عندما سئل الأخ المحافظ حمود خالد الصوفي عن الاختلالات الأمنية في مدينة تعز كان رده صائباً عندما قال: إن تلك الاختلالات ليست محصورة على المحافظة بل على عموم محافظات الجمهورية وهي بحاجة إلى وقفة جادة ومسئولة لتعزيز الأمن والاستقرار والسكينة في ربوع الوطن على اعتبار أن المواطن قد يغفر للدولة عدم تنفيذ مشروع أو تشييد مدرسة ولكن لن يغفر لها إن اصبح الأمن في خبر كان. إن الجرائم التي ترتكب هنا وهناك من قتل واغتصاب وبسط على أراضي الغير بالقوة أو استعراض عضلات محبّب ماهي إلا انعكاس لذلك الفلتان.. فالقاتل عندما يقتل فإنه يذبح ضحيته بدم بارد ومغتصب الأرض يسطو على املاك الغير بعد أن أمّن ظهره واستضعف اصحاب الحق. بعد هذا ماذا يمكن أن نقول عندما يحصل مواطن على حكم بهدم منزل عمره خمسة وعشرين عاماً على رؤوس ساكنيه بغرض قسمة الأرض المتنازع عليها ورغم أن نصيب الأسد من الأرض هو لمن صدر الحكم ضده وماذا يمكن أن نقول عندما داهم محبّب وبطريقة (هوليود) محلاً تجارياً ليسطو عليه تحت تهديد السلاح وماذا نقول عندما نسمع عن هروب سجناء في أكثر من محافظة وماذا نقول عن اغتصاب الأطفال.. وماذا نقول عندما يعترض باص عليه مجموعة من البلاطجة سيارة مقاول ويوسعوه ضرباً... وماذا .. وماذا ... وماذا، انها الاختلالات الأمنية التي يجب أن نعترف بوجودها ومن ثم دراستها كظاهرة حتى لاتكون شبيهة بالدولار آخذة بالارتفاع.. وحتى نضع لها الحلول المناسبة كي يرتدع الناس عن ارتكاب الحماقات في حق الغير اعتقاداً منهم أنهم سوف يفلتون من العقاب أو أية مساءلة قانونية. يحسب للعميد يحيى الهيصمي - مدير أمن تعز التعيينات الجديدة التي يحدثها في الأقسام بين فترة وأخرى والشيء الجميل فيها إدخال دماء جديدة وشابة لإدارة العمل الشرطوي في الأقسام ولاشك أن تعيين الأخ إبراهيم محمد عبدالله أبو فارع – مديراً لقسم الثلايا خطوة ايجابية تصب في ذلك الاتجاه ، فالرجل بحنكة استطاع وخلال فترة وجيزة أن يضع حداً للعديد من الإشكالات التي تحدث في نطاق القسم منها قطع الطريق أمام كل من يحاول البسط على أملاك الغير بالقوة واختلاق مشاكل الأراضي والتي دائماً ما تنتهي بجريمة لا يحمد عقباها.. نتمنى له التوفيق والنجاح.