سبعون شابا وشابة تنبثق من أناملهم قيثارة حب لهذا الوطن ينسجون في بساط الشوق أحلاماً تنتشي بالحرف تجاوزوا المعاذير والمحاذير والمنحنيات وجابوا محافظات عدن , ذمار , حجة . صنعاء ليحطوا الرحال في العاصمة صنعاء لم يكلوا ولم يملوا رغم جفاء المجلس المحلي للمحافظة التي تعتبر عاصمة للثقافة اليمنية -على سبيل المجاز !! إنها القافلة الشبابية الثقافية الفنية التي تنظمها مؤسسة الشباب للثقافة والفنون و قدمت عروضها لسيمفونية (عشاق النهار) في العديد من المحافظات وأقامت الصباحيات الشعرية المرافقة. “شباب الجمهورية” التقت ببعض أفراد القافلة،لتتعرف على مدى تحقيق أهدافها،إلى جانب انطباعات الشباب المشارك فيها. توليفة وطنية كانت البداية مع الأخ المخرج احمد قائد شجاع الدين الذي قال عن العمل الفني: السيمفونية عبارة عن توليفة شعرية لشعراء اليمن الكبار الذين تغنوا باليمن الأرض والإنسان،ووحدته وهي عبارة عن صورة تمهيدية تشكل من مرحلتين : المرحلة الأولى: سرد تاريخي لليمن الواحد وتضحيات العمالقة الذي شكلوا بدمائهم وأفكارهم حضارة الإنسان اليمني ووحدته . المرحلة الثانية : يتغنى بها عبد الله عبد الوهاب نعمان (لفضول ) , والمحضار باليمن وليتعرف الإنسان اليمني والعربي على التضحيات التي قدمت للوصول إلى ما وصلنا إليه وهي بمثابة رسائل لها أهدافها الداخلية والخارجية ورد كامل على أولئك الخفافيش الذين يعملون بالظلام لعرقلة مسيرة اليمن ووحدته وتربية وطنية لكل شاب يمني وبهذا تم عمل سيناريو كامل لخمسين شاب وشابة يتقاذفون بهذه الكلمات بين الأغنية والأنشودة والقسم الوحدوي والمهجل الزراعي والإيقاع الساحلي . عدم تجاوب المحافظة عن الصعوبات قال المخرج شجاع الدين : أهم الصعوبات التي واجهتنا عدم تعاون المجلس المحلي والتسويف والمماطلة وعدم الجدية وعدم تدشين الفعالية من قبل قيادة المحافظة . حب الوطن الأخ أحمد شرف ممثل أحب وطنه وأراد أن يزرع هذا الحب في قلوب الآخرين عن طريق خشبة المسرح قال: سيمفونية عشاق النهار من الأعمال الوطنية التي لا تقل أهمية عن الأعمال الأخرى وأعتبرها من أجمل الأعمال التي قدمت على خشبة المسرح لأنها وليدة أفكار عمالقة الشعر اليمني الذين جعلوا الوطن وحب الوطن نصب أعينهم فتغنوا بها وعملوا على زرع هذا الحب في قلوب الآخرين عن طريق إبداعاتهم الفكرية والأدبية مهما اختلفت وجهات النظر إلا أنهم التقوا في خندق واحد وتحت راية واحدة وهي الولاء للوطن وقد كان للأستاذ أحمد شجاع الدين دور كبير في إنجاح هذا العمل، ويضيف : فهمت من خلال سيمفونية عشاق النهار معنى الوطن وكيفية الولاء له ومهما اختلفت أوجه النظر إلا انه يجمعنا في الأخير عمل واحد وهدف واحد وهو كيف نغرس في نفوس الآخرين حب الوطن وكيف نحافظ عليه كما أضافت إلى مفهومي العديد من المصطلحات كمعنى الحب - الولاء للوطن , العمل الجماعي النظام , الانضباط حب الآخرين واحترامهم مهما اختلفت آراؤهم . اللامبالاة وعن أهم المعوقات التي واجهت القافلة يقول: انعدام المسؤولية واللامبالاة من قبل بعض المسئولين ولا أقول جميعهم وذلك بعدم دعم