برهنت الأحداث التي مرت بها البلاد خلال المرحلة الماضية أن الوسيلة الناجعة لتوصيل الأفكار هي الاتصال المباشر, حيث تمكن المتلقي من الاستماع الجيد الذي لايشغله شاغل وتجعله أكثر تركيزاً واستيعاباً وتمكن حامل الرسالة من الشرح والتوضيح والإجابة المباشرة على الاستفسارات والرد المباشر واللحظي على الإثارات قبل انتشارها, وبالتالي القدرة على محو أي أثر للفكر المضاد, بل إن الاتصال المباشر بالجمهور يتيح للمتحدث أن يوصل الرسالة بعدة وسائل يستطيع استخدامها ليشد الجمهور إليه, وهذه الأساليب عديدة من نبرة الصوت إلى حركات اليدين وملامح الوجه والحركات المصاحبة, كلها وسائل جاذبة إذا كانت لدى حامل الرسالة القدرة على استخدامها, والأكثر من ذلك أن التواصل المباشر يجعل حامل الرسالة قادراً على اختيار الخطاب المناسب والعبارات التي تتناسب مع الجمهور المستهدف وتشد انتباهه وتحدث الأثر المطلوب. إن أسلوب الاتصال المباشر شديد التأثير ولأنه كذلك فإن أصحاب الأفكار المتطرفة والغلو والانحراف الفكري يفضلون هذه الوسيلة خصوصاً أن هؤلاء المختارين لحمل الرسائل المنحرفة يتمتعون بالقدرة على المراوغة ويستغلون ضعف الوعي ودرجة المعرفة لدى الجمهور المستهدف ويخاطبونهم بلغة مختلفة, ثم من يحملون فكراً عنصرياً أو منحرفاً أو لايمت بصلة لجوهر العقيدة الإسلامية يستخدمون لغة شعبية بسيطة تتناسب مع مستوى تفكير الجمهور المستهدف ثم يبدأون الدخول إلى عقول المستهدفين من القضايا التي تهم الجمهور ولايمكن أن يظهروا أهدافهم الحقيقية وإنما يتدرجون في طرح أفكارهم المثيرة للفتنة بعد أن يضمنوا انخداع المستهدفين وبأنهم أصبحوا على أتم الاستعداد للدفاع عن تلك الأفكار المنحرفة. ولئن كان أصحاب الفكر المنحرف قد سلكوا هذا السلوك واستخدموا وسيلة الاتصال المباشر لنشر الأفكار المنحرفة في أوساط البسطاء من الناس فإننا قد حذرنا من وقت مبكر وقلنا لايمكن مواجهة الفكر المنحرف إلا بالاتصال المباشر والنزول الميداني واختيار عناصر متميزة قادرة على إبطال مفعول تلك الأفكار المنحرفة دون إثارة للفتنة فهل تدرك الجهات المعنية بالتوعية ذلك؟ ومن ثم العمل ميدانياً وبشكل مباشر لتحصين المجتمع من سموم الفكر المنحرف أياً كان.. نأمل ذلك بإذن الله.