المشكلة السكانية هم كبير جداً .. فنحن منذ السبعينيات من القرن الماضي بدأنا نستشعر الاشكالية السكانية، ومخاطر النمو السكاني غير المنظم، وبدأت نواقيس الخطر السكاني، تدق منذ العقد السابع من القرن الماضي.. لكن ظلت المسألة محصورة عند الحدود التنظيرية بعيداً عن أي خطوات نحو وضع المعالجات المبكرة لمواجهة المشكلة، والحد من تفاقمها أو التخفيف من مخاطرها حتى بدأت مخاطرها اليوم تظهر في الأوضاع السكانية الحالية التي تؤرق كل ذي عقل وبصيرة .. خاصة ونحن نعاني اليوم من سكان يفوق عددهم كل الموارد الطبيعية والبشرية للبلاد .. بمعنى آخر أننا نعاني من عجز فاضح لمواجهة الاحتياجات السكانية.. مما أدى إلى قصور وعجز في كل شيء ، في كل متطلب وفي كل اجتياح .. ومع ذلك فالمشكلة السكانية لم تزل غائبة عن الاهتمام الذي تستحقه على المستوى الرسمي، والشعبي، وحتى المستويات المدنية للأحزاب والمنظمات، والمؤسسات الشبابية والدينية، والإعلامية، والثقافية، والفكرية، ومازال الاهتمام نظرياً، ومحدوداً جداً وفي قاعات مغلقة، لا من شاف، ولا من سمع، ولا من دري .. وعلى فترات زمنية متباعدة تقام مثل هذه الفعاليات التي تعنى بالمشكلة السكانية. نحن الآن في نهاية العقد الأول من الألفية الثالثة . ومازالت عندنا المسألة السكانية في أوجها.. فمعدلات النمو السكاني من أعلى المعدلات العالمية (أكثر من ثلاثة في المائة) ومعدل الخصوبة من أغلى المعدلات في العالم وكذا نسبة الإعالة من أعلى معدلات العالم ما بين (4-6) ومقابل ذلك يحدث تناقص في الموارد، والملكيات، والانتاج، والتنمية، وفرص العمل، والخدمات .. وهو ما أدى إلى تصاعد نسبة الفقر، ونسبة البطالة ، ونسبة التسول، ونسبة أطفال الشوارع، وما يتبع هذه من مشكلات لا يجوز أن نبوح بها . جنباً إلى جنب مع تصاعد نسبة التسرب من التعليم بل تصاعد نسبة الأطفال الذين لا يلتحقون بالتعليم (ذكوراً – وأناثاً) وتزايد الهجرة الريفية إلى المدن للبحث عن لقمة العيش. وعليه فيجب أن توضع الجبهة السكانية ، ومخاطرها بين أخطر الجبهات التي تواجه البلاد فالتحديات السكانية ، والمخاطر السكانية كالبركان الخامد الذي ينفجر فجأة أو مثل الماء من تحت تبن يغرق كل شيء، ولا يظهر لنا إلا بعد الغرق .. لهذا لابد من دق ناقوس الخطر السكاني واتخاذ الإجراءات التوعوية والعملية اللازمة والحازمة دون مواربة أو استحياء قبل أن نقع فيما لا تحمد عقباه.