اسعار الذهب في صنعاء وعدن الثلاثاء 6 مايو/آيار2025    اسعار المشتقات النفطية في اليمن الثلاثاء – 06 مايو/آيار 2025    ايران تدين العدوان الصهيوني على اليمن    صحيفة إسرائيلية: "أنصار الله" استخدمت صاروخ متطور لاستهداف مطار بن غوريون يتفادى الرادار ويتجاوز سرعة الصوت    بعد 8 أشهر ستدخل المحطة الشمسية الإماراتية الخدمة    توقعات باستمرار الهطول المطري على اغلب المحافظات وتحذيرات من البرد والرياح الهابطة والصواعق    تسجيل اربع هزات ارضية خلال يومين من خليج عدن    ريال مدريد يقدم عرضا رمزيا لضم نجم ليفربول    أكاديميي جامعات جنوب يطالبون التحالف بالضغط لصرف رواتبهم وتحسين معيشتهم    تحديد موعد نهاية مدرب الريال    أكسيوس: ترامب غير مهتم بغزة خلال زيارته الخليجية    ماسك يعد المكفوفين باستعادة بصرهم خلال عام واحد!    الامارات العربية تضمّد جراح عدن وتنير ظلامها    ودافة يا بن بريك    تغيير رئيس الحكومة دون تغيير الوزراء: هل هو حل أم استمرارية للفشل؟    برشلونة يواجه إنتر وسان جيرمان مع أرسنال والهدف نهائي أبطال أوروبا    إيران تكشف عن حجم الخسائر الأولية لانفجار ميناء رجائي    انقطاع الكهرباء يتسبب بوفاة زوجين في عدن    لوحة بيتا اليمن للفنان الأمريكي براين كارلسون… محاولة زرع وخزة ضمير في صدر العالم    لوحة بيتا اليمن للفنان الأمريكي براين كارلسون… محاولة زرع وخزة ضمير في صدر العالم    إسرائيل لا تخفي أهدافها: تفكيك سوريا شرط لنهاية الحرب    طيران العدوان الأمريكي يجدد استهداف صنعاء ورأس عيسى    أعنف هجوم إسرائيلي على اليمن يدمر ميناء الحديدة    قرار رقم 1 للعولقي بإيقاف فروع مصلحة الأراضي (وثيقة)    الحذر من استغلال العليمي مبررات (إصلاح الخدمات) في ضرب خصومه وأبرزهم الانتقالي    بعد فشل إطلاقه.. صاروخ حوثي يسقط بالقرب من مناطق سكنية في إب    "مسام" ينتزع أكثر من 1800 لغم حوثي خلال أسبوع    عشرات الغارات استهدفت ثلاث محافظات    شركة النفط توضح حول تفعيل خطة الطوارئ وطريقة توزيع البنزين    وقفة نسائية في حجة بذكرى الصرخة    برعاية من الشيخ راجح باكريت .. مهرجان حات السنوي للمحالبة ينطلق في نسخته السادسة    رسالة من الظلام إلى رئيس الوزراء الجديد    الثقافة توقع اتفاقية تنفيذ مشروع ترميم مباني أثرية ومعالم تاريخية بصنعاء    من أسبرطة إلى صنعاء: درس لم نتعلمه بعد    وزير الصحة يدشن حملات الرش والتوعية لمكافحة حمى الضنك في عدن    الخليفي والمنتصر يباركان للفريق الكروي الأول تحقيق كأس 4 مايو    الزعوري يبحث مع الأمم المتحدة تعزيز حماية وتمكين المرأة في اليمن    وزارة الشباب والرياضة تكرم موظفي الديوان العام ومكتب عدن بمناسبة عيد العمال    أرواحهم في رقبة رشاد العليمي.. وفاة رجل وزوجته في سيارتهما اختناقا هربا من الحر    مليون لكل لاعب.. مكافأة "خيالية" للأهلي السعودي بعد الفوز بأبطال آسيا    بيع شهادات في جامعة عدن: الفاسد يُكافأ بمنصب رفيع (وثيقة)    يادوب مرت علي 24 ساعة"... لكن بلا كهرباء!    