استطاع فرع اتحاد الأدباء والكتاب في حضرموت بمبادرته الذاتية الرائعة وإسناد ودعم سخي من رجل الأعمال محسن بن علي المحضار في تبني جملة من الأنشطة والفعاليات إحياء للذكرى العاشرة لرحيل الشاعر الغنائي الكبير حسين أبو بكر المحضار أن يضفي تجليات بديعة وحضوراً بهياً وهو يستحضر قامة ابداعية متميزة كالشاعر حسين أبو بكر المحضار الذي ملأ الحياة الثقافية والفنية ثراء - لا حدود له - وترك تراثاً شعرياً غنائياً ومسرحياً عميق الحضور والتميز. .كانت فعالية تدشين البرنامج الثقافي للذكرى العاشرة لرحيل الشاعر الخالد حسين المحضار التي أحتضنها المركز الثقافي في المكلا معطرة بعبق العطاء والروح والنفس المحضاري , ليلة حضر فيها الفن والإبداع بكل تجلياته , ليلة محضارية الطابع والذائقة والحضور عمدها كبار فناني الأغنية بأصواتهم الشجية التي قلبت الصفحات وأعادتها إلى الزمن الغنائي الجميل , فقد حضر فنانون كبار تبادلوا الأدوار وتناوبوا على أداء تشكيلة بديعة من أغاني المحضار ابتدأها شيخ الفنانين سعيد عبدالمعين بأغنيتين « عزي وطاني»، و «نوب جردان»، أعقبه الفنان مفتاح سبيت كندارة بمثلهما « مازلت ياطير متعلي»، و«سلم ولو حتى بكف الإشارة»، فالفنان عمر غيثان بأغنية «على ضوء ذا الكوكب الساري»، والفنان أحمد عبدالرب البكري بأغنيتين « بعيد العصر فوق الدرب قابلنا»، و «رضى الهاشمي»، وأخيراً الفنان كرامة مرسال بثلاث أغان « قل فهم الناس»، «تغالط الناس تنكر حب واضح» ، «سقى الهاشمي من رحيقه». كانت ليلة محضارية «خالصة» إبداعاً وفناً وأداء اتسمت بطابع ثقافي وفني متميز تنظيماً وحضوراً، وتجاوزت خطوط دائرة الرتابة والنمطية المعتادة والمألوفة في إحياء هذه المناسبات تجلى ذلك من الحضور النوعي للمبدعين والفنانين والعاشقين للفن والإبداع المحضاري ومن أجيال مختلفة , الذي ينبع عن وفاء ومحبة وتواصل , فقد كان الحفل التدشيني والتفاعل مع تنوعات فقراته ليلة وفائية باذخة للمحضار الشاعر والمبدع المتجدد واعترافاً بدوره وبصماته الواضحة في تشييد صروح المجد للأغنية وانتشارها وبصفة خاصة الأغنية الحضرمية.. كانت ليلة محضارية بكل تفاصيلها عمدت بألق الكلمة وعذوبة اللحن وروعة الإيقاع وجمال الموسيقى له دلالات بالغة في مشهد الوفاء الجميل الذي ينم عن إدماج روحي وتأثير أصيل وحب عميق لفن وتراث المحضار الذي أحضر في الغياب.ليس هذا فحسب بل كان صدور الكتاب التوثيقي المعنوَن: «المحضار بأقلام عشاقه» والذي أسهم في كتابة دراساته ومقالاته عشرون عاشقاً للمحضار، كعينة من عشاق المحضار الذين لا يحصون عدداً: د.عبدالله البار- د.عبدالمطلب جبر- د.عبدالعزيز الصيغ- د.سعيد الجريري - د.عبدالقادر باعيسى - د.عبدالله الجعيدي - د.ماهر بن دهري - عبدالرحمن الملاحي- عمر باني- سالم الخضر - سعيد بن هاوي - نجيب باوزير- عبدالله حداد- سعيد فرحان (بوعمر) - صالح الفردي- رياض باشراحيل - عمر باصريح - أنور الحوثري - صلاح الحوثري - صالح سعيد بحرق «مفاجأة سارة» وجهد تشكر عليه سكرتارية فرع اتحاد الأدباء بحضرموت خاصة وأنها عملت على تجميع تلك المادة المتنوعة من الدراسات والمقالات « لأكثر من عشرين قلماً بينهم الناقد الأكاديمي والباحث في التراث أو الأدب الشعبي أو الفلكلور أو الكاتب الصحفي – جمعهم عشق عميق للمحضار , يحكي صورة من صور الوفاء للشاعر الذي كتب شعرياً دموع العشاق وابتساماتهم وحنينهم وأشجانهم ووداعهم» يوفر الجهد الوقت لكل دارس ومهتم ومتطلع للإبحار في تجربة المحضار الإبداعية .. إضافة إلى جملة من المناشط الثقافية الأخرى والتي تمتد إلى عدد من المدن في المحافظة . وفي حقيقة الأمر يستحق الشاعر الكبير حسين أبو بكر المحضار هذا الاحتفاء الذي بادرت به الواجهات والنخب الثقافية والإبداعية في حضرموت المشهود لها بالعطاء وخدمة الثقافة والإبداع عبر منظمتهم سكرتارية فرع اتحاد الأدباء وهو جهد مخلص وحميد يضاف إلى سجلاتها الناصعة في التذكير والاحتفاء بالكثير من الأعلام والمبدعين . وإذا كانت بادرة فرع الاتحاد بحضرموت الأخيرة قد رمت حجراً لتحرك سواكن الوفاء والاعتراف في دواخلنا بما خلدته وأسهمت به هذه التجربة الإبداعية الثرية في الحياة الثقافية والفنية والتي تحتاج إلى الدراسة والتعمق فإنها - ببادرتها هذه - قد استطاعت – بلا جدال - أن تحضر المحضار بروحه ونفسه وإبداعه .. أبيات محضارية : ودعت قلبي ما الأحباب هل هم با يحفظونه والا ترى الناس كل من غاب عنهم ما يذكرونه يا كم وكم شخص صادقته وبعد ولي وفي عاب ودعت قلبي ما الأحباب