مصارعة الثيران بالإسباني (corrida de toros)، رياضة اسبانية قديمة يتم فيها المواجهة بين المصارع والثور في حلبة على مرأى ومسمع من الناس الذين يحضرون لمشاهدة تغلب الإنسان على الحيوان, حيث تعتبر هذه الرياضة من أخطر الرياضات على من يمارسونها، إذ أن المصارع لا تتوفر لجسده الحماية الكافية من قرون الثور التي ولا بد أن تكون حادة وأن يكون الثور قوياً ضخماً صحيح البنية... المتادور"torero" هو لفظ يطلق على مصارعي الثيران وعلى الشخص الرئيسي في عرض مصارعة الثيران، فكلمة "ماتادور" والتي تعني "مصارع الثيران", فدوره يكمن في إثارة الثور بالرداء الأحمر والسيطرة على مجريات اللعبة مع إثارة الجمهور وتحريك الثور إلى المكان المناسب... فهذا النوع من المصارعة أشبه لحد كبير بالصراع السياسي اليمني مع عدم معرفة من هو "المتادور"، هذا ما جعل عتاولة التحليل السياسي يظهرون على شاشات التلفزة كأنهم طلاب بالصفوف الابتدائية عاجزين - رغم اجتهادهم - عن تفسير الوضع العام ببلد لم يستقر لأكثر من قرن ونيف من الزمن، فأصبح سؤالهم حائراً دون جواب, من يمسك بزمام الأمور باليمن؟ ومن يحرك الاقتتال السياسي السياسي؟ ومن هو صاحب الرداء الأحمر؟, بن عمر أم الزياني أم هادي أم هناك شخصيات من خلف الكواليس تخرج وتنتج سيناريو المشهد اليمني, فكانت إرادتهم جعل اليمن ساحة تحتضن مصارعة الثيران التي يوجهها "المتادور" كيف ما شاء, حيث أن كل تلكم التوجهات يحكمها قانون واحد لا يستطيع أحد المتصارعين الخروج عنها فلا بد أن يبقوا جميعاً تحت السيطرة السياسية وضمان عدم الإخفاق في هذه العملية, لعدم تحولها إلى كارثة كالنموذج الليبي والسوري, بل كان توجههم أن تكون اليمن نموذجاً سياسياً خالصاً, فرغم ذلك فأن الواضح أن "المتادور" لا يزال يسمك بزمام الأمور فهو المتحكم الوحيد بالشأن السياسي اليمني, فمتى أراد جعله نموذجاً سورياً أو ليبياًَ... وما اجتماع مجلس الأمن الاستثنائي - وزيارته الأخيرة - إلا جزءاً لا يتجزء من تقييم التزام الأطراف السياسية اليمنية بالقوانين المحدده من قبل "المتادور" والمسمى بالمرحلة الانتقالية - كما هو متداول - ومتابعة تنفيذ قراراته رقم 2014 و2051, فمن هو "المتادور" الحقيقي الداعم والمخرج للمشهد السياسي اليمني بصورته الحاليه؟, فلعلّي قرأت من آخر الكتاب ولعلّي أخطأت فأصبت بالخطأ عين الصواب. والسلام تحية،