ماذا لو تحدثت عن الأنوثة ومشاعر الأنثى في بداية سطوري؟ لا أعتقد أن في الأمر مشكلة طالما وأن العنوان خاص بالمرأة كما يبدو من ظاهره؟ لم لا فأنا أنثى، ومن وجهة نظري، لا يوجد شعور يضاهي إحساس المرأة بأنوثتها، فالمرأة رمز الجمال بكل أنواعه، هي عشتار الجمال، ومهما تعصب بعض الرجال لرفض هذا الرأي، إلا أننا نجد كثيراً منهم يعترف به بشكل مباشر، أو غير مباشر أحياناً. ومع ذلك قد يقول بعض الرجال لا يوجد إحساس يضاهي إحساس الرجولة عندهم، وقد يوافق الكثيرعلى ذلك، ويظل هذا الموضوع مجرد إحساس جميل عند الجنسين. عوداً على بدء، أعتقد أن المرأة بتفكيرها أياً كان نوعه – إن جاز التعبير- سهل أو معقد، بسيط ، متواضع، لا تريد أن تكون رجلاً بل على العكس لا تتمنى أن تخرج عن إطار أنوثتها، لأن هذا الخروج بالتفكير أو العمل الجسدي من وجهة نظر رجولية أو جهة نظر الرجل يزيدها عبئاً كبيراً على أعبائها، لكن السؤال هنا متى تخرج ولماذا؟ تخرج في أي وقت تشعر أنها بحاجة للخروج، أو غيرها يحتاجها كون الأمر هنا يتحول ليس من أجل الرغبة في الخروج، وإن كان هذا الأمر في حد ذاته من حقها، وهو ما قد يعجزعن فهمه من يكبح المرأة عن رؤية الدنيا، ومن استنشاق هواء لا توجد فيه رائحة المطبخ، والديتول والكلوركس، وبقية المنظفات الخاصة بالمطبخ والحمام وأثات البيت. إذن فخروج المرأة من أجل القيام بأعمال تهمها، أو تهم من يحتاجها يتحول إلى رسالة، نعم رسالة تؤديها المرأة لمثيلاتها، وللرجال أنفسهم وللأطفال وللمجتمع ككل فخروج المرأة وتوصيل رسالتها بالعمل أو عن طريق الكتابة أياً كان نوعها أدبية ، سياسية ، فكرية ، لا يعني أنها تريد أن تكون رجلاً، بل على العكس هذه المرأة على وجه الخصوص هي التي تريد أن تكون المرأة المسلمة التي تتمتع بحقوقها التي كفلها لها ديننا الإسلامي العظيم، الذي أعلى من شأن المرأة وساواها بأخيها الرجل في الحقوق والواجبات وجعلها شقيقة له، وليس مجرد تابعة، هذه المرأة هي التي تسعى لأن تجعل معادلة (امرأة = امرأة) هي المنطق السائد في مجتمعنا، نحن لا نريد امرأة تساوي مائة رجل، ولا نريد (صُفّة بمئة دقن) على حد تعبير جداتنا، نحن نريد امرأة تُعطى لها حقوقها بدون محاكم، نريد امرأة يعتز بها أخوها ولا يحرمها من الميراث، نريد امرأة ترضع أبناءها العزة والكرامة وصناعة القرار، الذين إذا لم تُرب عليهما هي لما أنشأت أولادها على ذلك، نريد امرأة لا يُستهان بحقوقها في العمل، نريد امرأة تُزف إلى زوجها رافعة رأسها، لا أن تذهب إلى زوج خليجي لتعود بعد شهر لأنها مجرد سلعة، نريد امرأة تزف إلى زوجها الذي اختارته ووافقت عليه، وهي تعلم ما معنى الزواج وليس طفلة بجلباب امرأة، نريد امرأة قوية إذا طلقها زوجها لا يعني موتها، نريد امرأة تقول أنا أستطيع أن أكون أماً وزوجة وأختاً وبنتاً بكامل إرادتي وليس بإرادة الآخرين، وأستطيع أن تكون لي شخصيتي المستقلة، أستطيع أن أرّبي الرجال على خُلق ودين وفكر معتدل، ولن يحدث ذلك ما لم تتحقق المعادلة الاجتماعية (امرأة = امرأة) كما أرادها الله أن تكون .