بلادنا تمتلك كفاءات ممتازة في كل مجال، وأخطر من هذا يوجد شباب عاملون في مؤسسات الدولة المختلفة على قدر من النزاهة والشرف والمروءة. وهم يعلمون أن العمل المخلص الخالص إنما يُقصد به وجه الله والوطن, فهم لا يريدون من أحد جزاءً ولا شكوراً، وإنما همهم الأول والأخير هو أن يبذلوا علمهم وخبرتهم ليلاً ونهاراً في سبيل أن يرفعوا من شأن وطنهم وأمتهم. إن ألوف الصحف لا تستطيع أن تذكر أمجاد هؤلاء، ولا تستطيع ملايين الدنيا كلها أن تكافئ أياديهم البيض على وطنهم وأمتهم، وحسبهم أنهم يؤدون أعمالم وواجبهم بصمت وأمانة واقتدار. أعرف شباباً في مجال القضاء نظيفي اليد, طاهري السمعة, يعيشون حياة كفاف؛ وهم بذلك راضون مطمئون مع أن بإمكانهم أن يأكلوا المال الحرام خاصة إذا علموا أنه لا رقابة حقيقية على القاضي إلا دينه وضميره. وأعرف أناساً في مؤسسات الدولة المختلفة يصلون الليل بالنهار خدمة لأمتهم؛ وقائمين بالواجب أكثر مما هو مقرر عليهم، وهم مع ذلك فقراء راضون بحياة الكفاف وسعداء بحمل ما يمليه عليهم واجبهم. هؤلاء هم بناة اليمن الحقيقيون، وهؤلاء هم شرف اليمن، وجميل ما يقدمونه لأنفسهم وللعالم .. إن الإنسان ليفخر بهذه الكفاءات النادرة, وبهذا الإخلاص والولاء الوطني الذي لا يكاد في كثير من الأمم إلا قليلاً. إن المرء ليسعد أيما سعادة وأبناؤه الطيبون العلماء الأكفاء يسهمون في مرحلة البناء التي نعيش جميعاً عهدها الميمون أفضل من أي وقت آخر. وإننا لنستطيع أن نستمر في إنجاز نهضة ممتازة ورائعة تليق بوطننا الحبيب, دونما إعجاب بالنفس أو منٍّ على الوطن. في أكثر المؤسسات البنائية التي تحتاج مهارات وخبرات متقدمة, نجد اليمني كفءاً للعمل، قادراً على أن يناظر علماء المعرفة في الدول المتقدمة. فقط نحتاج هذا الشباب الطموح, وهذه الجهود الممتازة إلى أن تقوم الدولة بتطوير رؤاها المستقبلية، وأن تدعم هذا الشباب الرائع ليبدع أكثر. إن أروع ما نملك هو هذا الشباب المتحمس الذي لا يستغني عن حكمة الشيوخ؛ وإذ يسير في طريق البناء بجد وعزيمة يحتاج مزيداً من دعم القيادة وتشجيع المجتمع وتقدير ظروفه الحياتية اليومية فمرحى بشبابنا، واحتراماً لجهادهم الدؤوب في سبيل سعادة الوطن.