فقط، إرادة حقة ونية صادقة، ليبدأ الحوار، كامل النصاب، الحوار هو وسيلة لا غاية، أداة ديمقراطية وسلوك حضاري، يجب أن يدور بين الأطراف ذات العلاقة، دونما قيد أو شرط، وأية محاولة لتمييعه من قيمته الحقيقية، تجعل منه مشهداً أقرب لمصارعة الثيران، ومناقرة الديكة. الحوار ممكن وسهل، ويمنحنا التاريخ العربي ، وبالذات ما يخص الجانب الأدبي والابداع الإنساني الخلاق نماذج رائعة لحواريات بين الإنسان والأشياء .. الكائن البشري كطرف آخر... بدلاً من الحوار أحادي الجانب، بين الإنسان وبينه الذي يتحول إلى مجرد هلاوس هيستيرية و(هذار) مجنون. حاور الإنسان القمر والليل .. النخلة والبحر... الصخرة والجدار .. الخيل والذئب.. حتى الذئب !! على ذلك علاقات تعايش وحواريات أدبية قدمها في قوالب مختلفة، إشعاراً للأجيال اللاحقة بأن الإنسان لا يملك وحده من بين الكائنات شفرة اللغة، وأن النملة تفهم والحجر يسبح. فلماذا إذن ينعقد الحوار على بساطته وينسد ويضيق أفق المقاربة على امتداده ورحابته بين طرفي المعادلة السياسية: السلطة والمعارضة في المشهد اليمني ولماذا إذن يتحول الحوار إلى (خوار) وتربصات ودلائل على مدى الحمق والعاجزية. ما نريده هو حوار واعٍ وحكيم، حوار يمسك بتلابيب الوطن ويعيده إلى موقعه الآمن، لا أن (يدهفه) من حافة الجبل إلى قعر الهاوية، الله لا قدَّر. إمكانية الحوار