وكما كان اجتماع المانحين في الرياض بالأمس، فإن اجتماع مجلس التنسيق اليمني السعودي انعقد بالرياض وبالأمس أيضاً. يشعر المواطن اليمني كما يشعر المواطن العربي بالسعادة وهو يرى التعاون بين الأشقاء العرب في أي قطرٍ من الأقطار. ولقد استطاع الاستعمار – دون شك – أن يقطع أوصال الأمة ويجعلها شيعاً يلعن بعضها بعضاً، مع أن الانتماء الديني والوطني والقومي و(الرحمي) يفرض أن تكون الأمة واحدة، تتكافأ فيما بينها مالاً وقوة وعصبية وشعوراً بالواجب وإحساساً بالمسئولية. لقد وهب الله هذه الأمة العربية الإسلامية نعماً تترى من أبرزها على الإطلاق المودة والرحمة، فإذا ما احتربت وتعادت وكثر الخلاف والاختلاف فيما بينها – وهو أمر طبيعي – سرعان ما يتذكر الرحم والقربى، وإذا بالدم (يحن) على الدم، فيصدق منها ما قاله الشاعر الكبير أبوعبادة الوليد البحتري: إذا احتربت يوماً ففاضت دماؤها تذكرت القربى ففاضت دموعها بيننا والمملكة العربية السعودية من الأواصر ما يقرّب بين وجهات النظر، إن كان هناك اختلاف، وما يجعل الجميع يسعى لتحقيق أهداف مشتركة هي في الأصل ضرورية، أن وصل الجميع إلى قناعة وهي أن السفينة واحدة وأن الرياح العاصفة الهوج تتربص بهذه السفينة. وليس من شك في أن قيادتي البلدين سوف تمضيان على طريق مزيد من التنسيق والتعاون لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين. لقد آن للطرفين أن يتعاملا بمصداقية وشفافية وأن يعلما أن هناك أناساً على المستوى الداخلي والإقليمي والدولي يطمعون أن يوتروا العلاقات ويشوشوا حسن النوايا. إن الأمل قائم على الدبلوماسيين بين البلدين لتحسين أسباب الود بين الاخوة، وسعيد أن يكون سفير اليمن (الأحول) في السعودية نشطاً، يجاهد لمد أواصر الود اليمني لأخيه السعودي، وأن يكون الشاب اللطيف السفير علي محمد الحمدان، سفير المملكة بصنعاء – كما نعرفه – إنساناً قادراً محنكاً يرسي جذور العلاقة بين المملكة واليمن على أمل أن تترجم القرارات لما فيه مصلحة الأمة جميعاً.