قدسية نصوص الشريعة    صرخةُ البراءة.. المسار والمسير    متى نعثر على وطن لا نحلم بمغادرته؟    الاجتماع ال 19 للجمعية العامة يستعرض انجازات العام 2024م ومسيرة العطاء والتطور النوعي للشركة: «يمن موبايل» تحافظ على مركزها المالي وتوزع أعلى الارباح على المساهمين بنسبة 40 بالمائة    أول النصر صرخة    أمريكا بين صناعة الأساطير في هوليود وواقع الهشاشة    المصلحة الحقيقية    مرض الفشل الكلوي (3)    وسط إغلاق شامل للمحطات.. الحوثيون يفرضون تقنينًا جديدًا للوقود    إلى متى سيظل العبر طريق الموت ؟!!    قيادي حوثي يفتتح صيدلية خاصة داخل حرم مستشفى العدين بإب    ريال مدريد يحقق فوزًا ثمينًا على سيلتا فيغو    أطباء تعز يسرقون "كُعال" مرضاهم (وثيقة)    الأهلي السعودي يتوج بطلاً لكأس النخبة الآسيوية الأولى    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عقيلة الرئيس علي ناصر: أدرس اليمن منذ عقدٍ كامل ولا أزال في الصفحة الأولى
نشر في التغيير يوم 02 - 08 - 2006


29/7/2006
ناس برس - خاص- دمشق
المهندسة المعمارية السورية ريم عبد الغني ارتبطت باليمن وجدانيا، وتعلقت بحضارته وتراثه، وقضت سنوات طويلة من البحث والدراسة حول الفن المعماري اليمني، وساعدها على ذلك زواجها من الرئيس اليمني الأسبق علي ناصر محمد الذي حولت منزلهما في دمشق إلى
متحف فني في غاية الروعة يجمع بين عبق الشام وروائع اليمن.
وفي هذا الحوار نتعرف على المهندسة ريم عبد الغني وخلفيات اهتمامها باليمن والأبحاث التي أجرتها في مدينة تريم بمحافظة حضرموت.
* اليمن بلد عربي يجهل الكثيرون الوجه الحقيقي له .. كيف تقرأين هذا الوجه وبماذا يبشرنا مستقبله؟
** اليمن بلد جميل للغاية لذا يعشقه الذواقون، عالم غني و متنوع وعريق، وللأسف كثيرون لا يعرفون الوجه الحقيقي لليمن ويربطونه حصراً بالقات أو بالفقر أو ... وينسون أن اليمن أرضاً و شعباً أصل العرب والحضارة ، وأنها المنطقة الوحيدة بالعالم التي دعيت " بالسعيدة " ذات يوم ، وهذا لم يأت من فراغ ،والمجال هنا أضيق من ان يتسع للحديث عن ما أراه في وجه اليمن، فأنا أدرس عنه منذ أكثر من عشرة سنوات و" مازلت في الصفحة الأولى" ، لكنني باختصار أقول أن الله قد حبى اليمن بمزايا قلما تجتمع في بلد واحد ..الثروات والنفط والموقع الجغرافي و الشواطىء الممتدة و التاريخ العريق و القوة البشرية و غيرها ،لذا فالمستقبل الواعد ينتظره وهو يتجه بخطى حديثة نحو بلوغ غايات التنمية والتقدم .
وفي الحقيقة ، أشعر أن إحدى قضاياي الهامة هي إيصال الصورة الإعلامية الصحيحة عن اليمن، لأن هذا إنصاف لجمال وتفرد هذا البلد العربي، الذي هو مدرسة عربية هامة نتعلم منها الكثير، خاصة في مجال الحفاظ على الهوية العربية ،وأعمل ضمن هذا الإطار على إعداد المعارض والمحاضرات التي تلقي المزيد من الضوء على هذا البلد المجهول ،ومنها المعرض الذي أقمته ضمن معرض فرانكفورت العالمي أكتوبر 2004 و معرض تحت رعاية وزارة الثقافة في مكتبة الأسد مارس 2005 ،وأخيراً المعرض الذي أقيم في 24 مايو 2006 في دمشق، أثناء احتفالات السفارة اليمنية بالعيد الوطني لليمن حول ذات الموضوع.
