسرة الذين جسدوا سمات التكافل الاجتماعي للأسرة الحضرمية في المهجر في أسمى صوره . أجل إنهم الآباء الحقيقيون للحضارمة، يكفلونهم للحصول على الإقامات ويسعون لحل أزماتهم ويسهلون لهم سبل العيش والحياة الكريمة . ان هذه المآثر العظيمة تأبى إلا ان تطل على الذاكرة ونحن نتحدث عن الشيخ المهندس عبدالله احمد بقشان احد أهم رموز وأعلام الأسرة المعاصرين والعاملين بإصرار على نهج وعصامية وسيرة الآباء والأجداد العطرة .
لقد فرض "أبوفيصل" تأثيره في مجتمعه على معاصريه، وترك آثاره في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والصحية والخيرية والخدمات العامة و...غيرها ناطقة تتحدث عن نفسها للأجيال الحاضرة واللاحقة، مهتديا بأنوار آبائه وأجداده الأجلاء وأصالتهم في العمل وفي الحياة ، فتأسست له في وجدان الحضارمة مكانة عالية وحُفِر اسمه بأحرف من نور في ذاكرة الاجيال وفي صفحات التاريخ الحضرمي المعاصر.
الرمز والرائد
لقد أدرك الشيخ المهندس عبدالله بقشان في وقت مبكر برؤيته الثاقبة أن لا نمو للوطن ولا تطور لحضرموت بدون عمل، وأن لا عمل ولا بناء ولا تشييد ولا إصلاح بدون صحة سليمة وعقل متعلم مستنير، ولإحساسه الشديد بالمسئولية الدينية والوطنية تجاه اهله ولمروءته وشهامته وحبه لهم انكب في حركة دائبة لخدمتهم بداية في الجانبين الصحي والتعليمي، ثم انطلق الى مجالات أخرى، فقد رعى عددا كبيرا من المخيمات الصحية الخيرية بإشراف أطباء اكفاء من المملكة العربية السعودية جلهم ينتمي الى أصول حضرمية استطاع شيخنا أن يحرك فيهم كوامن الحب الصادق ويستحث العزائم و يغرس حب العمل التطوعي لخدمة أهلهم المحتاجين، فسعى إليهم واتصل بهم وقربهم منه وفتح لهم قلبه وعقله وداره فاستجابوا ووصلوا الينا تغمرهم الرغبة والحماس لخدمة الناس. والحقيقة فإن الشيخ عبدالله بقشان بمكانته العالية بين قومه وإرادته القوية وإصراره على العمل لخدمة حضرموت استطاع ان يزرع ثقافة العمل التطوعي في النفوس، وإيقاظها لدى العديد من رجال الأعمال الحضارم الأوفياء والمحبين لأهلهم في المملكة العربية السعودية ليضموا أياديهم الى يده ويلتحقوا بسبيل "قوافل الخير" وذلك بعد ان رأى حاجة الوطن الى تضافر الجهود للمزيد من الإصلاح والبناء للنهوض بالواقع الحضرمي نحو الأفضل ، وقد لبوا مشكورين دعوته ووضعوا أياديهم مع يده، لذلك فهو الرمز الذي أرسى ثقافة التطوع والعمل الخيري الميداني واسع الأفق وأصّله في حضرموت، وهو الرائد بحق الذي استحق أن يكون ، وهو القدوة والمثل الأعلى في صدق الانتماء الحضرمي والاعتزاز به، وهو شاعل جذوة الإصلاح المؤثر في مسيرة التنمية الحضرمية الأهلية الاجتماعية . لذلك ملك قلوب الناس وتعززت مكانته فيها وأضحت الجماهير تبجله وتتابع حركته وأنشطته التنموية والإصلاحية وتشيد به، وتفخر به، وهو عظيم التأثير في الرأي العام الحضرمي .
