إن الديمقراطية مسألة تربوية في المقام الأول ولابد لها أن تكون هدفاً من أهداف مؤسساتنا التربوية، ومن الأهمية بمكان ربط الديمقراطية بالقيم والمثل الاخلاقية وقلت إن الأخلاق هي الأساس القوي للسلوك الديمقراطي ونحن في أمس الحاجة لها بهدف تنمية الفضائل والقيم والمشاعر والمثل والمعايير والقواعد الأخلاقية.. ومن هنا فإن المهمة المحورية تكمن في ضرورة تعريف الشخصية العربية الفاعلة والمتكاملة والفاضحة والواعية والوطنية القادرة على العمل والانتاج والعطاء وتنمية مشاعر الانتماء العربي والإسلامي والوطني وغرس قيم العروبة والإسلام في نفوس النشء الجديد.. ومهما كانت تطلعات شعوبنا العربية إلى الديمقراطية فإننا نرفض فكرة الديمقراطية التي يعرضها الغرب علينا عبر مشروعه الكبير وذلك أنه لايرغب مخلصاً في بسط الديمقراطية في بلداننا ولايسعى مخلصاً لحماية حقوق الإنسان وإنما هو يستعمل هذه الشعارات لممارسة الضغط على الحكومات العربية لاخضاعها وابتزازها عن طريق دعوته المطالبة بالديمقراطية وليس هذا إلا غطاء زائفاً ومكشوفاً لإيهام الشعوب المتطلعة للديمقراطية الحقيقية والنابعة من الداخل. وبالنظر ملياً إلى أوضاعنا العربية الراهنة نستشف أننا عن طريق العديد من الخطوات التجديدية الناجحة في مسار العملية التعليمية والتربوية تمكنا من غرس ونشر معوقات الديمقراطية والسلوك الديمقراطي في أوساط الشباب حتى تظل الديمقراطية هاجسها العام والفلسفة الحديثة بيد أن الحقيقة التي لايمكن انكارها أن الديمقراطية الحديثة ومن قبلها مبدأ الشورى والحوار مع الآخر مفردات رئيسية أسهمت في بسط الديمقراطية وتفعيل دور السلطات والمنظمات التشريعية والتنفيذية والقضائية وتنظيم عمل الأحزاب والمجتمع المدني والعمل البرلماني والشوروي وتحويل بنود حقوق الإنسان ومواد الدساتير وقواعد الحريات العامة إلى حقيقة على أرض واقعنا العربي، وهذا ليس بغريب ولا مستحيل فقد مثلت الجمهورية اليمنية النموذج الديمقراطي الأول على مستوى عالمنا العربي والإسلامي وإعلان الديمقراطية والتعددية السياسية وحرية الرأي والحوار مع الآخر انجازاً عربياً وديمقراطياً كما رافق ذلك حرية الصحافة على نطاق واسع وتدعيم التعليم الجيد وتحقيق مستويات دراسية بنسبة متميزة وشكلت التربية والتعليم مكان الريادة والقدوة والنموذج الشرعي الأول وتتحمل وزارة التربية والتعليم العبء الأكبر في العمل الحياة لنشر أفضليات الديمقراطية كشكل أرق في العملية التربوية وعلى مستوى المؤسسات التربوية ,حيث تسهم المدارس والجامعات عبر انشطتها الثقافية والفكرية والسياسية إلى الاهتمام والتركيز على الديمقراطية وتجلياتها وتعميق مقوماتها في أذهان الطلاب والشباب فكراً وفلسفة وعقيدة وقولاً وسلوكاً وذلك عبر العديد من الندوات الفكرية والسياسية وعبر البرنامج الإعلامي اليومي (الإذاعة المدرسية) وتدريب الطلاب والشباب على الدراسة الواعية للديمقراطية. والأهم من كل ذلك أن تسهم المكتبات المدرسية رفع قدرات الطلاب الفكرية لاسهام الطلاب في الحياة العامة والاسهام الفعال في رفد خطط التنمية ومواجهة المخاطر والتحديات والأزمات المالية والاقتصادية العالية.