*أين المرأة اليمنية من مراكز القرار؟
**تشارك المرأة اليمنية اليوم في معظم مؤسسات الدولة وبمختلف القطاعات وتتبوأ المناصب القيادية ،وهناك حالياً القاضيات ورئيسات المحاكم ووزيرتين وحتى مناصب هامة في الأمم المتحدة ، فنائبة السيد كوفي عنان لشؤون التنمية في الأقطار العربية هي السيدة أمة العلم السوسوة ،وممثلة منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في سوريا هي الدكتورة اليمنية سلوى مبارك وهناك وزيرتان في الحكومة الحالية والمنسقة الإقليمية للمحكمة الجنائية الدولية وهي السيدة اليمنية أمل الباشا وسفير اليمن في تركيا سيدة أيضاً ، كما تشارك المرأة اليمنية في الاتحادات والقطاعات والمنظمات و رئيسة الاتحاد النسائي العربي العام حالياً هي السيدة رمزية الإرياني ، ودور المرأة في الحياة السياسية اليمنية ليس جديداً ، فقد دخلت معترك الانتخابات في المجالس المحلية وصولا إلى مجالس النواب، واليوم هناك عدة نساء قد أعلن عن رغبتهن بالترشح لانتخابات الرئاسة اليمنية في أيلول المقبل وهذه حالة استثنائية متقدمة ، ومنذ آلاف السنين كانت المرأة اليمنية من أشهر النساء اللواتي حكمن بلادهن ، حتى ذكر القرآن الكريم ملكة سبأ( و يقال اسمها بلقيس )" التي أوتيت من كل شيء " وذكر التاريخ الملكة أروى بنت أحمد الصليحي، اليوم تنطلق المرأة اليمنية انطلاقتها الجبارة مع مراعاتها لكل ما هو ايجابي بالموروث و التقاليد و العادات .
* قدمت رسالة ماجستير تتناول المساجد في اليمن وحصرا مدينة تريم ،ما سبب اختيارك لهذه المدينة بالذات ولماذا لم تختاري مدينة سورية لذلك؟
**مدينة تريم تقع في وادي حضرموت في جنوب شرق اليمن، وهي مشهورة بالعدد الهائل من المساجد فيها رغم صغر المدينة التي طالما عرفت بأنها مدينة علم ودين عبر السنين، وهي مبنية بشكل كامل من الطين النيئ ولذا تعد أحد روائع البناء الطيني الحضرمي وقد تأثرت بهذا الوادي وأهله منذ عام 1996 في زيارتي الأولى له وكما يقول الشيخ محي الدين بن عرب : "إن للأمكنة في القلوب اللطيفة تأثيرا "، وقدمت رسالتي الدبلوم والماجستير حول مدن في وادي حضرموت ،لماذا؟ لأن العمارة اليمنية عموما هي عمارة متقنة وعبقرية ، فقد وصلت الأبنية في حضرموت إلى ارتفاع عشرة طوابق من الطين النيئ ومنذ مئات السنين قبل ناطحات السحاب البيتونية في الغرب، والأهم أننا أمام حالة نادرة لعمارة عربية تقليدية مازالت حيه ،و مازال الناس حتى اليوم يستخدمونها ويبنونها بذات الطريقة وبذات الأساليب وهذا هام جدا في وقت بدأت تنقرض فيه عمارتنا العربية في كثير من المدن العريقة كدمشق القديمة و القاهرة و غيرها وحلت محلها عمارة مستوردة بعيدة عن حضارتنا وبعيدة عن تقاليدنا ومفاهيمنا وتورثنا شعورا ضمنيا بالغربة وتفكك عرانا ، وقد استشهدت مرارا بقول شيخ المعماريين حسن فتحي رحمه الله : "أن الغربة في البيت أبشع أنواع الغربة".
ولذا فانا حين ادرس مدينة عربية كتريم مازالت محافظة على هويتها، فأنا ادرس من خلالها كل مدينة عربية في سورية وباقي أنحاء الوطن العربي لأنني ابحث في الهوية العربية بشكل عام وأهمية المحافظة على أصالتنا مع الاعتراف بأهمية المعاصرة ولكن ضمن الأطر الصحيحة وبالحدود العقلانية.
وأود أن أخبرك هنا أنني قدمت رسالتي البكالوريوس عن مدينتي الأم مدينة اللاذقية وان كل هذه الدراسات سواء عن اللاذقية أو عن تريم أو عن أي مدينة في الوطن العربي وكل دراساتي ودراسات غيري حول أي مدينة عربية ستساهم في دراسة بقية المدن العربية وتطوير أوضاعها .
