نبات أحمد العماري – فنانة من مواليد عام 1955م في تعز.. وهي زوجة الفنان أحمد صالح الأبرش.. وهو من علّمها العزف على العود.. لكي لا تحتاج لمن يعزف لها إذا أرادت الغناء .. وبالفعل تعلّمت العزف على العود في وقت لم يكن فيه فنانون رجال يجيدون العزف .. وهذه برأيي ميزة اضافية لها تميزها عن زميلاتها من الفنانات كشقيقتها روضة أحمد وتقية الطويلة ومنى علي وغيرهن ممن تألقن في أداء الغناء الشعبي، وبمشوار غنائها الذي بدأته في عام 1964م استطاعت أن تكسر – مع عدد قليل من زميلاتها – قاعدة استئثار الفنانين الرجال بالفن كما اجتازت حاجز العادات والتقاليد التي كانت تعتبر دخول المرأة إلى ساحة الفن ضرباً من الجرأة النادرة لفتاة يمنية كان المجتمع يرى في دخولها ساحة الغناء نوعاً من العيب .. وفي حياتها الفنية واجهت عاصفة هوجاء من المصاعب والعراقيل التي صاحبتها كثيراً في مشوارها. في فترات زمنية مختلفة طافت أرجاءً مختلفة من مدنٍ وأرياف اليمن وغنت سواء كان ذلك في المناسبات الوطنية أم في حفلات الأعراس التي كانت تدعى للغناء فيها. ومع مرور كل هذه السنوات الطوال مازالت محتفظة بأناقتها ورشاقة عزفها على آلة العود، كما أنها تحتفظ بقدر كبير من الدعابة والمرح اللذين يدلان على شفافيتها وروحها الفنية الطاغية. لها أغانٍ كثيرة مسجلة في الإذاعات المحلية.. كما أنها في الأعراس تختار ما تراه مناسباً من أغاني الفنانين اليمنيين الكبار أمثال المرشدي ومحمد سعد عبدالله وأيوب وفيصل علوي مراعية في ذلك أذواق الناس على اختلافها. لم تقتصر مشاركاتها الفنية على التجوال في الداخل .. بل كانت لها مشاركات خارجية في الكويت والبحرين وفرنسا وجيبوتي وفي الخليج وتحديداً في السعودية سجلت أشرطة كاسيت لبعض أغانيها. هي كما قلنا : من رائدات الطرب الشعبي الذي خاضت غماره مع تقية الطويلية ومنى علي وروضة أحمد وغيرهن وقد فتحت باب العزف على العود ليبدو - مع مرور السنوات – وكأنه ضرورة من ضرورات الاستمرار وإثبات الذات ، ولذلك لجأت بعض الفنانات الشابات إلى العزف على العود كنوع من التباهي والاستعراض أكثر منه حرصاً على تقديم فن نموذجي وأصيل. نبات فنانة مؤرشفة وتحب النظام والترتيب وقد خصصت إحدى غرف منزلها وأودعتها بعض ما له علاقة بفنها وحياتها الخاصة. بقي أن نشير إلى أن والدها كان شاعراً ومتحضراً وهو من شجعها على الغناء في مستهل مشوارها الفني.. وكان زوجها الأول أحمد صالح الابرش الشخص الأبرز الذي تعلمت على يديه العزف على العود.. كما لا يمكن إغفال علاقتها الفنية بشقيقتها روضة أحمد. استطاعت ان توفّق بين فنها وأسرتها ولم يكن أحدهما على حساب الآخر وهي – وإن اعتزلت الغناء – إلا أن الفن مازال يجري في دمائها ومازالت تطمح أن يأتي وقت تلحن فيه لتغني لوحدة اليمن.. هذا الحدث الأبرز في حياة كل اليمنيين.