لايستطيع احد أن ينكر أن الساحة الفكرية تركت خلال الفترة الماضية نهباً لأصحاب الأفكار الضلالية وتجار الحروب وكل من لديه احلام ماضوية جاهلية. بل استطيع القول بأنني عندما كنت ومازلت اكتب محذراً من تلك الأفكار اسمع كلاماً كثيراً يردده الذين ليس لديهم هم فكري بقدر ما لديهم القدرة على ترديد مايسمعونه من الآخرين دون وعي بأبعاد ذلك الطرح الذي كنت اسمعه وكانت إفادة مضمونه: لماذا تكتبون عن الوحدة والأفكار الضلالية الأخرى , الوحدة تحققت ولاداعي للكتابة حولها، وأذكر ان احد الزملاء سمع ذلك الكلام في إحدى الجلسات من العناصر التي تحرض ضد الوحدة اليوم ونقل لي السؤال كما سمعه , فقلت لذلك الزميل: هل فهمت معنى ذلك الطرح أو الاستفسار من ذلك الشخص الذي حددت لي اسمه؟ قال: لا، قلت: وهل لمست في هذا السؤال أو الطرح البراءة؟ فغضب مني وقال انتم تحملون الأشياء أكبر مما تحتمل، قلت له: لا ولكن الحذر واجب وما الذي يغيرك أو يغير ذلك الشخص المنتقد عندما اكتب عن أهمية الوحدة وقوة المجتمع عندما يكون متماسكاً , وأبين من خلال تلك الكتابة نعم الوحدة وخيراتها ليس على مستوى الساحة اليمنية وحسب ولكن على مستوى الوطن العربي والعالم لأن فيها الأمن والاستقرار والتنمية الشاملة والشعور بالسكينة العامة. نعم قلت ذلك لزميلي وأكثر لأنني ادركت أن ماقاله لم يكن قادراً على إدراك الحقيقة بل متعاطفاً مع ذلك الطرح، وقلت: ستكون شاهداً عندما يحدث ما احذر منه في المستقبل بسبب هذا الطرح لأنهم يريدون لنا أن نكون في غفلة من امرنا ولانصحو إلا على اصواتهم النشاز التي تحرض ضد الوحدة وتثير الرعب وترتكب الجرائم والعدوان على الشعب وصوت الوحدويين غائب أو يغط في سبات عميق. ولكن أقول ومن جديد أن أصوات الخير والسلام ستظل مرفوعة وناطقة بشكل دائم لإسكات الأصوات النشاز التي تحاول النيل من الوحدة والتغرير بالشباب ,بل إن التوعية بأهمية الوحدة وغرس مبدأ الولاء الوطني في اذهان النشء واجب , لابد من استمرار ذلك لمواجهة داعاة الشر والفتنة ولايجوز السكوت تحت مبررات وأهواء ونزوات لايعرف معناها إلا الذين عرفوا نفسيات الحاقدين لذلك كله يظل العمل الميداني التوعي منبراً ولايجوز ترك الساحة لأصحاب النفوس الخبيثة والعقليات المريضة لأن واجب التوعية فرض عين بإذن الله.