القطاع الصحي ..الرعاية والتطوير
وصلت القوافل الطبية من الأطباء على ضوء تلك الجهود الى المخيمات فقدمت الكشوفات الطبية ومنحت العلاجات للمرضى وأجرت العمليات الجراحية المختلفة دون مقابل، فكم من الفقراء والمساكين والعاطلين عن العمل من الذين لا يملكون قيمة الدواء ولا الكشف الطبي ولا العمليات الجراحية !! ، كم منهم تلقوا العلاج وذهب البأس وغادرهم السقم بهذا الجهد الانساني الرفيع، كما رعى الشيخ المهندس بقشان ماديا ومعنويا حالات الأمراض المستعصية كالسرطان والفشل الكلوي وعمليات القلب المفتوح ومنحها أهمية قصوى في برنامج خدماته الانسانية لأهله فأستورد الأجهزة اللازمة للغسيل الكلوي والأدوية المصاحبة لها وأدوية أخرى يحتاج لها المريض كعلاج يومي وهي باهظة الثمن عالية الكلفة. ويطل بذاكرتي في هذه اللحظة حديث أحد أصدقائي الضعفاء ماديا ممن يعانون الفشل الكلوي ويتعاطون العلاج وكنا في جلسة ضمن كوكبة من الزملاء قال : ان هذه الادوية تعطى لنا على جرعات شهرية وبدون مقابل ، وأضاف : لو كنا نشتري الأدوية لأنفقت راتبي كله لشراء دواء عشرة أيام فقط فكيف أحصل على دواء بقية الشهر ؟ وكيف أحصل على نفقة ومصاريف أهلي وأولادي ؟ ورفع يديه الى السماء لاهجا بالدعاء للشيخ بقشان وأسرته وأهله ومن يساهم معه في هذا العمل الجليل بالصحة والسعادة والخير الوفير . وبهذا المستوى العالي من الدعم رفد شيخنا مرضى السرطان برعايته وكذلك مرضى القلب ممن تحتاج حالاتهم لتدخل جراحي بعمليات القلب المفتوح من الأطفال والشباب والكهول من الجنسين ، وقد اجريت العديد من عمليات القلب المفتوح بمستشفى بقشان بجدة كان الشيخ "أبوفيصل" يحرص على زيارتهم بنفسه والاطمئنان على حالاتهم فردا فردا وتوجيه الاطباء بعمل اللازم تجاه أي طارئ يطرأ على مريض منهم، وهذا يحسب في ميزان حسناته وميزان أخلاقه الرفيعة وتواضعه وحبه لأهله وللناس عامة و"من تواضع لله رفعه" . وفي وقت سابق تجسدت رعاية شيخنا بقشان للحالات التي تتطلب العلاج في الخارج بإرسال تلك الحالات الى الأردن والقاهرة والسعودية حسب نوع المرض وإمكانية العلاج الأفضل للمرض .. وعلى مستوى الداخل في حضرموت قدم الدعم السخي للمستشفيات في مختلف المدن والمناطق الحضرمية بتوفير ما تحتاجه من الأدوية والمعدات والأجهزة التي عسر على المستشفيات توفيرها لتكاليفها الباهظة أو عجز ميزانياتها عن شرائها، وبذلك سد نقص المستشفيات من تلك الاجهزة الضرورية للتشخيص الطبي ..
صروح التعليم ..النهوض والتكريم
وفي مجال التعليم العام، والتعليم العالي الجامعي، والتعليم الفني مد شيخنا الفاضل يده البيضاء لتنمية هذه القطاعات من خلال بناء المدارس الابتدائية والثانوية في المدن والقرى والمناطق الحضرمية التي تحتاج لها وتمويل الطاقم المدرسي الاداري والتعليمي بكل متطلباته ودعم العملية التربوية والتعليمية من خلال رعاية الناجحين والمتفوقين والحرص على لقائهم وتكريمهم للنهوض بهم ودفعهم الى الأمام، والحق ان لهذه اللقاءات التكريمية أهمية بالغة في نفوس التلاميذ المكرمين، تغرس في نفوسهم الحرص على تحقيق النجاحات والتفوق الدائم وتعمق لديهم الاحساس بالرعاية الأبوية لهذا الشيخ النبيل الفاضل . وتمتد الرعاية التربوية والتعليمية الى اهتمام الرائد الشيخ عبدالله بقشان بدعم مسيرة التعليم العالي وتوفير المنح الدراسية واستحقاقاتها المالية والسكنية للتلاميذ والأساتذة المبتعثين الى الخارج، وتكريم المتفوقين منهم لتنشيط جهود التفوق والنجاح وبث حب الاجتهاد والعمل المثمر في وجدان وعقول الدارسين . فكم من شبابنا تلقوا بالأمس ويتلقون اليوم دراساتهم العليا في الجامعات السعودية والأردنية والمصرية والسودانية وغيرها من جامعات الدول العربية وفي ماليزيا وبريطانيا وأمريكا وكندا والهند وغيرها من جامعات دول العالم . وقد منح الشيخ بقشان ايضا اهتمامه بالتعليم الفني الذي يبني المهارات العملية ويؤهل الكوادر للانخراط في الحياة العامة . وفي لقاء ضم مسئولين عن التعليم الفني بالمكلا أعلن الشيخ المهندس بقشان عن المؤسسة الداعمة للتعليم الفني والتدريب المهني وقال :( التعليم الفني اساس التنمية وهذه المؤسسة هي إضافة أخرى للمؤسسات الداعمة للتعليم العام، والتعليم الجامعي، نحن بصدد أعداد دراسة وصفية تهدف إلى انتشال التعليم الفني بوضع إستراتيجية من خلال النزول الميداني للمعاهد وتقييم تجهيزاتها ومناهجها وملاءمتها بسوق العمل، البلد بحاجة إلى فنيين ومهنيين أكثر من حاجتها لمهندسين بغية إحداث نقلة نوعية في عملية التنمية، ولابد من حملة توعية كاملة في المجتمع بشأن التعليم الفني.) . هذه أفكار عملية تطبيقية في كلمات من رجل يحمل في جنباته الإرادة والتصميم على الانجاز والتفوق العلمي، رجل خبر الحياة باجتهاده ونشاطه وحبه للعمل بعد ان ذاق تجاربها واستخلص الدروس والعبر وليست أفكاره هذه إلا رحيق التجربة ، وبهذا الفكر المستنير يزرع الشيخ بقشان خطط التنمية في التربة الحضرمية ويبذل الجهود للتوعية بأهميتها لتستوي على سوقها ويسخر الامكانات والوسائل لتنفيذ تلك الخطط التي تستند الى منهج علمي ورؤية موضوعية واقعية تعطي حصاد ثمارها لصالح الوطن والمواطن .
المكانة.. وشيم الكبار
لم تقتصر الحركة التنموية ورعاية الشيخ بقشان على القطاعين الصحي والتعليمي فحسب بل شملت جهوده كافة أنشطة الحياة الاجتماعية، فقد حرص على شق وإصلاح الطرق الرئيسية والفرعية وصيانتها، ودعم مشاريع الكهرباء، وحفر آبار المياه وتوصيلها الى الأرياف والمناطق النائية، كما شجع حالات الزواج الجماعي للشباب والشابات ودعمها بسخاء، وساند الحركة الرياضية وأنشطتها، وخدم التراث الفكري والأدبي والفني الحضرمي . ولا يغرب عن بالنا دعمه السخي لأبناء محافظة عدن والمهرة وجزيرة سقطرة وغيرها من مناطق الجمهورية .
هذا غيض من فيض المشاريع التنموية للمجتمع الحضرمي وقطرة من بحر جهود الرجل وسعيه الدؤوب لمصلحة أهله وبيئته ومجتمعه دون أن يطلب من أحد جزاء ولا شكورا، ولاشك أن هذا الحجم من الأعمال والكم الكبير من المشاريع المختلفة قد رافقتها المصاعب، وجرّت عليه المتاعب والألم في احيان كثيرة، وربما اصطدم بمعاكسات ومشاكسات، ولكنه ترفّع وأعرض عنها، متطلعا بيقظته وبضمير انساني حي لخدمة أهله، فهو يعطي كما تعطي الشمس الضياء والسحب الماء والريحان العبير لكل الناس. ولا يمنح مثل هذا العطاء الكبير إلا من يؤمن بالحياة وسخاء الحياة وقيمها العليا، وهذه القيم من شيم الكبار الذين يدرسون الماضي ليستخلصوا العبر ويصنعوا الحاضر وتنفذ بصيرتهم الى المستقبل، وتبقى أعمالهم شاهدة على هممهم تنبض بالحياة وتتحدى طوفان الزمن لأنهم لا يرضون عما قدموه رغم أهميته وقيمته العليا ويتطلعون دائما الى الأسمى والأرفع ..
ورغم هذا التوسع في الأعمال وزحمة الانشغال التي يتطلبها ذلك التوسع وضرورة "التفرغ" لمتابعة هذه المشاريع وتلك التي تستجد نتيجة لحاجات المجتمع المتزايدة والتي يستجيب لها ويتفاعل معها شيخنا الفاضل .. أجل لقد تفرغ لها رغم زحمة مشاغله وأعماله الخاصة، وعلى الرغم من كل ذلك فقد عرف عنه شدة الانضباط بمواعيده إذ يتعامل مع الزمن كقيمة حضارية ومادية وكضابط أولي للعلاقات والتوجه الشخصي وتلك ميزة نادرة ودليل حي على تفاعله الأصيل مع معطيات عصره. إلا انه لم يغب عن فكر الشيخ ووجدانه قيمه الإسلامية ومبادئه الدينية إذ ان القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة اللذين نهل من ينابيعها الصافية منذ الصغر قد أنارت بصيرته وهذبت فكره وعواطفه يستلهمهما في كل خطوات حياته وفي علاقاته الخاصة والعامة، وهو يدرك بوعيه الاسلامي أن العطاء والإنفاق والصدقات لخدمة الضعفاء ومساعدة المحتاجين تحرق حب المال وتمنح المؤمن قوة ونورا، وتزوده بالطاعة وبالبر الذي حث عليه ديننا الحنيف استنادا لقول المولى جل شأنه { لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون}. وجزاؤه الجنة بإذن الله .
