المبعوث الأمريكي جورج ميتشل الذي سمي ذات وقت بمهندس حل الأزمات في أكثر من مكان.. جاء هذه المرة إلى المنطقة مفتتحاً جولته القصيرة المحدودة بمقابلة رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو متوخياً استيعاب نتنياهو لمضاعفات السياسة التي يتبعها وطاقمه المتطرف على مستوى العالم.. فإذا به يسمع من نتنياهو وعبر وزارة الإسكان والداخلية أن ألفاً وستمائة وحدة استيطانية جديدة سيتم بناؤها أو الانتهاء من العمل الجاري فيها بعد أسابيع، فأوعز ميتشل إلى من ينقل عنه المعارضة الصريحة لهذا الإجراء لأنه كما قال يقوض الثقة لدى الفلسطينيين ويزج بهم في موقف الرفض لاستئناف المفاوضات غير المباشرة في القريب العاجل.. ثم ما لبثنا أن سمعنا خبراً يفسر ما حدث على أنه لايخالف المساعي ولا يضر بعملية التجميد المؤقت للاستيطان وبينما كان يغادر إسرائيل إلى رام الله أعلنت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن خمسين ألف وحدة سكنية أقرت منذ فترة كي تشيّد في أحياء القدس القديمة وكل جزء منها موجود فيه وزارة من الوزارات المكلفة بتنفيذ المشروع فبدا ميت شل وكأنه أهين بصورة متعمدة تحت سقف جامعة تل أبيب حيث كان يلقي فيها محاضرة قال فيها أولاً انه لايوجد صديق للولايات المتحدة من إسرائيل وانه مهما طال الزمن سيجلس الإسرائيليون والفلسطينيون ويقبل الفلسطينيون بالأمر الواقع الذي يوشك أن يكتمل وهو الاستيلاء على القدس القديمة والمسجد الأقصى.. لقي ميتشل او ميت شيل اعتذاراً من نتنياهو ففرح به كمن حصل على عفوٍ من سيده الذي تعود ضربه ضرباً مبرحاً لأنه لايوجد من ينقذه من بطشه وهو بذلك يعكس حالة أمريكا النظام بأضلاعه الرئيسية التي لم يكن رد فعله أكثر من تصريح يقول إن الولاياتالمتحدة تعترض على بناء المستوطنة الجديدة وليس على صدور القرار بالتزامن مع زيارته لإسرائيل. وأما السلطة الفلسطينية فقد أعلنت عدم العودة للمفاوضات غير المباشرة إلا بوقف الاستيطان رقفاً شاملاً فطلبت الإدارة الأمريكية العودة إليها فوراً ,ويقال إن بعض الدول العربية قد أبلغت واشنطن تخليها عن القرار الذي أصدره وزراء خارجيتها الأسبوع الأول باعتبار المبادرة العربية عام 2004م مازالت قائمة من أجل استئناف الحوار وبحسب طلب الولاياتالمتحدة ومن بينها السلطة الفلسطينية وكان الجواب على القرار العربي هو إعلان بناء 1600 وحدة سكنية وأعقبه بعد أيام وفي صحيفة هآرتس إعلان عن مشروع بناء خمسين ألف وحدة استيطانية بالقدس الشريف وفي الضفة الغربية.