يعد اختيار مدينة تريم عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2010م من قبل المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم تتويجاً للاهتمام الكبير التي تحظى به هذه المدينة الثقافية والإسلامية وبمجدها وتاريخها العلمي والثقافي والديني، وتعد مكتبة الأحقاف الثقافية للمخطوطات والأبحاث والدراسات الإسلامية والثقافية والأدبية مركزاً هاماً للدراسات والبحوث العلمية والدينية ونفائس المخطوطات والتحف الأثرية. إذ لم تعد مدينة تريم على مر العصور إلا منبعاً ومنارة أنجبت العديد من المبدعين والعلماء والمفكرين وجسدت - بحق - دوراً كبيراً في الحراك الحضاري وفنون الحضارة العربية الإسلامية وأخذت مدينة تريم حظاً وافراً من الاهتمام والذكر في صفحات التاريخ لأهمية دورها عبر مختلف العصور.. فقد كانت المدينة عاصمة ومقراً لملوك كندة فترة من الزمن، وبعد الإسلام كانت مدينة تريم مناراً إسلامياً وحتى وقت قريب كانت مدينة العلم وأحد المراكز التعليمية الهامة في محافظة حضرموت واليمن عموماً، وتحتوي على عدد من المساجد يصل عددها إلى (365) مسجداً فيما كانت عاصمة الدولة الكثيرية في القرن السادس عشر الهجري. وقد هاجر كثير من أبناء تريم إلى الشاطئ الغربي من الهند وكوّنوا بيوتاً تجارية في سنغافورة وإندونيسيا منذ عام 1220م وبهذا تطورت الحركة العمرانية وشيدت المنازل والقصور المتميزة بطراز جديد وفن معماري حديث يمزج بين أساليب جنوب شرق آسيا والهند المعمارية وبين أنماط البناء المحلية ومنازل تريم على وجه العموم جميلة بها تحف وأشجار. وتتواصل التحضيرات والاستعدادات في حضرموت لبدء الفعاليات الثقافية والفنية والاقتصادية والسياسية المكرسة للاحتفال بتريم عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2010م في مارس القادم، ونفذت في هذا الإطار العديد من الأعمال المتعلقة بهذه المناسبة كالبنى التحتية وترميم قصر تريم السلطاني ووضع الأمور في اتجاه التهيئة لهذا الحدث وتنفيذ ما حددته وزارة الثقافة في توجيهات وتعليمات د.أبوبكر المفلحي وزير الثقافة بهذا الصدد .. هذا وقد اطلع الأخ سالم أحمد الخنبشي محافظ محافظة حضرموت في زيارته الأخيرة لحضرموت الوادي والصحراء في لقائه بالمسئولين على الخطوات التنفيذية والتهيئة الكاملة لاستقبال الوفود التي من المقرر أن تحضر هذه الفعاليات وثمن عالياً الجهود التي بذلت من قبل اللجنة التحضيرية لفعالية تريم عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2010م مؤكداً على الارتقاء بهذا الإعداد والتحضيرات إلى المستوى المطلوب بما يؤمن بامتياز إبراز المضمون الثقافي والإسلامي والسياسي لما لمدينة تريم من إرث تاريخي وموروث ثقافي على مر العصور وفق منظومة متكاملة مستوحاة من خطة وزارة الثقافة والمجلس المحلي بحضرموت لإحياء مجد وإرث وتاريخ هذه المدينة الاسلامية الثقافية التاريخية في ضوء ما قدمته وتقدمه مكتبة الاحقاف للمخطوطات من سند دراسي وبحثي ومعلوماتي للعديد من الدارسين والجامعيين والأدباء والمفكرين والطلاب.