لو أن كل خطيب جمعة ركّز خطبته على ظاهرة سيئة لأسهمت المساجد في القضاء على سلسلة طويلة من الظواهر التي تسيء إلى علاقة الناس ببعضهم وعلاقتهم مع وظائفهم وعلاقتهم ببلادهم.. فضلاً عما يمكن أن يحدث من التغيير في مظاهر السلوك الفوضوي الذي يخدش جماليات الذوق ويسيء إلى ما يجب أن نتحلى به كيمنيين. بالمناسبة اعتدت على استماع خطبتي الجمعة كل أسبوع في مسجد لما في ذلك من رفض للتمترس حول مذهب محدد والاستفادة من التنوع في القضايا وأساليب التعبير عن هذه القضايا. ولا تلفت نظري خطبة كتلك التي تدعو المصلين إلى الأخوة والمحبة واحترام الجار وتقدير الوظيفة كأمانة واحترام القانون والدعاء على الفاسد والظالم ومثير الفتنة ومشعل الحرائق. ومن الصدف الطيبة أن الخطيب الذي يلقي خطبته من الدور الأعلى للمسجد كان يتحدث عن خطأ تجاوز المتأخرين لرقاب المصلين أثناء ما كان أحدهم يمارس ذلك التخطي بصورة استفزت أحدهم فقام بحركة تتجاوز اللغو في قولك لصاحبك «انصت» والإمام يخطب. ثمة ساعة مباركة في كل جمعة يجتمع فيها معظم الناس في المسجد، ما أروع لو جرى استغلالها في التوعية الحقيقية التي ينعكس أثرها الإيجابي ولو بطريقة حبل المدى الذي يؤثر في الحجر.. ودامت منابر اليمن عامرة بالتوجيه والإرشاد الذي ينفع الناس.