*ما هي الجوانب التي تهتمين بها الآن وهل للطفل والمرأة ومشكلات الشباب حصة على جدول الأعمال التي تقومين بها ؟
**اهتماماتي متنوعة، تبدأ من اختصاصي الأصلي وهو الهندسة والعمارة والتصميم من خلال إكمالي حالياً لدراسات الدكتوراه و من خلال عملي في مكتبي كمهندسة معمارية ، وتمتد إلى التراث من خلال عملي كرئيسة مركز تريم للعمارة والتراث والذي افتتحته حديثا في دمشق ، و سيصدر المركز مجلة خاصة تعني بقضايا التراث ،كما سيصدر قريباً كتابي حول العمارة التقليدية في اليمن و الذي عملت عليه خلال السنوات الماضية،وتأتي أيضا ضمن اهتماماتي قضايا المرأة والطفولة والبيئة والعلاقات مع مؤسسات المجتمع المدني ضمن عملي كرئيسة وحدة التنمية البشرية في المركز العربي للدراسات الإستراتيجية الذي أسسه الرئيس علي ناصر عام 1995 واحتضنته سوريا ثم تم تأسيس فروع له في كل من اليمن والإمارات ومصر . ومن خلال هذا العمل قمنا بمجموعة كبيرة من النشاطات في المواضيع التي أشرت إليها كإقامة الندوات ( ومنها ندوة المرأة الخليجية وسوق العمل ) التي عقدت في الإمارات وبعض الدورات التدريبية ( كدورات التطوير الإداري والبناء المؤسسي ) التي عقدت بالتعاون مع لجنة المتابعة لمؤتمر التنظيمات الأهلية وبدعم من الأمير طلال بن عبد العزيز، وقد أصدرنا مجموعة من الدراسات واصدر المركز أخيرا دراسة عن وضع المرأة في البرلمان السوري ، إضافة إلى النشاطات السابقة أحب القراءة في مجالات كثيرة و خاصة العلمية منها كعلم النفس و الوراثة و الفضاء و الروح وما وراء الطبيعة، إضافة إلى بعض القراءات المتنوعة حول السياسة والطب والشعر وغيرها ، مما يسمح لي أن اكتب بعض المقالات عن العمارة التقليدية أو انطباعات شخصية عن أمور عامة ، ناهيك عن دوري الأساسي ضمن الأسرة والعائلة.
*المكانة الاجتماعية التي تتمتعين بها كزوجة لرئيس علي ناصر محمد ربما يفرض عليك الابتعاد عن العمل وهمومه ومشاكله ما الذي يدفعك بهذا الاتجاه وما هي الأهداف التي تريدين تحقيقها؟
** أن ترتبط حياتك برجل ذو ثقل ووزن سياسي وطني و قومي كبيرين فهذه مسؤولية عظيمة، وفي الحقيقة أن مكانتي تفرض علي واجبات ومسؤوليات كبيرة إضافة إلى كل ما ذكرته لك عن مشاغلي واهتماماتي ، ولا أخفيك بأنها عملية ليست سهلة أن تبقى ممسكاً بكل الخيوط وان تصر على أن تبقى في حالة تلقي وتعلم وتطور وسط الكم الهائل من المسؤوليات والضغوط و التي تشعرني أحيانا أنها أكبر من طاقتي كإنسان ، لكن والحمد لله يأتيني الدعم من الطاقة الكامنة في داخلي لتحسم الخيار بأن نكون أو لا نكون . إذ بدون الطموح و الرغبة الدائمة في التطور نموت ونحن أحياء وطالما أن لدينا قدرات فحرام أن لا نستثمرها للمشاركة في بناء الذات والمجتمع،و طبعاً أؤكد على أهمية الدعم الكبير الذي أتلقاه من زوجي ، ولم أكن لاستطيع تجسيد هذا المفهوم إلا ضمن دعمه الكامل لي و إيمانه بدور المرأة و أهمية العمل ، و بالمناسبة هو نفسه يعمل و يقرأ و يكتب بشكل لا يدع لديه دقيقة فراغ واحدة.
وطالما أنا راضية عن أدائي لواجباتي تجاه المسؤوليات الخاصة المترتبة على زواجي برجل خاص ، فأنا أجد انه من الطبيعي محاولة إعطاء كل ما أستطيع ضمن المجالات الأخرى التي يمكنني الأداء فيها ضمن الفترة القصيرة التي يتيحها لنا الزمن من الوجود ضمن هذا العالم.
