للأسف يدرك الكثيرون أن الصبر والحكمة والتحلي بالوفاء للأوطان يخلد اسم الفرد في أنصع صفحات التاريخ ولايمكن أن تمحى من ذاكرة شعوبهم. ولأن الأمر كذلك فإن البعض من أولئك الكثيرين يظل صابراً حتى يتوفاه الله سبحانه وتعالى وهو على إيمانه وتقديسه لدينه ووطنه ووفائه لمبادئه وقيمه دون أن تؤثر فيه مغريات الدنيا وزخرفها, وهؤلاء هم عظماء الأمة الذين يحق للأجيال أن تفاخر بنضالهم ووفائهم لمبادىء الثورة وأهدافها, ولكن البعض الآخر وهم قلة والحمدلله ينقسمون إلى قسمين لاثالث لهما، الأول لم يستطع الصبر على ظروف الحياة ومتغيراتها فأثر عليه سنه فانحرف عن مبادىء الثورة وعن ثوابت الوطن وتسرع في اتخاذ قرار الارتداد والنكوص والانحدار في هاوية الارتهان في اللحظات التاريخية الحاسمة من حياتهم, وبذلك مسح مجده وأثر سلباً على من بعده لأنهم سيشعرون بحالة من الحرج بعد الفخر. أما الصنف الثاني وهؤلاء دخلوا في صفوف الثورة أو الوحدة دون الإيمان المطلق بأهداف الثورة ومبادئها وعظمة الوحدة وعزة اليمن وشموخها, وإنما من اجل العمل التخريبي من داخل صفوف الثورة والوحدة, وهؤلاء هم أشد خطورة على الوحدة الوطنية لأن هؤلاء بحقدهم وكفرهم بالحياة ليس لهم من همّ سوى إشعال الفتن وإذكاء النيران بصب الزيت عليها, وأبرز مهامهم محاولة إجهاض الثورة والوحدة وممارسة الفساد في أجهزتها من أجل إسقاط النظام من الداخل, ولذلك ينبغي التعامل معهم بحذر وهم دون شك غير قادرين على إخفاء حقدهم فأفعالهم وأقوالهم تدل على نواياهم العدوانية وسقوطهم المريع. ولئن كانت هذه العناصر الحاقدة قدمت براهين عملية على حقدها على الوطن وأمنه واستقراره فإن الواجب الوطني والديني المقدس يحتم على الوطنيين الشرفاء المحافظين على الثورة وأهدافها والوحدة ومنجزاتها أن يتمتعوا بالمزيد من الصبر والحكمة في التعامل مع مثل هذه العناصر ولابأس من تذكير الشعب ببعض ممارساتهم ضد الوطن ليظل الشعب على دراية بنواياهم ولاينخدع بأكاذيبهم وزيفهم, وعلى أولئك الذين يظهرون مالايبطنون أن يدركوا بأن الشعب قد بات على درجة لابأس بها من الوعي فهل يحترم أولئك إرادة الشعب؟ نامل ذلك بإذن الله.