عندما تتوفر النوايا الصادقة وحسن الظن بالآخرين وقبول الرأي الآخر تصفو الأجواء وتنجح الأعمال وتتحقق الأهداف الاستراتيجية, ويحدث العكس في حالة الإصرار على المكايدة وعدم الاعتراف بالخطأ والاعتماد على سياسة التهويل وتسمية الأشياء بغير مسمياتها الحقيقية بهدف ممارسة الابتزاز والنكاية والتشفي, ولكي يكون الصوت مسموعاً والقول مصدقاً لابد من الانحياز إلى الدستور والقانون, واعتبار أي فعلٍ خارجهما عملاً عدائياً وعدوانياً يستهدف كيان المجتمع ويقضي على مقومات الحياة .. وينبغي الوقوف في وجه ذلك الفعل العدائي بكل الإمكانات, ولايجوز بأي حال من الأحوال السعي إلى تأجيج الأوضاع واستغلال الظروف والسعي إلى صب الزيت على النار, لأن ذلك من صفات الحاقدين الذين لايرغبون في رؤية المجتمع سليماً ومعافى من كل الأمراض السرطانية الخبيثة. إن الذي نلاحظه على بعض القوى السياسية هو الأفعال غير السوية التي تدل على أن القائمين على مكونات تلك القوى لايتمتعون بقدر من يقظة الضمير, ولديهم نزعة عدوانية تعبِّر عن الأنا الشيطانية التي لاتعترف بحق الآخرين في الحياة الآمنة والمستقرة بقدر إيمانهم بمصالحهم الذاتية ومكاسبهم الرخيصة حتى ولو كان على حساب القيم والمثل الأخلاقية ناهيك عن الإيمان بقدسية التراب الوطني, فمثل هذه العناصر لاتعرف القيم والمبادىء في سبيل الوصول إلى غاياتها الشيطانية ويستخدمون من أجل ذلك كل الوسائل الشيطانية دون الالتفات إلى آثارها الكارثية على المجتمع من سفك للدماء وقتل للنفس التي حرم الله وكأنهم لايعرفون أن عقوبة من قتل نفساً أو سعى في الأرض فساداً عقوبة مغلظة وشديدة في الدنيا والآخرة حيث قال تعالى: «من أجل ذلك كتبنا على بني اسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفسٍ أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً..» صدق الله العظيم. ولئن كانت عناصر الشر قد تمادت في غيها قتلاً وفساداً وتخريباً وعبثاً وامتهاناً لكرامة الإنسان فإن هذه الفئة الباغية لايمكن أن تعود إلى جادة الصواب إلا بإنفاذ أحكام الشرع في حقهم حماية لكيان المجتمع ومنعاً لفسادهم وخرابهم فهل أدرك المتمادون في غيهم أن يد العدالة لابد أن تصل إليهم من أجل ذلك كله؟ .. نأمل أن يكون الجميع في صحوة ضمير بإذن الله.