نعاني في اليمن من نمو كبير في السكان .. وهو من أعلى معدلات النمو العالمية، وذلك لأسباب عديدة نوجز أهمها فيما يلي: 1 التخلف والاعتقادات الدينية المغلوطة، وهيمنة العادات والتقاليد القديمة على المجتمع والزواج المبكر. 2 العلاقات الاجتماعية التي تعتمد على العصبية والقوة التي تتطلب الزيادة في عدد الرجال.. لدعم عدد أفراد الأسرة، فالعشيرة فالقبيلة. 3 استمرار النمو الطبيعي للسكان في أعلى معدلاته، حيث يصل إلى 7.3% في السنة مع انخفاض نسبة الوفيات بفعل التطور الصحي والعناية الصحية بالأمومة والطفولة. 4 الاتكالية في حياة الفرد، وغياب الثقافة السكانية والتثقيف السكاني بصورة برامجية دائمة. 5 ارتفاع معدل الخصوبة لدى المرأة .. فهو مابين 8.7 وهو من أعلى المعدلات. 6 محدودية التربية السكانية في المناهج الدراسية وطرحها بشكل متحفظ وعلى استحياء ودون شفافية. هذه العوامل من أهم الأسباب فاعلية في ارتفاع معدل النمو السكاني وبالتالي النمو السريع للسكان، وخاصة في العشرين السنة الأخيرة.. وقد أدى هذا النمو إلى نتائج سلبية عديدة على مستوى الأسرة والمجتمع، والتنمية بشكل عام.. ومن هذه النتائج. 1 عجز الأسرة عن إعالة أطفالها .. والاضطرار إلى دفعهم إلى سوق العمل. 2 عجز الأسرة عن إلحاق أبنائها «بنين بنات» في التعليم. 3 تزايد الأطفال المشردين «أطفال الشوارع» وكذلك الأطفال الذين يمارسون الشحاتة. 4 عجز الأسرة عن تربية أبنائها وتحمل نفقاتهم .. مما أدى إلى جنوح كثير من الأطفال. أما المجتمع فإنه قد تأثر سلباً من نواح عديدة.. يمكن إجمالها بالتالي: أ/ارتفاع معدل الإعالة.. وبالتالي اتساع مساحة الفقر. ب/النسبة الأعلى من السكان من صغار السن وفي سن التعليم ، وفي سن 16 سنوات. ج/ بسبب الفقرة «ب» جعل معظم السكان عبارة عن أفواه مفتوحة فقط للاستهلاك وفي سن التعليم.. مما جعل معظم الدخل القومي يوجه للاستهلاك.. والجزء اليسير للتنمية. د/ بسبب الفقرة «ج» تأثرت التنمية، وأبطأت إلى حد لم يعد مكافئاً للنمو السكاني .. فحدث أن أصبح النمو السكاني أكبر من النمو الاقتصادي. ه / كل ماسبق جعل التنمية والموارد -الدخل القومي- الوطنية أعجز من أن تواجه حاجات السكان من المدارس والتعليم والصحة والخدمات بشكل عام.. مما أدى إلى عدم التحاق نسبة عالية من الأطفال في سن التعليم بالمدارس وخاصة في الريف بينما يكون المعدل بين الفتيات أكبر في الحضر والريف. لذا نحن بحاجة إلى سياسة سكانية فاعلة وصارمة.. ومواجهة مع السلوكيات السكانية واضحة، وشفافة وصريحة، وتبني ادخال الثقافة السكانية في المناهج الدراسية، والبرامج الإعلامية ، وأن تتحمل مؤسسات المجتمع المدني الذكورية والأنوثية دورها في التوعية والتثقيف السكاني بما في ذلك النقابات والاتحادات والأحزاب.. فالمسئولية مسئولية الجميع.. وليست مسئولية الدولة وحدها .