} جاء التأجيل الثاني الذي طالبت به اللجنة التحضيرية للإعداد لانعقاد المؤتمر الوطني للحوار لتؤكد أن لا سبيل غير الحوار والجلوس على طاولته لمناقشة مجمل القضايا الوطنية بحرص ومسؤولية.. جاء طلب التأجيل لتؤكد اللجنة التحضيرية سعيها الجاد والمسؤول نحو عقد مؤتمر حوار وطني لا يستثني أحداً..، ويقف بصدقية مطلقة أمام الشأن الوطني ومجمل التحديات التي تواجه بناءه ونموه وديمقراطيته الصاعدة، ولتضع مجمل الفعاليات السياسية والمدنية أمام مسؤولياتها..، التي لا ينبغي الهروب من تحملها أو اللجوء إلى التبريرات وأنصاف الحلول المرفوضة كلياً في المرحلة الوطنية الراهنة. اللجنة التحضيرية للإعداد والتحضير لانعقاد المؤتمر الوطني للحوار تعي مسؤولياتها جيداً وتسعى جاهدة لترجمة دعوة رئيس الجمهورية بحكمة..، بعيداً عن النزق الحزبي..، وبعيداً عن كل الرؤى التي تنظر للحوار من منظار ضيق أو تحاول تفصيل محاوره وقضاياه بما ينسجم مع مصالحها التي يغلب عليها الطابع الشخصي على الطابع الوطني العام.. } تأجيل الحوار يصب في الأول والأخير في مصلحة الوطن..، وحكماء اليمن الممثلون في مجلس الشورى يدركون جيداً أن الحوار ليس لعبة كما يردد البعض، وإنما قضية وطنية لا ينبغي التعامل معها بسخف أو بترويج كلام غير مسؤول عن إجراءاتها المعتملة.. الحوار والدعوة إليه من فخامة رئيس الجمهورية مهمة وطنية تستدعي التعامل معها بمسؤولية كونها تهدف إلى التوصل لشراكة حقيقية من مختلف القوى السياسية والمنظمات المدنية «الحقوقية والفكرية والثقافية والإعلامية» ومن كافة أبناء الشعب لمواجهة مجمل التحديات التي تواجه الوطن وتستهدف أمنه واستقراره ووحدته وديمقراطيته ونظامه الجمهوري.. دعوة رئيس الجمهورية هدفها الوطن وتشكيل جبهة واحدة لمواجهة قوى الشر الحالمة بشق الصف الوطني والترويج لثقافة البغضاء والكراهية واثارة الفتن وإدخال الوطن في معمعة من الصراعات التي لا تهدأ أو تنام.. دعوة رئيس الجمهورية للحوار الوطني الجاد والمسؤول هي المهمة التي ينبغي إيلاؤها كل الاهتمام، والتحضير لها بعيداً عن التسرع الذي يقود دائماً إلى اللاشيء.. لاسيما وأن الحوار سقفه مفتوح لمناقشة مجمل القضايا محل الخلاف والتباين..، وغايته ليس البكاء والنحيب وإنما التوصل إلى حلول جذرية يتفق عليها الجميع وتكون عناوين واضحة للعمل السياسي والوطني عامة في المرحلة المقبلة.. } دعوة رئيس الجمهورية هدفها تعزيز تماسك الجبهة الوطنية الداخلية وتهيئة مناخات العطاء الذي يصب في بوتقة التقدم للوطن والنماء للشعب.. دعوة تهدف إلى تكريس قيم التعاون والألفة كتجسيد حقيقي لأحد أهم الثوابت التي تثري مسيرة الوطن، وتنضج تجاربه القائمة، وتؤكد سلامة نهجه الديمقراطي الصاعد.. إن حكماء اليمن وعقلاءها المتواجدين تحت قبة مجلس الشورى وهم يواصلون إجراءات الإعداد والتحضير الجيدين لعقد المؤتمر الوطني للحوار يعون جيداً أن هذا المؤتمر المرتقب وما سيدور فيه من مداولات ونقاشات لن يكون كسابق الحوارات المنعقدة بالأمس ولن تحضر فيه لغة التقاسم والأنا مطلقاً..، بل سيكون الحاضر الأول والأخير هو الوطن.. حكماء اليمن اليوم على موعد مع الوطن.. بشجون الواقع وتحديات المرحلة وبآمال المستقبل..، على موعد مع حوار يوحد ولا يفرق..، يبني ولا يهدم..، يعزز من قيم الحب والتسامح والسلام بين أبناء الشعب..، ويرمي مادون ذلك بعيداً غير مأسوف عليه.. نعم للحوار تحت سقف الوحدة والدستور والالتزام بالثوابت الوطنية..، ولا لكل الشروط التعجيزية البعيدة عن روح العقل والمنطق.. ولا للتعطيل والتأزيم..