الرائد.. وعبق الوفاء
وبكل ماقدمه هذا الرجل في الماضي ومايقدمه في الحاضر وما يتطلع لتقديمه في المستقبل .. أليس من حقه علينا وفاء له ونحن أهل الوفاء، واحتراما وتقديرا وتبجيلا لمقامه العالي بيننا ونحن أهل الاحترام والتقدير والتبجيل والمقام العالي، ان نسبق أسمه بصفة الرائد أو الرمز وهو اهل لذلك وقد فعلته في هذا المقال المتواضع لأنه قامة وقيمة، والحق فإن هذا لمن دواعي فخرنا واعتزازنا بروادنا ورموزنا، ونحن بهذا التكريم المعنوي الذي استحقه بجدارة انما نكرم به أنفسنا ومجتمعنا قبل تكريمنا لشيخنا عبدالله احمد بقشان، رغم علمي ببساطته وتواضعه وبصفات الرجل الذي لا تعنيه الأشكال ولا يهتم بالمظاهر بقدر مايهتم بالمضامين والجواهر .
ان العمل التطوعي الخيري الجماعي متعدد الأطياف وواسع الأهداف مفهوم مبكر نفذت اليه بصيرة الرائد الشيخ عبدالله احمد بقشان فاستطاع أن يضيء درب هذا العمل بوهج نشاطه وشعلة مساعيه وجهوده العملية فأثبت أصالة العقلية الحضرمية صانعة التاريخ وقدرتها على الخلق والإبداع والابتكار في شتى المجالات والتجدد والتطور، وهذه الاتجاهات من العطاء غير المحدود في اعمال الخير والبر والعون والمساعدة الجماعية والفردية عند "أبوفيصل" انما كانت نتيجة طبيعيه لطابع شخصيته ومعالم نفسه ، ولو انه لم يفعل ما فعل لعق فطرته وسجيته، وبجهوده الفكرية والعملية التي يقودها ضميره النابض بالحب لحضرموت أصبح رائدنا جسرا يصل آثار الماضي بمآثر الحاضر ، وبها قفز الشيخ عبدالله أحمد بقشان الى صفوف الكبار الذين لاتصنعهم القابهم ولكنهم هم الذين يصنعونها، الى طلائع الرموز والرواد في التاريخ الحضرمي المعاصر .
ونحسب ان من توفيق الله عز وجل لهذا الرجل وحبه له ان يسر على يديه أبواب الخير وجعله مفتاحا للخير مغلاقا للشر فهداه الى خدمة أهله، وكان ذلك في صدارة غاياته لشغفه بأهله واعتزازه بشرف خدمتهم وأداء واجب مساعدتهم عملا بالقاعدة الفقهية : (الأقربون أولى بالمعروف) . ولاشك ان جهوده التي يبذلها اليوم وخدماته في بناء الانسان والمجتمع فرديا وجماعيا تربويا وفكريا وعلميا وبدنيا وصحيا ستتحول غدا الى بناء أمة قوية متسلحة بالعلم والعمل والعطاء، على مافي هذا العمل الجليل من قضاء لحوائج الناس الفردية وحوائج المجتمع عموما، والتي يجازي بها الله – جل شأنه - المحسنين بأن جعلهم الآمنون يوم الحساب، فقد جاء في الحديث الشريف: (إن لله عبادا اختصهم لقضاء حوائج الناس، حببهم في الخير، وحبب الخير فيهم، هم الآمنون من عذاب الله يوم القيامة)..
وتلك مرتبه عليا من مراتب العمل الصالح لا يبلغها إلا من أحبه الله من المؤمنين وأرشده ووفقه، فقد جاء في الكتاب العزيز قوله تعالى : ( ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا ) ..
نسأل الله جزاء ماقدم من خير وعمل صالح ان يجعل عبدالله احمد بقشان من نزلاء جنة الفردوس .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.