لا أبالغ مطلقاً إن قلت :إن من يحاول إعاقة الحوار فاقد لضميره ,غلبت عليه نفسه الشريرة الأمارة بالسوء ,وسيطر عليه الشيطان فخرج بفعله الشيطاني عن الجماعة وزين له شيطانه فعل السوء والمنكر ,ولايفعل ذلك عاقل حكيم من عقلاء وحكماء اليمن على الاطلاق ؛لأن عقلاء وحكماء اليمن لاسبيل للشيطان عليهم؛ لأنهم محصنون بالإيمان والحكمة ,ولذلك فإن محاولات من غلبت عليهم شقوتهم أو من باعوا ضمائرهم ووقعوا في مستنقع الارتهان الخارجي لن يضروا البلاد والعباد شيئا ,لأن كيدهم ضعيف ,وفعلهم خسيس , وصوتهم ناعق بالخراب لايقبله العقلاء والحكماء أولو العزم من الرجال. إن منطق العقل ومنبع الحكمة ومعدن الرجال كفيل بكشف حقيقة المتاجرين بقضايا الوطن الذين ضاقت عليهم الدنيا بما رحبت ,فلم يجدوا مصدراً للارتزاق غير المتاجرة بالوطن وأمنه واستقراره ووحدته ,مقابل مال مدنس لاتقبل به النفس السوية أو الإنسان الحر المنزه من ذل العبودية , وهؤلاء وأمثالهم أشباه الرجال يعرفهم الشعب حق المعرفة ولايقيم لهم وزناً ولايعيرهم اهتماماً ؛ لأنه قد ضاق بهم ذرعاً وأعطاهم الفرصة تلو الأخرى دون جدوى. ولئن كان العقلاء والحكماء قد فتحوا فرصة جديدة لأولئك المارقين الخارجين على الدستور والقانون من خلال الحوار لعل وعسى أن يعود المغرر بهم إلى جادة الصواب ,فإن عليهم القيام بمسئولياتهم وواجباتهم الدستورية والقانونية حيال التصرفات العدوانية على إرادة الأمة ,ولايجوز إخفاء الحقيقة أو التستر على من يصر على الإجرام والإرهاب والافساد في الأرض. إن واجب الحكماء والعقلاء كبير وعظيم وعليهم القيام به ؛وفاءً لله ثم الوطن والثورة والوحدة وتبرئة للذمة واحتراماً وتقديراً للإرادة الشعبية ,وذلك ما يأمله الشعب ممن تحلوا بالصبر والحكمة والتعقل من أجل الوصول إلى الحوار , وقد بات الشعب يرقب كل صغيرة وكبيرة في هذا الاتجاه وكل مايرجوه المواطن من أولئك هو الوصول إلى بر الأمان بالحوار الوطني وهو ما سنشهده خلال الأيام القليلة القادمة بإذن الله.