*رأيك بالمرأة التي دخلت المعترك السياسي هل حققت ما لم يحققه الرجل وهل لديك رغبة بدخول هذا المعترك ؟
**أنا لا أنظر إلى الموضوع بهذا الأسلوب، أنا أولاً اعتقد أننا كلنا نشارك بالحياة السياسية بطريقة أو أخرى كل من موقعه وكل بطريقته ، والمرأة العربية بهذا المعنى كانت دائما ضمن المعترك السياسي سواء بشكل مباشر أو غير مباشر .وبحكم الظروف فالكل في منطقتنا العربية يتعاطى السياسة .
أما إذا كنت تقصد في سؤالك تحديدا دخولها الانتخابات وترشيحها للمواقع القيادية الرسمية وتزايد تبوء المرأة في العالم لمقاعد رئاسة الوزراء و رئاسة الدولة، فأنا أراه أمرا طبيعيا ويدل على أن الكفاءة والمقدرة هما المعيار الأساسي للنجاح وتبوء المواقع القيادية وليس قائم على التمييز كأنثى أو ذكر . وهذه دلالة صحية، ولا يمكن أن يتطور أي مجتمع وهو يصنف أفراده ويرتب أماكنهم على خارطته على أساس البيولوجيا ، يجب أن يكون الفكر والعقل والقدرات هي المعيار الأساسي ، أما عن 1لمعترك السياسي بالمعنى الأخير فلا أعتقد أن ي قد أفكر يوما بذلك ، وتضيف مبتسمة : يكفي أن تعيش قرب سياسي كبير لتعرف مدى صعوبات هذا العمل وينالك قسطك منها.
*الحياة بشكل عام والعلاقات الاجتماعية والعمل كلها بيئات تكسب الإنسان معارف جديدة وخبرات ماذا قدمت لك علاقتك بالرئيس علي ناصر محمد في هذه الحياة وما هي الخبرة التي اكتسبتها من هذه العلاقة؟
**بحكم شخصيته الاستثنائية ووضعه المميز وحبه للعلم والفكر ورؤيته الكبيرة للأشياء تعلمت الكثير بجانبه ،وصحيح أنني طالما كنت متفوقة بدراستي، ولكن دعمه وشخصيته وإنسانيته كان لهما دور كبير في إكمال دراستي ووصولي إلى الدكتوراه والأعمال الكثيرة التي أنجزتها ،واشعر وأنني والحمد لله محظوظة أن أعيش في كنف هذا العملاق الذي يجب أن تطول كل يوم لكي تسير قربه عن جدارة.
لقد تعامل الرئيس مع دراستي الصعبة التي استغرقت سنوات طوال بكثير من الصبر والتفهم والتشجيع والدعم ، وهو كقائد سياسي يعرف أهمية عمل المرأة وتعليمها وانعكاسه على تقدم الوطن وتربية الأجيال، أبو جمال مدرسة للسياسة والصبر والتفهم والحكمة وخبرته طويلة في التعامل مع الناس والأحداث وقدرته هائلة على الإبقاء دائماً على خيوطه وعلاقاته، ولذا فقد صقلت شخصيتي مما تعلمته منه ،ولاسيما النظر إلى الأمور من زوايا مختلفة أكثر اتساعاً و الصبر والترفع عن التفاصيل الشخصية عند اللزوم، و بما أنه صديقي الحميم فأنا أستشيره في كل كبيرة وصغيرة وهذا ما لعب دوراً أساسياً في أي نجاح حققته.
* ماذا تنصحين المرأة العربية عموماً والسورية خصوصا كونك ابنة سورية الوفية في ظل الظروف والمتغيرات وماذا تتمنين لها؟
**أن تتسلح بالوعي و تحافظ على المكاسب ، والمزيد من الاطلاع على القوانين فهناك جهل بكثير منها والإصرار على التفسير الدقيق للشريعة ، وتصحيح بعض المفاهيم فالمرأة في بعض مجتمعاتنا تعاني من كثير من المفاهيم والعادات التي تعاملها على أنها كائن غير مؤهل بشكل كاف في مختلف مجالات الحياة، ومع أن المرأة تقدم تضحيات لا حدود لها، إلا أن جوهر حقها في الحياة أي مساواتها كانسان بالرجل مازال أسير بعض قوانين الأحوال الشخصية وبعض الدساتير والأعراف.
من المهم أن تحافظ على هويتها وملامحها الأساسية مع الاستفادة من المعطيات الايجابية للعولمة، وأهم شيء أن تحافظ على التوازن بين العمل والبيت ، لأنها يجب أن لا تنسى أن المرأة بالنهاية هي الأم التي تصنع الخلية الصالحة للمجتمع وان استقلاليتها لا يعني انسلاخها عن دورها الأساسي ،و طبعاً أحب للأنثى أن تبقى أنثى في أمور كثيرة فهي ميزة حباها بها الله عن الرجل.
