في ال 14من شباط 2005م اغتيل السيد رفيق الحريري في عملية إرهابية مرعبة وعلى إثر ذلك دخل لبنان في نفق مظلم دبر له، وانقسم إلى قسمين فريق يتهم ويدعي، وفريق متهم ومُدعى عليه.. وقد أفضى ذلك إلى استقالة رئيس الوزراء عمر كرامي وحل محله فؤاد السنيورة من فريق 14شباط وسميت هذه التحولات بثورة الأرز وتصاعدت الأزمة، وتطورت إلى اتهام سوريا بالوقوف وراء اغتيال الحريري، وبدأ دور القوى الخارجية وهي قوى أمريكية صهيونية، لتشكل محكمة ومحققين دوليين فبركوا تحقيقات بهدف إدانة سوريا واحتُجز ضباط من الأمن الداخلي زوراً وظلماً بتهمة التواطؤ في اغتيال الحريري. غذيت هذه الأزمة وأشتد أوارها الإعلامي بين الفريقين اللبنانيين وتبودلت الاتهامات والإدعاءات وقامت التحالفات وهناك من يصب الزيت ليشعل نار الفتنة ويفجر حرباً طائفية مذهبية أهلية تؤدي إلى تقسيم لبنان إلى دويلات طائفية مذهبية لكن وجود أميل لحود في قمة الرئاسة الأولى،والعماد ميشيل سليمان في قيادة الجيش، والرئاسة النيابية “ نبيه بري “والتحالف بين حزب الله والتيار الوطني الحر وكثير من القوى الوطنية شكل صمام أمان،وحال دون اندلاع حرب أهلية طائفية كانت تسعى إليها جهاراً نهاراً القوى الامبريالية الصهيونية، بل إن هذا الفريق “ أميل لحود” والجيش “ميشيل سليمان شكلا قوة توازن حافظت على وحدة لبنان.. وكان الشعب اللبناني الذي اكتوى بنار الحرب الأهلية السابقة أحرص على تغليب منطق الحوار والتوافق وسلامة لبنان. هذا المخطط الذي راهنت عليه الامبريالية الصهيونية “الفتنة والحرب الأهلية”.. كان يجري بموازاته مخطط عدواني صهيوني بدعم أمريكي لضرب المقاومة الوطنية اللبنانية، .. وتم العدوان في تموز 2006م ليستمر ثلاثة وثلاثين يوماً ليواجه مقاومة باسلة وشجاعة ليندحر أمامها يجر أذيال الخيبة والعار.. وما كان ليكون انتصار المقاومة لولا التفاف الشعب اللبناني والجيش حولها وتشكيلهم ظهراً لها، وقوة حاضنة وداعمة ومساندة خلال الحرب التي راهن العدو للانتصار فيها على الطائفية والمذهبية والفتنة اللبنانية.. لكن لبنان بكل طوائفه ومذاهبه خذله وهزمه. بعد الحرب بدأت تتكشف المؤامرة .. وبدأ القاضي الجديد للمحكمة الدولية يكشف عن عدم صحة ما جاء في التحقيقات،ويقر بأن حجز الضباط الأربعة غير قانوني، وأنهم وسوريا لم يأت في التحقيقات ما يثبت تورطهم في اغتيال الحريري.. وهو ما أيقظ اللبنانيين، وخاصة “الحزب التقدمي الاشتراكي” و«تيار المستقبل”وبمساعدة الأشقاء “في قطر” استطاعوا التوافق على الرئيس وانتخب “ميشيل سليمان” وهو يستحق ذلك .. حيث أدار الأزمة بكفاءة حتى شكلت حكومة توافق وطنية.. بدأت تسير نحو إصلاح وتصحيح العلاقات مع الجارة سوريا، وتعيد النظر في كل ما سلف، وإصلاحه ، وتصحيحه .. بل إن هناك مشروعاً وطنياً عظيماً.. يتمثل في لبننة لبنان، واللبنانيين،وتجاوز لبنان الطوائف والمذاهب إلى لبنان السيد الحر العربي .. وفي كل هذه التوجهات اللبنانية الشجاعة تفويت وقضاء على الأحلام الصهيونية،وهزيمة أخرى “سياسية” لمشروع الشرق الأوسط الجديد.