هناك اعتقاد خاطئ أن الفقر والبطالة يشكلان سببين رئيسيين في ارتماء شبابنا بأحضان الجماعات الإرهابية المتطرفة وعلى رأسها ما يسمى بتنظيم القاعدة.. إن الواقع يقول غير ذلك، فلا البطالة وحدها ولا الفقر وراء الانقياد الأعمى للشباب إلى طريق التهلكة بل عوامل أخرى تتصل بالتنشئة الاجتماعية وغياب رقابة الأسرة لأبنائها وتساهل الأجهزة المعنية في ترصد الجماعات التي تلتف حول الشباب بأفكارها الهدامة ولو كانت المسئولية تقع على البطالة لوجدنا القاعدة في كل بيت معششة ولا خيوط العنكبوت. النيجيري عمر عبدالمطلب ذو ال32عاماً لا يعرف الفقر طريقاً إليه ولم يكن في أي حال من الأحوال واقفاً صفاً في طابور البطالة فهو من أسرة ثرية عاش حياته بالطول والعرض متنقلاً بين العواصم الأوروبية، فما الذي دعاه إلى الانضمام إلى القاعدة والذهاب إلى أبعد من ذلك بأن يجعل من جسده قنبلة بشرية أراد بها تفجير الطائرة الأمريكية ليعيد العالم وهو وسط فرحته ب«الكرسميس» إلى أحداث ال11من سبتمبر ألا يحتاج هذا الأمر إلى دراسة. إذا كانت الظروف الاقتصادية التي تعاني منها العديد من الدول قد أفرزت البطالة بين شبابها فإن التطرف والإرهاب هو الآخر سوف يضيف من معاناتهم في الحصول على عمل شريف خارج أوطانهم، فالحلم بالهجرة إلى أمريكا أو أوروبا الإرهاب حوّله إلى كابوس نتيجة تعقيد إجراءات الدخول، فأي إرهابي قادم من دولة إسلامية يكفي أن يشوه صورة المسلمين ويجعل من تلك الدول أن تضع العراقيل والمطبات التي تحد من تدفقهم إليها وعلى طريقة المثل المصري «الباب اللي يجي منه الريح سدّه واستريح» فما بالنا لو أن الباب يأتي منه إرهاب. ونحن أطفال كنا إذا سئلنا ما الذي نتمنى أن نكون عليه عندما نكبر؟ نجيب وبدون تردد «دكتور» ولو كرر نفس السؤال ونحن في سن ما بعد المراهقة فإن الجواب: إن لم يكن الزواج سيكون الحصول على فيزا للاغتراب إلى أمريكا أو أوروبا حيث الدولار واليورو.. ولكن بعد فعلة «عبدالمطلب» الله لا غفر له.. الحلم أخذ يتبخر. فالهجرة لن تقتصر على الفيزا أو الزواج بمتجنسة ولا فحص «DNA» بل من خلال جهاز كشف عوراتنا علّها تكون مليئة بالمتفجرات. فالإجراءات الجديدة المتخذة بعد حادث طائرات ديتريوت الفاشلة فإنه وفقاً للجهاز الجديد سيكون على المسافر المرور عبر بوابات أشبه «بالاسكاينر» بثوانٍ تلتقط صور أجسادنا عارية تبزر معالم الجسد وهذا كله بفضل القاعدة التي لم تكتف بتشويه صورة الإسلام بل جعلت عوراتنا مستباحة ولم تعد عورة الرجل من السرة إلى الركبة في جهاز المسح الضوئي.