مثل هذه الأعمال التي تخدم الوطن في الوقت الذي يقدمون الدعم كله في أعمال ترفيهية لا تخدم القضية الوطنية من قريب أو بعيد وقد كان التفاعل الجماهيري جاداً في مختلف الأوساط المختلفة . تاج النهار عواطف الباروتي ممثلة تحمل حب الوطن في كلماتها وتعرض الموروث الشعبي الأصيل وتشارك في أداء أنشودة “تاج النهار” للشاعر عبد الفتاح إسماعيل قالت : لقد أضافت هذه المشاركة معالم جديدة إلى أذهاننا تعرفنا فيها على أجزاء من وطننا تركنا في كل بقعة أثراً وتركت فينا آثاراً .. تعلمنا معنى حب الوطن فعلا لا قولا .وقد كان الاستقبال أكثر من رائع خاصة في محافظة ذمار،أما عن المعوقات فتقول المعوقات تكاد تكون صغيرة أمام هذا العمل الكبير والرائع منها عدم وجود قاعة مغلقة فكانت عروضنا في ساحات العروض والاستادات الرياضية وعدم الالتزام بخطة البرنامج المعدة سابقا . معالم تاريخية الفنان والممثل الكوميدي الرائع محمد حسان فيقول: أقوم في العمل المسرحي بدورين للإنسان العادي وقد تعرفت خلال هذه المشاركة على بعض المحافظات والمعالم التاريخية والمناظر السياحية الخلابة والرائعة وعن المعوقات “محافظة تعز الراعي الأول للقافلة لم تلتزم بما وعدت به من حصتها . وقد حظينا أثناء الاستقبال بالحب والاحترام في كل المحافظات التي نزلنا فيها . الاهتمام بالمواهب أما بشرى الوليدي -شاعرة وممثلة- فتقول : لقد جاءت مشاركتنا في الوقت الذي كنا فيه بأمس الحاجة إلى من يهتم بمواهبنا ويبرزها من خلال المحافل والفعاليات التي قامت بها القافلة في المحافظات لكن الأبرز والأهم أن القافلة منحتني فرصة عظيمة في التعرف على وطني اليمن الذي يتميز بموروث تاريخي وثقافي يجعله متميزا بحق عن جميع دول العالم .إضافة إلى الطبيعة الخلابة التي تأسر القلوب والألباب وكأنها محمية طبيعية ويكفي أن القافلة ممثلة بقائدها الأخ احمد قائد تجمع تحت سقفها الكثير من مبدعين ومبدعات تعز و قد استطاعت أن تضيف الجديد والمفيد إلى حياتهم وقد تفاوت الاستقبال من محافظة إلى أخرى تبعا لظروف وصول القافلة وأشكر الجميع وخاصة محافظة ذمار على المستويين الرسمي والشعبي وكان التفاعل الجماهيري كبيراً في شتى المحافظات. معوقات كثيرة وعن المعوقات قالت الوليدي : المعوقات كثيرة لكن في ظل عمل وتفاني أعضاء المؤسسة استطعنا التغلب عليها وبلورتها والحد من نتائجها لنكمل المسيرة التي انطلقت من تعز كما كنت أود أن نلتقي بأدباء وكتاب كل محافظة حتى نتبادل الآراء ونتعرف عن كثب على موروث كل محافظة كما كنت أطمح أن توفر لنا كل محافظة دليلاً سياحياً حتى تكتمل معرفتنا بها . العودة إلى ماضينا التاريخي من جانبها تقول أفراح الحميري (شاعرة وممثله) :” لقد أضافت هذه القافلة إلى رصيدي الكثير من المعارف حيث تعرفنا على معالم وطننا الجميل بمختلف تضاريسه الساحلية والجبلية واجبنا في تاريخنا القديم أن نستقرىء حضارتنا التليدة وتاريخنا العظيم وقد تركت هذه القافلة في نفوسنا عظيم الأثر وكانت غاية في الروعة والمتعة وكان الاستقبال متفاوتاً من محافظة إلى أخرى خاصة ذمار التي وصلنا إليها في منتصف