في البرنامج الانتخابي للجمهوريين الجدد بالولاياتالمتحدة، تخلّت إدارة بوش اليمينية عن محمية “آلاسكا” التي كانت بمثابة ورقة التوت الساترة لعورة الوحشية الاستثمارية النمائية الأمريكية المُلوثة للبيئة، وإلى ذلك تخلّى الجمهوريون في هذا البرنامج عن نظام الحماية الاجتماعية للولايات الفقيرة من خلال إلزام قيادات تلك الولايات بالاستثمار المالي المجرد، الأمر الذي جعل بورصة “وول ستريت” تتعمْلق على حساب التنمية الحقيقية، بالتوازي مع إحياء ثقافة العسكرة الكونية في البنتاغون، وتمكن صقور اليمين من السيطرة على مقاليد مؤسسة الصناعات العسكرية الاستراتيجية العتيدة. كل هذه الأمور سبقت أحداث سبتمبر، فبدت تلك الأحداث كما لو أنها عتبة انطلاق لتنفيذ ما قد تمّ تسطيره بوصفه مشروعَ “فرصة سانحة” لقوة عليها أن تُهيمن على العالم. كامل هذه الخلفيات تتجلّى في الإشارات المعلوماتية لموقع “ويكيليكس” وتفتح الباب لتساؤلات مشروعة، منها على سبيل المثال لا الحصر: أن تكون هذه التسريبات مرتبطة بإعادة تدوير سياسة الفوضى البناءة التي فشلت حتى الآن، ومنها أيضاً، أن تكون هذه التسريبات معبرة عن خيار جمعي يريد فعلاً فضح سياسة اليمين الأمريكي ويجد له أنصاراً متطوعين من داخل المؤسسة الرسمية الأمريكية. الأيام القادمة كفيلة بكشف هوية وطبيعة موقع ويكيليكس، وهل هو صادر عن غرفة سرية تريد تمرير سيناريوهات متجددة لأنصار الحروب الدائمة، أم أنه صادر عن إرادة سياسية رائية لمحنة البشرية المعاصرة الناجمة عن سياسة اليمين الأمريكي؟!. [email protected]