أعود إلى يوم الأربعاء 31/8/8002م، وإلى لبنانوسوريا، القطرين الجارين الشقيقين، بكل ما تعني كلمة (شقيقين) من عمق العلاقات والروابط الأخوية الاستراتيجية القوية المكونة عبر قرون عديدة من التاريخ المشترك الواحدي، والجغرافيا التكاملية، والقدر والمصير الواحد.. هذه العلاقات والروابط التي شوّهها وأعاد صياغتها الاستعمار البغيض، وفقاً لما تقتضيه أطماعه الإمبريالية في القطرين الشقيقين على المدى القريب والبعيد، وحسب رؤية صهيونية غربية، فرضتها استراتيجية الأمن للكيان الصهيوني العنصري الغاصب لفلسطين. في هذا اليوم الآنف ذكره في البداية حدث تفجير قوي في طرابلس عاصمة الشمال اللبناني، كان ضحاياه بالعشرات من عسكريين ومدنيين، وقد وُصف الحادث بالتفجير الإجرامي الإرهابي، وهو لايقل عن كل العمليات الإرهابية التي طالت شخصيات لبنانية محددة، لا يستشفُّ من استهدافها إلا استهداف وحدة الشعب اللبناني والعلاقات الأخوية بين القطرين الشقيقين سورياولبنان، وإثارة للفتن الطائفية والمذهبية داخل لبنان، وبين أبناء الشعب اللبناني «مقاومة وجيشاً ومواطنين»، وإحالة لبنان إلى قاعدة للاستخبارات الأجنبية للتخابر والتآمر على سوريا، وتصدير التخريب والإرهاب الإمبريالي إلى سوريا.. وما الحادث الإجرامي الإرهابي ضد أفراد من الجيش والمدنيين في طرابلس يوم 31/8 ، إنما يهدف إلى إشعال نار الفتنة في لبنان، وإنهاء التوافق، وإيقاف المسيرة اللبنانية على طريق إصلاح وتصحيح العلاقات والروابط الأخوية بين سورياولبنان، بدليل أن جريمة طرابلس شمال لبنان بأسلوبها الإرهابي أتت عقب منح الحكومة اللبنانية الثقة بيوم واحد، ومصاحبة لزيارة الرئيس اللبناني ميشال سليمان للقطر السوري الشقيق، وقبل يوم من احتفال لبنان بيوم الانتصار على العدوان الصهيوني في عام 6002م. إن إتيان الجريمة الإرهابية في طرابلس وتزامنها مع هذه المناسبات اللبنانية لا يعكس أي مصلحة لأي طرف لبناني به، والمستفيد الوحيد من هذه الجريمة ليس سوى العدو الصهيوني.. وعليه فإن الحادث الإجرامي الإرهابي، وإن كان المنفذ لبنانياً والداعم اللوجستي لبناني، إلا أنه لا يخرج عن مسلسل آلة جرائم الإرهابية التي لا تخرج عن مخطط استراتيجي صهيوني بدعم ومساندة غربية، وللأسف وأطراف عربية، لضرب أمن واستقرار لبنان وكذا سلامة ووحدة الشعب اللبناني «جيشاً ومقاومة، ومواطنين»، وإيجاد موطن قدم للاستخبارات الأجنبية الصهيونية للتآمر والتخابر على سوريا وضد نظامها الممانع المقاوم، لصالح أمن وسلام العصابات الصهيونية في فلسطين.