بدت أحداث سبتمير كما لو أنها سيناريو سينمائي هوليوودي صاعق .. لكن السيناريو السينمائي ارتقى هذه المرة الى مستوى الحقيقة المخيفة. لقد تمّ تدمير البرجين وذهب الآلاف ضحية فعل إجرامي سرعان ما تم تجييره على مجموعة الشباب العرب الذين كانوا على ظهر طائرات الموت، وسارت المتوالية تباعاً لنشهد تفعيلاً سريعاً لمرئيات الجمهوريين الجدد الذي كانوا قد سطّروا أهدافهم في البرنامج الانتخابي للرئيس بوش الابن . ورد في ذلك البرنامج مالم يكن مألوفاً في الولاياتالمتحدة، ومن أبرز الأهداف التي وردت في ذلك البرنامج سيء الصيت:إحياء برنامج حرب النجوم دون استخدام المُسمى الريغاني المشهور، ومنها أيضاً اعتبار الشرق الأوسط الكبير واحة خلفية للأمن الاستراتيجي الأمريكي، ومنها أيضاً التخلّي عن ميزانيات الدعم الاجتماعي للولايات وتشجيع الاستثمار المالي المجرد .. الأمر الذي كانت من نتائجه الوخيمة الأزمة المالية الراهنة في العالم والولاياتالمتحدة. وأخيراً وليس آخراً تبني موقف استثنائي في المسألة البيئية مما أدى إلى عدم توقيع الولاياتالمتحدة على اتفاقية «كيوتو» الخاصة بحماية البيئة .. ثم اعتبار صحراء الأسكا الجليدية منطقة استثمار بدلاً عن كونها محمية طبيعية، أسهمت في سترة عورة النظام البيئي الأمريكي . اتضح بما لا يدع مجالاً للشك أن اليمين الأمريكي عقد العزم على اعتبار ما حدث في سبتمبر ذريعة لتنفيذ ما يريد، وهذا ما كان، ولكن ماذا كانت النتائج ، وهل أفلح عرابو الموت والدمار في إنجاز ما نظّروا له ووعدوا به ؟ الوقائع شاهدة على فداحة ما آلت إليه أمور البشرية الملغومة بكل أسباب الدمار، ويتحمل اليمين المتوحش مسؤولية أساسية في هذا الوضع.