الليل وكان في استقبالنا وكيل المحافظة وطلاب المخيمات الصيفية بالأهازيج والزوامل الأمر الذي يجعلنا نرفع إليهم عظيم الشكر والتقدير إضافة إلى التفاعل الجماهيري الذي جعل نفوسنا تسمو سعادة وبهاء . تعميق روح الولاء أما وليد الزمر – ممثل- قال: “أضافت القافلة إلى معارفي الكثير والكثير وقد تمتعنا بكلمات كبار شعراء اليمن الذين يتغنون بحب الوطن المعطاء والتمسك بالوحدة المباركة وقد اطلعنا على الكثير من المعالم السياحية وعمقت روح التعاون والإخاء بيننا ولم يكن هنا من المعوقات سوى تعب التنقلات والمسافات الطويلة و إصابة البعض من الزملاء بالمرض . وأضاف لقد كانت الجماهير متفاعلة جدا خاصة أثناء العرض وبعده وهذا شجعنا في الاستمرار بحماس . الراعية نسيم محمد العواضي ممثلة تقوم بدور راعية تهوى وتعشق الأرض وتتغنى بكلمات الشاعر سعيد الشيباني بالزي الصبري تقول : القافلة أضافت إلى ذاكرتي وفكري حب وتعميق الوطن ووحدته وكذلك تعرفنا على شعراء تغنوا وتغزلوا بكلمات كانت كلها تقصد حبيبة واحدة هي اليمن وأضافت: يكفيني أن القافلة استطاعت أن تضم تحت سقفها سبعين شابا وشابة يجمعهم هدف واحد انطلقوا وكلهم أمل بأن يكونوا قدوة لأقرانهم من شباب اليمن وذهبوا وهم يحملون شعلة الحب والولاء للوطن وقد كان الاستقبال رائعا بكل المقاييس الأمر الذي جعلنا نشعر بالحماس ورفع من معنوياتنا وعن المعوقات تقول : لا يوجد هناك معوقات جديرة بالذكر لأننا كنا نحمل عملاً عظيماً لمخرج كبير لذلك كنا نتجاوز كل المعوقات . السياحة الداخلية تتفق معها نائلة مجلي- شاعرة وممثلة - مضيفةً :”لقد أضافت هذه القافلة إلى معارفي الكثير من خلال التدرب على فن الإلقاء والتعرف على المناظر السياحية التي تتميز بها بلادنا خاصة ذمار وحجة وفكرة القافلة تعطي انطباعا رائعا لأنها تشجع على السياحة الداخلية ولم يكن الاستقبال كما كنت أتوقع ،أما عن الصعوبات فتقول كانت المعوقات قليلة منها تردد الصوت في حجة والاختيار الخاطئ للقاعة. أما سمية الشامي - فنانة تشكيلية - تقول : لقد أضافت القافلة إلى معارفي الكثير فبمرورنا بالمناطق المختلفة تعرفنا على معالم متباينة التفاصيل أحسست من خلالها أن اليمن تمتلك تاريخاً عريقاً وطبيعة خلابة كما وسعت هذه القافلة من مداركي وفهمي للأشياء وللآخرين. وتضيف : القافلة فكرة رائعة أرجو أن تمتد وتتطور فقد جمعت بين أكثر من جانب لتعميق روح الولاء الوطني وعبرت عنه بطريقة فنية راقية وقد تفاوت الاستقبال فالبعض استقبلنا بحفاوة لا متناهية وعكس في أذهاننا صورة رائعة خاصة محافظة ذمار وقد تفاعل معنا الجمهور تفاعلا كبيرا . لقد تخطت هذه القافلة كثيراً من الصعوبات لتجوب اليمن كله،مقدمة وجبة من الموروث الشعبي والإنساني،الذي هدفوا من خلاله إلى تعميق الولاء الوطني لدى شباب اليمن.. القافلة التي تنضح إبداعاً وألقاً،حظيت بالكثير من التفاعل الجماهيري وهذا يكفي برأيي،كونها موجهةً للجماهير..حيث كانت أغلب عروضها المسرحية مفتوحة بمعنى أنها على منصات متنقلة “مسرح شارع”..وهذا ما أكسبها شرعية الاستمرارية..والتكرار كما نتمنى.