التعليم عامل مهم ورئيسي لغرس الديمقراطية والسلوك الديمقراطي السوي في حس الشباب ووجدانهم بحيث تصبح الديمقراطية فلسفة حياتهم أو أسلوبهم وإحدى معالم الوعي الجماهيري الشعبي. لهذا فمهمة المؤسسات التربوية والتعليمية تنمية وعي الأجيال الصاعدة من شبابنا وطلابنا على الحياة الديمقراطية نهجاً وسلوكاً وممارسة لتمثل البرنامج الثقافي والتوعوي مؤسسات المجتمع المدني والنقابات والمرأة والاتحادات المهنية ومؤسسات الصحافة والإعلام والثقافة الجماهيرية. فخيار الديمقراطية مسألة في حد ذاتها تربوية فلسفية وهدف من أهداف التربية والتعليم ومؤسساتها المختلفة بهدف ربط الديمقراطية بالمثل والقيم الأخلاقية كأساس للسلوك الديمقراطي وهي الحاجة الماسة المصاحبة لتنمية وغرس الفضائل والقيم والتراث الوطني بيد أن الحقيقة التي لا يمكن الجدال حولها أو المزايدة عليها أن الديمقراطية الحديثة إنما هي في واقع الحال تنصب في مصلحة الجماهير الشعبية وحماية حقوق الإنسان وكرامته .. ولعل تجربتنا في انتهاج الديمقراطية في بلادنا الجمهورية اليمنية مثلت قمة الاشراقات الديمقراطية الناضجة والواعية نحو مزيد من العطاء والعمل والانتاج وتنمية مشاعر الانتماء الوطني وغرس قيم العروبة والوطنية والإسلام. إننا في سبيل ترسيخ دعائم الديمقراطية الحقيقية نواجه في المرحلة الراهنة كثيراً من التحديات والصعوبات والتهديدات وأشكال الفتن والإرهاب والانقسام والأخطار المحدقة والمحيقة بالتجربة الديمقراطية والخيار الوحدوي إضافة إلى حركة العولمة الكاسحة والانفتاح الاقتصادي والأزمة الاقتصادية المالية العالمية. فالديمقراطية ملمح فكري وسياسي وأحد تطلعات شعوبنا العربية والإسلامية وهو الطموح للدخول إلى عام تسوده عوامل الاستقرار والمساواة والعدالة الاجتماعية وحرية التعبير والتعددية السياسية وصيانة حرية الصحافة وتدعيم التعليم ومخرجاته ومراكز البحث العلمي وهذا مرهون بصورة ديناميكية بدور الشباب والخبرات العلمية والاقتصادية للنهوض الشامل بخطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية ومحاربة الفساد والرفع من منظومة الأداء العام الإداري والخدمات وتوطيد العلاقة مع الجماهير العربية والعمل نحو مزيد من الاصلاحات والتغيير في مسارات العملية الاقتصادية والتربوية وبسط الشكل النموذجي للديمقراطية، ومن هنا يمكن نصل إلى فهم عميق لخيار الديمقراطية وربطها بصورة دياليكتكتية بالناس والجماهير كأداة واعية وداعمة للحياة الديمقراكطية بأشكالها الفكرية والثقافية والتعددية وأنظمتها الجديدة التشريعية والتنفيذية والقضائية والشوروية .. لشكل أرقى من أشكال الديمقراطية شريطة أن يظل السلوك طريق التعليم الجيد هي الفلسفة العصرية ومبادئ الإسلام في نفوس النشء الجديد على مستوى عالمنا العربي والإسلامي في الإصلاح الحقيقي والذاتي والمطلوب.