بعض سائقي سيارات نقل القمامة يعانون من حمى التوحش...وعذراً فالموضوع لا يتعلق بالألم من موت صديقي جميل عبدالفتاح تحت عجلات سيارة من هذا النوع وإنما هي مجموعة ملاحظات تجعل القيادة المتهورة لسائقي وسائل النقل هذه ترتقي إلى درجة الظاهرة. قبل أيام كادت سيارة نقل القمامة ترتكب حادثاً مروعاً في شارع النصر بأمانة العاصمة...وهو ما ذكرني أيضاً بنجاتي وزميلنا مروان الخالد من حادث دهس أمام مركز الكميم التجاري حيث يفترض أن الزحام في شارع حدة يدعو إلى القيادة الهادئة..لكن السائق المتهور جعلنا نتجنب سرعته بذات السرعة التي كان يتمتع بها العدّاء المغربي سعيد عويطة. أمام رؤية مثل هذه السيارات عليك أن تستدعي أقصى درجات الحذر والخوف حتى لا تكون ضحية حادث وراءه سيارة محملة بالقمامة. هذه الظاهرة تجعلني أسأل هل يعقل أن تكون مشاهد القيادة المتوحشة مجرد صدفة...؟ هل عند فقهاء المرور والبيئة ومسئولي رفع القمامة تفسير للظاهرة..؟ هل نقول بأن هؤلاء يهربون من حمولتهم أم واقعون تحت تأثير روائح معينة يجرى دفعها إلى براميل القمامة، ثم هل يخضع مثل هؤلاء للمتابعة والرقابة من الجهة المسؤولة عنهم..؟ هذا الحال ينسحب على سائقي سيارات حكومية كثيرة يقودون بصورة توحي كما لو أنهم عملاء لباعة قطع الغيار في اليابان أو أنهم وكلاء غير معتمدين لعزرائيل..