لو أن الحياة تمر مرور الكرام, لكانت ، لسهولتها, لاقيمة لها, لأنها لاتكون إلا بصراع الأضداد, وهذه سنة الله في خلقه إلى يوم الدين.. ومن ذلك نتملى في الحياة, بحلوها ومرّها, ونتحمد الله على ما نحن فيه, كما ندعوه لأن يمنّ بالشفاء على أولئك الذين ابتلاهم سبحانه بعدد من الامتحانات الدنيوية التي بعضها لافكاك منها إلا بالوفاة, فله الحمد وله الشكر دائماً وأبداً.والسرطان هذا المرض الخبيث يمكن للمصابين به, لو عرفوه مبكراً, عبر الفحوصات والإجراءات الوقائية والطب الحديث, لأمكن علاجه ولله في خلقه شئون.. لكن تكون الأزمة عندما نتجاهل كل تلك الأمور ونأتي في آخر المطاف للبحث عن حلول.. وقد قيل قديماً(الوقاية خير من العلاج). وللسرطان ضحايا كثر خاصة في الدول النامية ومنها بلادنا التي بها كم هائل من المُسرطنات, أكان في شجرة القات أم في الفواكه والخضروات والمياه الغازية والعصائر.. وغير ذلك وهي أمور لم نعرها الأهمية الكافية, ماجعل مرضى السرطان يتكاثرون وهو ماأضعف الحمية من المرض, وجعل وزارة الصحة والسكان تقف موقف الحائر التائه, لاتقو على فعل شيء.. وإن فعلته فإنه يكون في أقل القليل, نظراً لكونه قد توغل ولاتجدي معه العلاجات نفعاً , إلا من باب التسكين للألم, وفي الأخير تكون رحمة الله واسعة! هذه الأيام نحن نحتفي باليوم العالمي للسرطان, ولاينبغي أن نحتفي من باب الاحتفاء وإلقاء الكلمات وتدبيج عبارات المآسي والويلات, بل بالواقع الميداني الذي من خلاله تتم زيارة المرضى, خاصة أحباب الله الصغار الذين نرى في ملامحهم الألم والحسرة, وهم يقاسون ويعانون ولكن رحمة ربي بهم كفيلة.. والمطلوب السخاء في التبرعات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من المرضى المحتاجين, وهي صدقة جارية يحتسبها الله للمنفقين الذين يريدون وجهه.. فلا تبخلوا أيها السادة بالبذل لهؤلاء المحتاجين لجرعة دواء أو لمسة حنان أو مسح دمعة لتخفيف الألم لهذا أو ذاك من المحتاجين.. السرطان قاتل, لكنه قد يتم احتواؤه بإذن الله وبدعم الأوفياء الذين يخرجون الصدقات ليل نهار.. وهي مواقف ليست بغريبة على اليمانيين أبداً.. ولمرضى السرطان نرفع الأكف مبتهلين إلى الله سبحانه وتعالى أن يمنّ عليهم بالشفاء العاجل, وأن يمدهم بالصحة والعافية.. آمين.