*كل من عرفك أدرك الأثر الذي تركته البيئة اليمنية فيك، إلى أي مدى وصل ذلك التأثي؟
**أجل تأثرت كثيراً باليمن، ودعيني أخبرك ما تعرفين، أنه عندما نحب إنسان نحب كل ما يتعلق به وهذه كان بدايتي مع اليمن.. في البداية كنت منقادة إلى هذا البلد لأنه بلد زوجي، ولكن فيما بعد أصبحت حالة عشق غريبة، أحببت كل ما في اليمن تراثه.. حضارته.. ومناخه.. وجباله.. وصحراءه.. والناس اليمنيون شعب في غاية الطيبة والنقاء، وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم "لقد جاءكم أهل اليمن وهم أرق قلوباً وألين أفئدة، الإيمان يمان والحكمة يمانية" ناهيك عن أن اليمن يشكل حالة معمارية خاصة، إذ أنه حافظ على تراثه وبساطة أهله ونقائهم وجماله الأصلي رغم مرور الزمن، وتلمسين نبضه في كل ما فيه، فهو التراث العربي الأصيل الذي ما زال حياً.
وانعكس اهتمامي باليمن على كل شيء في حياتي، على طعامنا فجزء منه طعام يمني، على لباسنا إذ إنني أحب كثيرا لبس الدرع اليمني في المنزل، وربما يلاحظ البعض اختلاط بعض الألفاظ اليمنية في حديثي، أحب الغناء اليمني وأحفظه، وطبعاً بشكل خاص انعكس اهتمامي باليمن على دراستي وتخصصي في هندسة العمارة التقليدية اليمنية،ركزت في دراساتي بشكل خاص على عمارته المميزة، فاليمن كما يقولون " بلد منقوش على الحجر كل ما فيه منحوت ومصاغ بشكل جميل، فاليمني لديه حس هائل بالجمال وينعكس ذلك على كل ما ترينه في اليمن العمارة – اللباس– الفضة المنقوشة، هؤلاء المعماريون الذين بنوا بالفطرة وبدون أي دراسة، استطاعوا أن ينتجوا هذه اللوحات الجميلة فوق المباني وفوق المشغولات اليدوية بشكل رائع ومتوازن، كل هذا يجبرك أن تشعري بالإعجاب والتقدير نحو هذه الحضارة العظيمة.
*نلاحظ تمسكك بالتراث العربي وتتعمدين إبراز الحضارة العربية بشكل تقني كبير ؟ما هي أسبابك لذلك الاختيار؟
**أجل أحب التراث كثيراً وأصر على أهمية الهوية والجذور لأنها الحاضر والمستقبل، وهذا ينطبق على كل شيء من البشر إلى الحجر مروراً بالفنون وسائر نواحي الحياة، ولدي حالة حنين دائمة إلى كل ما هو أصيل وحقيقي في تراثنا أحب الأغاني القديمة، الأفلام القديمة، أستمتع بجمع الأغاني المتناقلة شفوياً من التراث القديم كتراث اللاذقية مثلاً، أعمل على جمع بعض تقاليد البناء المتناقلة أو أهازيج البناءين ومصطلحات البناء خاصة على لسان بنائي حضرموت في اليمن، لذلك تخصصت في العمارة اليمنية التقليدية.
يجب أن لا ننسى دائماً أن التراث هو خبرة آلاف السنين وعصارة تجارب ملايين الناس، وإن البيت الشامي مثلاً الذي يعتبر أحد روائع المعمار وصل إلى تصميمه الحالي بعد أن أخذ أجدادنا بعين الاعتبار التقاليد والمناخ والبيئة والحاجات وأنه لبى كل ذلك.
ينبغي أن يكون التراث هو نقطة الانطلاق نحو الجمال والإبداع لا أن يكون قيد يكبلنا أو قانون صارم لا يمكن اختراقه .أنا لا أتحدث عن التقيد الأعمى بالقديم، وليس كل قديم تراث، بل أتكلم عن فهم التراث بعمق واستنباط العبر والدروس منه واستخدام ما يتلاءم منه مع العصر أو تطويره بما يتناسب مع العصر، أي الأصالة والمعاصرة، فالتعامل مع التراث يحتاج إلى ذكاء و دراية ووعي وثقافة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.