الرفض المستمر لأحزاب اللقاء المشترك من التجاوب مع دعوة رئيس الجمهورية للحوار الوطني المسؤول لم يعد مقبولاً..، ولم يعد الحوار معها ذو جدوى إن أصرت على المضي في طريق التعطيل والقفز على الواقع ووضع الشروط التعجيزية.. ففي الوقت الذي نراها تشترط أن تكون السرية هي عنوان الحوار مع المؤتمر الشعبي العام بمنأى عن بقية الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني.. نفاجأ بين الحين والآخر بإعلان رفضها الحوار تارة أو القبول به من قبل بعض قياداتها تارة أخرى، وتأكيد البعض الآخر عدم القبول ب «الحوار من أجل الحوار» تارة ثالثة!!. لا ندري ما مفهوم «الحوار» لديهم..، هل يعني أن يقبل المؤتمر الشعبي العام بما يطرحونه حتى وإن كان يتعارض مع الثوابت الوطنية ويقفز على الدستور والقانون دون نقاش أو أخذ ورد.. ليكون حواراً من أجل مناقشة القضايا الوطنية بمسؤولية وجدية، وإلا فإن ذلك لا يعدو عن كونه «حوار من أجل الحوار»؟! أم ماذا يعني الحوار لديها؟!.. ماذا تريد قيادات أحزاب اللقاء المشترك بالضبط؟! وهل ينبغي على الشعب أن يتجرع خبابيرها التي تتصدر واجهات الصحف الأهلية والتابعة لها..، وتحمل تناقضات غريبة وعجيبة؟ بل وتدخل في إطار «الاحجيات» التي لا حلول لها!!.. أحدهم يقول قبلنا بالحوار مع المؤتمر الشعبي العام كون المرحلة لا تستدعي المزيد من القطيعة، وآخر يأتي ويقول نؤكد على أهمية الحوار الوطني المسؤول لمناقشة ومعالجة القضايا الشائكة والوصول إلى رؤى موحدة تهدف إلى إخراج البلد من أزماته المتلاحقة!!.. فيما يأتي ثالث ويقول لن نقبل ب «حوار من أجل الحوار» وأن الإجراءات التحضيرية التي تتم من قبل اللجنة التحضيرية لمجلس الشورى لا تعنينا وإنما تعني المؤتمر الشعبي العام؟!.. هذه هي لغة «القطيعة» التي نقرأها ونتابعها في تصريحات قيادات أحزاب المشترك تجاه الحوار ودعوة رئيس الجمهورية للحوار الجاد والمسؤول ومناقشة مختلف القضايا الوطنية بمسؤولية ودون استثناء، وهو ما أكد عليه الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني رئيس مجلس الشورى رئيس اللجنة التحضيرية للإعداد والتحضير لعقد المؤتمر الوطني للحوار في أكثر من تصريح وفعالية وقال فيها إن مؤتمر الحوار مفتوح لمناقشة مجمل القضايا ولا توجد مواضيع مفروضة دون غيرها.. التلاعب الحاصل في تصريحات قيادات أحزاب اللقاء المشترك تجاه الحوار يؤكد حالة التخبط التي تعيشها هذه القيادات فيما بينها، ويؤكد في الوقت نفسه أن رائحة الابتزاز تفوح بشكل واضح بعيداً عن طبيعة المرحلة ومجمل التحديات التي تشهدها البلاد!!.. الوطن بمرحلته الراهنة لم يعد بحاجة للاتجاه إلى مزيد من القطيعة والتخندق خلف المواقف اللامسؤولة.. بقدر ما يحتاج من كافة أبناء الوطن إلى التكاتف والتلاحم وتقوية الجبهة الداخلية لمواجهة كل المؤامرات والتحديات التي تواجه الوطن.. الوطن بحاجة إلى عمل جماعي ورؤى موحدة تكون كفيلة بوضع الحلول والمعالجات للاشكالات المتعددة التي تواجه مسيرة نموه وتقدمه.. ولا شك أن الحوار ودعوة رئيس الجمهورية إليه تحت قبة مجلس الشورى هي الغاية التي ستدفعنا للوصول إلى شراكة وطنية حقيقية بعد أن تتلاقى الآراء ويتفق الجميع على محددات رئيسية لمباشرة الإصلاحات السياسية والانتخابية المتفق حولها وفقاً لاتفاق فبراير وحماية الديمقراطية من أية انتكاسات قد تتعرض لها، والمشاركة في وضع الحلول لكل الاشكالات السائدة.. أما الإصرار على المواقف والقبول بالحوار تحت يافطة «حبتي وإلا الديك» والاستعصام بحرب التصريحات واتهام طرف ضد آخر فذلك فيه تجن واضح وتجاوز لآداب الحوار، ويهدف في الأساس إلى بقاء القطيعة قائمة والمضي في طريق التعطيل التام للحياة السياسية والمدنية بشكل عام.. التخلص من المواقف المتشددة وتقديم المزيد من التنازلات والتحلي بالمسؤولية هو ما ينبغي أن يكون من الجميع هدفاً في حماية الوطن والحفاظ على وحدته وأمنه واستقراره..، والخروج بحلول جذرية لكل الصعوبات التي تعيق حركة التنمية والنمو في البلاد.. افتتاحية تعز